أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - نحو سلطه عماليه ...لا سلطة العمال السياسيه















المزيد.....

نحو سلطه عماليه ...لا سلطة العمال السياسيه


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 1012 - 2004 / 11 / 9 - 11:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ان نزوع الطبقه العامله الى امتلاك السلطه او الاستحواذ عليها ونجاحها الصعب في تحقيق ذلك لا يعني بالضروره تحقق الثوره الاجتماعيه في اطارها الماركسي واشتراكيتها العلميه ..فلقد تتضافر مجموعه عوامل اجتماعيه ضمن عملية تطور المجتمع وتصل من الحده والتناقض ما يجعل الطبقه العامله بحكم طبيعتها في طليعة القوى السياسيه من حيث الكم والتاثير الاقتصادي وتصورها على انها المستفيد الاول من مطلب التغير الذي قد بحدث في بنية وتركيبة الطبقه الحاكمه وعليها تقع مسؤولية السعي للسيطرة على زمام امور السلطه والمجتمع وعلى هذا ...فلقد يقود العمال بصوره فعليه حركة تحرروطنيه ..قد يقودون عملا سياسيا عنيفا باتجاه تغيير السلطه ولكن ليس بالضروره السعي لتغييرها طبقيا بل ربما يكون لدوافع وطنيه او قوميه ...ففي كومونة باريس 1871...كان للطبقه العامله دورها الاكيد ولكن هذا الدور كان ضمن الاطار العام للمفهوم الوطني ...ذلك لان التعبئه الجماهيريه كانت في بداية الامر ترمي الى اعانة حكومة الجمهوريه في عملها من اجل الدفاع الوطني وكان البلانكيون في ذلك الوقت قد رفعوا شعارهم ((الوطن في خطر))..لكن في نفس الوقت كان البرودونييون يشرعون في تنظيم اللجنه المركزيه لدوائر باريس العشريين ...هذه اللجنه لعبت دورا طليعيا في قيادة الحركه الجماهييريه المناضله من اجل اقامت كومونة باريس ...كان النشاط العمالي الباريسي يتبلور ضمن هذا الاطار بداء من ايلول 1870 وهي الفتره الثوريه التي مهدت لقيام الكومونه ...كان نشاط عمال وطنيون يدافعون بالتضامن مع ابناء الطبقات العامه عن ليس كرامه باريس فقط بل كرامة وسياده فرنسا بمجملها امام تخاذل نابليون الثالث وجيوش بسمارك الزاحفه ولقد دفعت الاحداث اللاحقه المتمثله بالروح الاستسلاميه الظاهره لحكومة ((تيير )) الى ان يبادر العمال وممثليهم الى القفز الى صفوف قيادة الثوره ...الا ان الشعار الذي تردد صداه في كل ارجاء باريس في صبيحة 18 اذار 1871 ((كفانا صحافيين ..كفانا محاميين ...كفانا شعراء ...كفانا حالمين ))لم يكن شعارا بروليتاريا بل كان شعارا وطنيا تردده البروليتاريا ...ولم تشفع النتائج التي ادت الى ان تصطبغ بها حركة الثوره فيما بعد من محو الدور الفاعل الاساسي لاندلاعها ...فبقت سلطه الكومونه رغم طبيعتها التركيبيه تمثل سلطه الثوار الوطنيون قبل ان تكون سلطة العمال العماليه ..وهذا ما يفسر وقوعها في الاخطاء الجسيمه التي ارتكبتها في حق نفسها ...ومن بينها عدم مصادرتها لما يقارب 3 مليار فرنك فرنسي كان الثوار قد عثروا عليها في وزارة الماليه وبنك فرنسا بعد ان اقنع نائب مديره مفاوضه مندوب الكومونه بانه ((ما هو الا حارس لثروة فرنسا ))...وثروة فرنسا المقدسه هذه دفعت فيما بعد لتجهيز جيش الثوره المضاده الذي اغرق الكومونه بعد ايام بطوفان الدم والبارود ......هذا الخطاء القاتل وغيره من الاخطاء التي سبقته وبحكم طبيعة الاسباب التي دفعت اليها يفسر نفي صبغة السلطه العماليه بمفهومها الماركسي عن الكومونه لكنه لا ينفي بالتاكيد القياده العماليه الثوريه لها وكأن في احداث الكومونه تتفاعل في ان واحد وبطريقه جدليه حركة ثوره داخل ثوره وهذا ما نعبر عنه ب((السلطه العمال السياسيه )))والتي لا تقترن بالضروره بشروط اندلاع او تحقق الثوره الاجتماعيه التي من اول صفاتها واهدافها اقامة سلطة دكتاتورية الطبقه العامله واعلان ملكيتها التامه لوسائل الانتاج ..لقد كانت كومونة باريس عملا نضاليا فذا لجماهيرها وحدثا تاريخيا تنحني امامه الاجيال الثوريه ...لانها تمثل في احدى جوانبها ..كما من المواعظ النضاليه الثره وكان من ضمنها فداحة خطاء سعي الطبقه العامله في الوصول الى السلطه السياسيه دون اعلان دكتاتوريتها وتحطيم كل بنى وركائز السلطه القديمه بشكل نهائي
ان سعي الطبقه العامله للوصول الى السلطه السياسيه تدفعه ميول لا واعيه ةوعلى درجاتها المتفاوته يحفز ولاسباب مختلفه احزابها السياسيه الى نفس هذا الاتجاه ..اي محاولة الوصول الى السلطه السياسيه دون توفر شروط اندلاع بوادر الثوره الاجتماعيه وفي احسن الاحوال تبرر سعيها هذا لانضاج وقيادة الطبقه العامله الى شروط الثوره
الا ان هذا النهج لا يكرس الا حالة اللاوعي الثوري للطبقه ولا يقود حركتها الا الى صوب الاصلاحيه والحلول الجزئيه التي من شائنها التخلي عن النهوض بحركتها التاريخيه ..والتي وان كانت دواعيها موضوعيه وضروره الا انها ترتبط ارتاباطا حقيقيا بشرط وعيها وارادت تحقيقها والوعي والاراده كلا في واحد اكبر اسمه الثوره ويتجليان بصوره واضحه واكيده في مدى ترسخ الحقد الطبقي ومفهوم تطبيقه ىوفي تشكيك وعدم ايمان الطبقه العامله بمجمل ممارسات اعدائها السياسيه ومظاهرها المخادعه التي يحاولون جرها اليها ...ان كل ما تقدمه اليوم البرجوازيه على جميع مستوياتها من مفاهيم سياسيه واجتماعيه ضمن اطار دعوتها الى حمايه الحقوق والحريات الانسانيه ..السياسيه والثقافيه والاجتماعيه ى...انما عليناان ننظر اليها من منظار المحاوله الجديه لهذه القوى لقمع حركة تحرير الطبقه العامله وحقن جسدها باكبر جرعه من الافيون الامر الذي يدعونا لان نجزئها فنتقبل بعضها لنقوض من خلالها ماتبتغيه في الاجزاء والنواحي الاخرى ...علينا مثلا ان نستغل ممارسات الحريه السياسيه والاساليب الديمقراطيه الليبراليه المتناميه والمرسوم لها الترويج لفكرة الوصول الى السلطه بالطرق السلميه كمنفذ لتقوية تنظيماتنا السياسيه الثوريه لا ان نندمج في تلك الممارسات كمثل بعض شيوعينا اللطفاء اللذيين باتوا يعلنون ان همهم الاول هو الوصول الى السلطه واقامه دوله احزابهم الاشتراكيه مع تاكييدهم على الالتزام بالنضال السلمي ...اليس هذا التصور في النهايه لا يمثل سوى اضحوكه ثقيله ومزحه خبيثه تريد ان تعبر عن ايمان مثل هذه الاحزاب بالروح الرياضيه العاليه والنزاهه التي تتحلى بها القوى الراسمليه والتي بات رجال بنوكها ورعاة نقدها هم قمم السلطه السياسيه اينما كانوا وان هؤلاء مستعديين وبصوره طوعيه لان يتنازلوا عن كل امتيازاتهم ومنجزاتهم التي حققوها عبر اجيالهم المتامره وتراثها العتيد في اللصوصيه ليفسحوا المجال وبكل دعه وروح تسامح لان يلغيها اصدقاؤنا اؤلئك الشيوعيون الظرفاء ...اللذيين في هذه الحال وانطلاقا من المفاهيم الثوريه لا يمكن ان يوصفوا الا بالتامر والخيانه الطبقيه سواء كان السبب الذي ريدعوهم الى مواقفهم تلك دواعي سياسيه تامريه او حتى قصور في وعيهم الفكري ومن جهتي فانا ارجح السبب الاول ولا استسيغ قبول الثاني وانا اؤمن بان دعي الشيوعيه الذي يدعو الجماهير العماليه الى نبذ العنف الثوري بشكل كامل من قاموسها النضالي ما هو الا مروج رخيص لبضائع الراسماليه العفنه ونخاسا وضيع من نخاسة الثقافه الامبرياليه
ان دعوة الطبقه العامله لان تصب اهتمامها وتكثف نشاطاتها باتجاه الوصول الى السلطه السياسيه دون المساس بتقاليد تلك السلطه ودون السعي المباشر والقوي لتجطيم مرتكزاتها ..انما هي في حقيقتها ومحصلتها النهائيه تعني دعوة هذه الطبقه لتخلي عن طبيعتها الجوهريه وترويض قواها باتجاه خدمة اغراض سياسيه لاحزاب وافراد ..مقامريين قد خسروا اللعبه مسبقا ولم يتبقى في حوزتهم الاخيار الغش والتلاعب



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاده عماليون ((دراخون))..واشتراكيون انتهازييون ...الجزء الاو ...
- قوارض الاسلام السياسي الشيعي وكعكة الانتخابات
- مفهوم النضال السلمي ...ودعاته المتميعون
- اعلان حزب شيوعي عمالي كردستاني ..بات ضروره ملحه
- لا للتصويت ..لا للاستفتاء..عاشت كردستان حره مستقله
- يساريو...اخر زمان
- شخير الطوباويون...بات ...يصم السمع
- خصم خصمنا ...ليس صديقنا
- نحن شيوعيون عماليون..لسنا..تيريزيون..محسنيين
- قلبي عليك ..ايها العمالي العراقي ..من اهل الجبل ..وفلاسفة ال ...
- قلبي عليك ...ايها العمالي العراقي ..من اهل الجبل ..وفلاسفة ا ...
- عشية الحرب ...ليكن شعارنا كل شيء من اجل السلاح
- ايها العمالي العراقي ((فلان))...ما هكذا تورد الابل
- لا..لانثوية النضال ..مثلما هي ...لا لذكورية المجتمع
- تاهبوا....فالحرب الاهليه على الابواب
- المقاومه المزيفه .....والشريك البديل
- التامر الثوري ...هو خيارنا الوحيد....ايها الرفاق
- العشائريه السياسيه ...لقيط الامبرياليه الجديد/ج2
- العشائريه السياسيه ..لقيط الامبرياليه الجديد
- مبروك للشيوعيه العماليه الايرانيه ...الى الامام ايها الرفاق


المزيد.....




- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - نحو سلطه عماليه ...لا سلطة العمال السياسيه