التامر الثوري ...هو خيارنا الوحيد....ايها الرفاق

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 964 - 2004 / 9 / 22 - 13:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

في ظل ظروف الواقع اللاثوري حيث لم تتازم فيه انعكاسات التناقض بين علاقات الانتاج وبين قوى العمل لتفرض نفسها كضروره في تفاعلات الصراع الطبقي ...يكون الوعي الثوري الجماهيري على درجة ما من الضعف وعدم الاستقرار ...ولو استذكرنا بان الوعي الثوري هو ثمرة تطور الوعي الطبقي باسبابه المعروفه وافترضنا وصول الاول لعدة اسباب الى ادنى درجاته بمعنى عودته الى صورته التجريديه السلبيه ...فان هذا يعني فيما يعنيه توفر شروط الفرصه التاريخيه للقوى الامبرياليه من فرض هيمنتها على ذلك الواقع وليتحول وبالضروره الى شكله التحرري المجرد وحينها يكون الوعي الجماهير الثوري قد عاد الى هيئته الجنينيه ....واستنادا لطبيعة الصراع في مثل هكذا واقع والتي تتخذ شكلا غريزيا يسعى الى متطلبات البقاء وليس الى مستلزمات التطور ...فان الجماهير يصبح مقياس حكمها على نشاطاتها الاجتماعيه والسياسيه بصورة خاصه مبنيا على اساس مبداء (((ما تم فعله وليس ما يمكن ان يتم ))))..وهي دائما تندفع بعفويتها تلك باتجاه الخطوه الاولى والنشاط الاول ...وتبدي ممانعه قويه للنشاط البديل ...وفي احسن الاحوال تحاول ان تدمج بطريقة او باخرى اوجهه النشاطيين ...حتى وان اوقعها ذلك النهج التوفيقي في اخطاء الممارسه التجريبيه
وهذا ما تحقق ويتحقق في واقعنا السياسي الاجتماعي ...فبفعل النشاطات السياسيه المكثفه والمعاديه وفي مقدمتها ممارسات الفئه المتسلطه لنظام البعث الفاشي ..واهدافه ورغباته الشاذه ..وبفعل الامكانيه الخطره التي توفرت ليها نتيجة سيطرتها المطلقه على مردودات الثروه النفطيه الكسوله ....اوصلت كل تلك الضواهر الشعوب العراقيه الى ادنى درجات ليس الوعي الثوري بل الوعي الطبقي ...والذي كان اهم عامل توفر لاستقدام قوى الامبرياليه الامريكيه الى العراق
ففي مثل تلك الظروف تتحول واقعيا موؤسسات الدوله الحيويه الى مجرد كيانات صوريه هزيله حيث يصبح كل ما فيها مجرد عناصر كسوله خامله تجهل هويتها ولا تعي طبيعة دورها بعد ان يتحول جميع من فيها الى مجرد لصوص ومرتشين وحينها لا يمكن التمييز بين سلبية الشرطي المرتشي وبين سلبية العامل السارق ..فكليهما انعدمت لديه روح المسؤوليه وتلاشى دوره الانتاجي
ولهذا فنحن نؤكد لاكثر من مره ان اطلاق تسمية الاحتلال والمحتلين على القوات الامريكيه وحلفائها في العراق تسميه خاطئه تنم عن فهم خاطىء لحقيقة تواجد هذه القوات ولا يمكن بالتاكيد ان نضعه تحت مسمى الاستعمار الجديد بل هو لا يعدوا اذا ما استوجبت الضروره لتسميته من ان ندعوه ب((الفتح الجديد)))والقائمين به ب((فاتحون جدد))......وهي حركت توسعت فيها المجالات الحيويه للامبرياليه الامريكيه المتفرده ....بعد ان ابدت الجماهير العراقيه طوعا عجزها عن ادارة شؤونها ولا مبالاتها بملكية ثرواتها
وامام مثل هكذا واقع شاذ ومعقد وبعدما خلف ويخلف من الظواهر والحالات التي تحمل نفس تلك الصفات ...وبالعوده الى استذكار المبداء الذي تقييم الجماهيير على اساسه كل تحرك ونشاط سياسي (((((ما تم فعله وليس ما يمكن ان يتم ))))...والذي هو اصلا تعبيرا اخر لحالة جنينية الوعي ..فان فرصة القوى التقدميه واليساريه الاشتراكيه في ممارسة دورها بصيغها المعروفه تبلغ من الضعف الى درجة اقرب ما تكون الى التلاشي ...ولكن ولانها موجوده بحكم الضروره ..فلا بد والحال هذه من تتلمس الصيغه النضاليه التي تستطيع فورا من ان تستوعبها ..ووفق الحقائق والمقاييس التي ذكرناها فانه لا يمكن ان تكون تلك الصيغ النضاليه الا ذات طبيعه تحريضيه بحته ...ومجرده الى اقصى ما يمكن من الدعائيه الفكريه ...يجب ان تتخذ هذه الصيغه التحريضيه اقصى درجاتها وبحركه تصاعديه نحو ذاتها وان لا يتوقف ذلك تاتصاعد ...وهذا معناه واقعيا التلاشي والتخفي في بعض الممارسات حينا والتحاف مع نشاطات القوى الاخر حينا اخر
انها وباختصار تعني ضرورة تبني شعار ((((((التامر الثوري)))))...بكل ما تعنيه الكلمه وباقصى معانيها ...والاهم من هذا كله وكحاله تكتيكيه ان نصل بطاقاتنا التحريضيه الى حالة ((تيئيس)))الجماهير من امكتنية تغيير اوضاعها الحاليه لتندفع اكثر واكثر باتجاه مطابتها بما تم فعلا ولتدفع بالتاي القوى السياسيه لان تتحرك خارج نطاق قدرتها التي حددت بخطوات ادائها لادوار معينه ومرسومه ....ولتدخله بالتاي في دوامة حركه عشوائيه لا يمكن الا ان تؤثر انعكاساتها بصورة ايجابيه على نمو ذلك الوعي الجنيني وتكسبه هويته ىالثوريه والتي لا محال ابدا منها ...وكل الذي نفعله هو فقط التعجيل بولادتها وان نمارس من خلال ذلك دورنا المفترض ...دور المتامريين الثوريين ....دور الواثقين المتيقنيين باحقية العمال والكادحيين من ان يتمتعوا بثمار جهدهم وكدحهم وان يعيدوا الى انسانهم انسانيته المسلوبه وحريته التي استاثرت بها مسوخ الراسماليه المتوحشه وموميات خرافاتها واساطيرها

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات