أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ليث الجادر - انهم لا يبكون على الحسين ...بل يبكون من اجل الهريسه














المزيد.....

انهم لا يبكون على الحسين ...بل يبكون من اجل الهريسه


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 958 - 2004 / 9 / 16 - 09:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بمقدور المرء مهما امتلك ادنى درجه من الوعي السياسي من ان يتيقن بان عبارات من قبيل اليسار العربي او حركة تمدن عربيه او حركه علمانيه عربيه ...ليس لها على ارض الواقع من وجود فعلي ...فهذه المسميات تعني في حقيقة الامر مجمل مؤشرات ودلائل تتسع حدودها ...لتعبر واقع تلك العصبه اليساريه في هذا البلد العربي او ذاك ...وهي بالتاكيد اكبر من ان تتمثل في مطاليب واعتراضات هذا المثقف العربي او ذاك ...مع ان هذه المفاهيم لها اصولها وروافدها الحقيقيه والفعاله والمتجذره يوما بعد يوم في الواقع الاجتماعي العربي ...ولو اننا لا نميل الى هذا التعميم المجرد بحيث يفسر من المنظور القومي العربي الوحدوي ....فواقع الحال ليس النشاط السياسي العربي الرسمي يتباين وتختلف توجهاته ...بل ان مجمل النشاط الفكري الاجتماعي والنضالي يتباين ويختلف في البلدان العربيه ويتخذ منحنى القطريه والمحليه ...ولكن وكما ذكرنا فانها بمجملها توفر امكانيات ثره وغنيه يمكن ان تستثمر باتجاه خدمة اهداف قوى التغيير والثوره ...حتى اننا نرى خلف اكثر مظاهر الممارسات الشعبيه تخلفا ...روحا للثوره تتاجج خلفها ...لكنها تتاجج وتتاجج ...وليس هناك من اي نشاط سياسي وفكري يحاول ان يهبط اليها من برجه العاجي ويكسر تقليديته التي علبته بطريقه بائسه ...ليستثمر تلك الروحيه ويجمع اوصاله ويهذبها ويوجهها نحو الطريق الحقيقي الذي يقود تلك الجموع الشعبيه المرهقه كواهلها بتبعات التخلف والاضطهاد ...فعلى سبيل المثال ...نحن نرى في المسيرات المليونيه التي تخرج طواعية من مدينة الثوره والتي سماها بالرغم من انوفنا قراصنة العهد الجديد بمدينة الصدر؟؟؟ ...نرى في تلك الجموع الكادحه والمتعبه ...السائره تحت لهيب القيظ والقاطعه تحت سياطه عشرات الكيلومترات مشيا على الاقدام الى حيث قبر موسى الكاظم او الحسين ...هذه الجموع لا تحركها الا طفولية اعتراضاتها على واقعها المر ...ولا تدفع بها ...الا....انعكاسات شوهها التخلف وفرضها الاضطهاد ...لواقعها المعاشي ..ومعاناتها الطبقيه ...ولو كان هناك في العراق فعلا حركه تقدميه ثوريه ...غير صوريه ...لتحولت تلك المسيرات المليونيه الى مرتكزات جباره لقواعد الثوره الجماهيريه ...ولعل اصدق ما يعبر عن حقيقة دوافع الجماهير في مثل هكذا ممارسات ...هو احد الامثله الشعبيه الماثوره والذي يقول (هذا لايبكي على الحسين ...هو يبكي من اجل الحصول على الهريسه....والهريسه هي الاكله التي يتم طبخها وتقديمها بالمجان وتوزع في مثل هكذا مناسبات فعلا هذه الجموع الاطمه والباكيه انما تحركها ارهاصاتها الطبقيه الغير واعيه ...وبدل ان يسعى تقدميوا العراق الى هذه الظواهر ليستخلصوا منها الجوهر الفعال ...تراهم يشيحون بوجوههم عنها ...ويهرعوا الى طقوسهم الفكريه والتنظيريه ...التي لا تغني عن الجوع من شيء ...ويتركو تلك الجماهير التائه لقمه سائغه وصيد سهل ...تفترسه فكوك الاسلام السياسي وتمضغ الامها لتحولها الى ارصده جديده تتكدس فوق ارصدتها اللامشروعه
وهكذا يتضح للعيان ذلك الفرق الشاسع والمؤلم بين واقع الحركه اليساريه في العراق وبين امكانيات ومقدرات التوجه اليساري الفعلي الغير مستثمره ...ذلك الفرق الكمي الهائل بين التوجهات الجماهيريه الاعتراضيه بصورتها الجنينيه والنابعه من صميم حركة الصراع الطبقي ...وبين الواقع السياسي التقدمي والتغييري الذي لا يمثله في العراق الا نشاط وممارسات بعض الافراد من هنا او هناك ....وحزب وليد اخدج يصارع وبشجاعه باسله الانياب التي تحيط بنحره الطري من كل جانب ...هذا الحزب ...هذا الوليد ...هو الحزب الشيوعي العمالي العراقي ...وهو الحركه السياسيه الوحيده التي يمكن ان نطلق عليها صفة اليساريه والتمدن في العراق
هم بضعة مناضلين يقاومون بروحيه مقاتله ..اسراب الخفافيش المندفعه من جحور الظلام ...لكن هولاء المقاتلين ...قادرون فعلا على ممارسة دورهم الفعال والمؤثر ..وبامكانهم توسيع قاعدتهم الجماهيريه بصوره دراماتيكيه تقلب موازيين المعادله السياسيه ..لو انهم فقط تمكنوا من الخروج من علبة السردين الفكري ...ونظموا تلك الحركه العشوائيه التي تدفع بالجماهير الكادحه ...فعلا حينذاك سيستطيعون من قيادتها وان يتوجهون بها ..الى ..من يحقق لها احلامها ويرفع الحزن عن كواهلها ...فلا يعود ابنائها ...ليجدوا انفسهم ...مضطريين للبكاء واللطم ..لا على فلان ...ولا ...من اجل ....هريسته



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوى الصنم ...وبقى التابو...ج4
- هوى الصنم ....وبقى التابو......ج3
- هوى الصنم ....وبقى التابو........ج2
- زندقه....الوطن
- هوى الصنم .....وبقى التابو


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ليث الجادر - انهم لا يبكون على الحسين ...بل يبكون من اجل الهريسه