الصورة ... الأيقونة -

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1027 - 2004 / 11 / 24 - 10:03
المحور: الادب والفن
    

هي الناهضة بين الجبال
الناهضة بين الجبال
نحو الله..
والنجوم
وحجارة التاريخ
تنثر ثلجا
ونذورا
وأساطيرا ,
إنها الروضة الروحية
والقنطرة
ونسمات قمرة العلية ,
الدرج .. الدير
والصومعة الحجرية ..,
بيوت الخشب
والطين
والقرميد
والحجر
والحمامة البرية
أو .. ( الغزالة الجبلية )
تغتسل بالحصى
وماء الغدير
وزهر أشواك الجرود
وتستلقي على أزهار الزيزفون
على موسيقى أغاني الرعاة
وفجر الفلاحين ..

أتساءل.. أتساءل
وأسألك يابلدتي
يا مسقط رأسي
وعروستي :
كيف استطاعت قمة أو .. رابية صخرية
أن تحتضن قلب غزالة
أو حمامة
وترسم خطا أزرق ..
ودائرة خمرية
لقمر ..
نصفه بخور
ونصفه نور
ليشيّد المعبد
ويرسم الأيقونة
في جوف القمر ...؟
ويرسم الأيقونة في جوف القمر
ترشح زيتا ..ودمعا
وعطر روابي الأكاسيا
والورود ...
وتلال اللوز والشربين
زرعتها .. أيادي الفلاحين
في صيدنايا القديمة -
حبا للأرض والسنابل
والطهارة
وكرامة الإنسان
لتزهر الجبال
قوة ...
تشيد الأهداف النبيلة
لطريق
طويل .. طويل طويل
إنها السهول الخضراء
الكريمة الكريمة
ككف أمهاتنا
وصدور جداتنا
وقمح البيادر
وخوابي الخمر
وبساتين الزيتون
والعنب
مرسومة
على وجه اّبائنا ... وأجدادنا .

هناك .. هناك
في البعيد البعيد ....
ينتظرني قبر
ينتظرني قبر لأزوره
وأسقي أشجار الإنتماء .
نذرت لروجوعي
نذرت لروجوعي أن أسير حافية القدمين
لتلك التلة السمراء
المحفورة بالعرق ... والحرف
ودمعة الأمهات
حبا بالتراب .. والقمح
ووجوه الأحباب
ورائحة الوطن ...!

رويت لأطفالنا .. قصتنا
وللشباب .. نضالنا
وإذا نسيت مشهدا
لصيقا بالذاكرة
وعسل الخلايا..,
أرجع إلى المنعطفات
والكروم
لأقطف لوزا .. وتينا
ورمان -
هناك .. هناك تأتي العصافير
وتنقر التين
( وخبز الزوّادة ) ......
وتحكي لصغارها
كيف ودّعتها
وودعت سقوف المنازل
في قرية الحب
وعشق الطفولة
ودفّ الوطن .

ذات صباح
أهديتها قبلة
ودمعة فراق
أودعتها قلبي
وروحي
ومشيت .........
ذات صباح
أهديتها قبلة ودمعة فراق
أودعتها قلبي وروحي
ومشيت .. ومشيت ...!

لصيدنايا الصباح _ 1993 -

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل