ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 952 - 2004 / 9 / 10 - 10:28
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في يوم 9 نيسان من عام 2003 هوى في ساحة الفردوس صنم الطاغيه ...هوى وبشكل لا يخلو ابدا من روح الاستعراظيه ولكن القاعده الكونكريتيه الضخمه التي كان يتربع عليها بقيت كما كانت عليه ...ليندفع بعض الشباب المهتم وليقيموا عليها نصبا بديلا سموه على ما يبدوا بنصب الحريه ...لكن هذا النصب لم يكن كسابقه لا من الناحيه الفنيه ولا من الناحيه التكنيكيه والبنائيه .....فملامحه ورموزه تكاد تكون مدغمه بشكل صارخ لا يتضح منها سوى الهلال الكبير الذي تتوسطه دائره صغيره اشبه ما تكون الى الشمس ...بالاضافه الى بساطة المواد التي نحت منها هذا النصب قد اضفت عليه هالة من السذاجه والتبسيط الغير لائقين...وعلى اية حال فان هذه الصوره هي فعلا اقرب الى الواقع ...فلقد سقط الصنم ..سقط الحكم الدكتاتوري المفضوح ...ولكن القواعد التي بني عليها صرحه ما زالت باقيه وراسخه لا بل اضفية عليها شرعيه جديده تحاول قوى الرجعيه في العراق من ترسيخها اكثر واكثر وتفعلها بكل ما اوتت من امكانيات ...واسس تلك القاعده يحلو لي ان اسميها ب(التابو الاسود )...تابو مثلث الظلام والدم وقناع الاضطهاد والظلم ...مثلث (الوطن المقدس..والاسلام...والقوميه العربيه)...مثلث النزيف الذي اهدرت على زواياه الحاده السامه كل طاقات وقدرات العراقيين عبر مايربو على خمسين عاما و اكثر ...فلقد انطلق صدام في بداية مشروعه ..الصنم.. باستخدام مفهوم الوطن المقدس ليذبح به انتفاضة الشعب الكردي في مطلع السبعينيات ولينشر ظلال هذا المفهوم المقيت على جبال كردستان ليزرع فوق قممها وعلى سفوحها الموت والدمار والتهجير والاستلاب ...تحت يافطة حماية ارض الوطن المقدس..ودولته العراق ..ولكن اي وطن ...واية دوله تلك ؟؟ ما هي اصولها الجغرافيه ..ما هو عمقها التاريخي ؟؟ الكل يعرف الجواب ..الكل يعرف الحقيقه ولكن الكل ايضا وبمختلف الدوافع والضروف كان لا يجروء اصلا ليس على الجواب بل لا يجروء على طرح تلك الاسئله المشروعه والملحه ..وهكذا وبدفعه واحده وبالحديد والنار وشراء الذمم استطاع صدام من ان يبني اولى قواعد صنمه الكبير ومن ثم يتحول في المرحله الثانيه ولاسباي ودواعي متداخله الى مفرده التابو الثانيه وهي الدين ليشهره كسلاح مضاف الى سلاحه الاول (الوطن المقدس) وليهوي بهما على هامات ابناء العراق التقدميون وقواهم اليساريه فكانت مذابح الشيوعيون بعد ان استدرج قيادتهم الى شراك الجبهه الوطنيه والقوميه ..وما ان تم له ذلك وبطريق ذكيه استخدم فيها الاستغلال الامثل لتداعيات الحركه السياسيه المحليه والعالميه ..انبرى وبصوره دراماتيكيه الى رفع شعار القوميه المقدسه التي كانت مفردة الوطن المقدس قد تداخلت بها بصوره مشوه وغريبه وبقليل من الجهد من قبله وبكثير من الجبن والغباء من الطرف والاطراف الاخرى تم قبول ذلك الشعار بطريقه اصبح فيها مشروع الصنم حقيقة واقعه وضروره لابد منها دفع العراقيون ثمنها الباهض طياة فترة انجاز هذا المشروع الشبوه الذي تشابكت فيه مصالح الاضداد بشكل يدعو الى الاستغراب والالم...وبن هذا وذاك وطيلة هذه الفتره المظلمه بقت القوى الوطنيه العراقيه وطليعتها اليساريه تتخندق خلف متاريسها الدفاعيه البحته حت تهرئت وانهار الجزء الكبير منها بفعل التصاقها بمفاهيم باليه لم تتمكن من استيعاب حركة التطور الشامله والسريعه التي اجتاحت مجمل النشاط الانساني وعلى الاخص بصورة نوعيه النشاط السياسي والتي كانت بصورة وباخرى تحاول ان تدفع الى الواجهه مفردات التابو الاسود(الوطن المقدس..الاسلام...والقوميه) وها نحن اليوم نجد ان هذه المفردات تعيد انتاجها بواسطة شعارات وممارسات القوى السياسيه المضاده في الساحه العراقيه لا بل ان قوى الاحتلال الامبرياليه تسعى وبجهد واضح للعيان لتكريس وصيانة وادامة مفردات هذا التابو المقبت وبطريقه تبعث احيانا على الضحك فعلى حين غره تحول السيد رامزفلت وتشيني وطبعا قبلهم السيد بوش ..الى قاده وطنيون عراقيون يوكدون بحماسه قل نظيرها حرصهم على الحفاظ على وحدة تراب العراق وضرورة بل حتمية صيانة هذه الوحده بدستور يستمد تعاليمه من اسس ومبادىء الاسلام وتاكيد على ان العراق جزء لا يتجزء من العالم العربي ....والادهى من هذا كله هو اعلانهم الواضح والاكيد ضرورة احترام والالتزام بتعاليم المراجع الدينيه في العراق ..ففي الوقت الذي تحتل فيه قواتهم العسكريه كل شبر من ارض العراق فانه ملزمه ومتمسكه بالخطوط الحمراء التي رسمتها تلك المرجعيات الدينيه والتي تحرم عليهم المساس او التقرب من هذا المسجد اوذاك الضريح وكانهم يريدون ان يقولوا ان هذا من محارم التابو الاسود الجديد ..والذي على ما يبدوا سيكون من ضمن مفرداته الجديده القديمه ...هو اهداف ورغبات الحوزه العلميه و اشتراطات جمعية العلماء المسلمين ....وللكلام بقيه
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟