تعازينا الأخوية الحارة للشعب الفلسطيني البطل

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1018 - 2004 / 11 / 15 - 08:24
المحور: القضية الفلسطينية
    

كان ذلك في صيف 1986 على أرض تونس الخضراء - أرض الشتات - في منطقة مجاز الباب - في مؤتمر جبهة التحرير الفلسطينية -
يومها ألتقينا بالرئيس ياسر عرفات برفقة الشهيد أبو العباس , بعد نتهاء المؤتمر , في غداء على شرف الجبهة للحاضرين , وأبى أبو عمار
إلا أن يسلم على كل واحد منا والتقاط صور تذكارية معه .. وتمنى لنا بابتسامة وأمل وثقة المناضل والشعبية المعروف بها , أن يكون المؤتمر
القادم والغداء في أرض فلسطين والقدس انشاء الله .
كان هناك تجمعا كبيرا من الإخوة والرفاق والرفيقات والكوادر من أكثر المنظمات الفلسطينية .. ووسائل إعلام فلسطينية وعربية وعالمية .
لا زلت أتذكر كيف تقدم صحفيون من الإتحاد السوفييتي ليتعرفوا علينا شخصيا ..!
وكنا قد دعينا لحضور المؤتمر وإلقاء كلمة أثناء ذلك . وقد ألقيت كلمة اّنذاك .. تضمنت أهم مراحل تاريخ الثورة الفلسطينية وتضحياتها من
بداية المقاومة حتى تاريخه , وهذا ما يجعلها جزءا هاما من حركة التحرر الوطني العالمية . وتعرضت إلى تلازم وأهمية النضال الواحد
السوري والفلسطيني والعربي . ثم وضع المعارضة السورية في التشرد والتوزع والمنافي والسجون , وأساليب السلطة السورية ضد الشعب
في القمع والتسلط والطغيان .
وقد كنا وما زلنا وسنبقى في علاقتنا الأخوية والرفاقية للقضية الفلسطينية منذ انطلاقتها الأولى أصدقاء ومدافعين بالنضال معا على طريق التحرير.

بدموع المشردين والمبعدين عن أوطانهم .. وبحرارة زهور الثورة الحمراء ... وأرواح الشهداء البيضاء.. لا يسعنا ونحن أصدقاء الشعب الفلسطيني
وثورته العادلة وكوادره المجربة ... إلا أن نتقدم بأحر التعازي القلبية الصادقة لعائلة الفقيد وللشعب الفلسطيني وجميع منظماته على إختلاف
فصائلها واتجاهاتها ومعتقداتها بوفاة الرئيس الرمز ياسر عرفات.. رمز الثورة ونضالها .
حقا ..لقد حمل وأوصل ياسر عرفات القضية الفلسطينية إلى ساحات العالم كلها .. حمل مشعل الثورة الفلسطينية وسار بها من القدس وفلسطين
.. إلى الصين واليابان وأندونيسيا والهند - وإلى غرب أوربا وأمريكا والأمم المتحدة - ومن الإتحاد السوفييتي وأوسلو إلى جنوب أفريقيا .
لقد قاد أبو عمار الثورة والكفاح طوال عدة عقود .. ليلا نهارا , دون كلل أو ملل , أو تعب أو تأفف أو ... إستراحة .
عمل بكل همة ونشاط , ورغم السلبيات والنواقص والأخطاء التي وقعت التي لا بد منها في العمل النضالي وخاصة ( في وضع فلسطين بالذات )
الفريد من نوعه بالعالم على كل الأوجه , لكنه كان قائدا ديناميكيا ونشيطا , ديبلوماسيا ومتفائلا ومتواضعا وشعبيا بامتياز .
نعم .. لست هنا بصدد تقييم أخطائه والثورة وسيرورتها , فهذه من مهمة القادة الفلسطينيين اليوم , أن يقوموا بعملية انتقاد وجرد وتقويم
لمسيرة أكثر من 50 عاما .. أين أخطأوا وأين أصابوا , وكذلك الرئيس , ليضعوا خطة للمستقبل بشفافية وديمقراطية وانتقاد الذات..
وهذا ليس عيبا على الإطلاق بل تسلحا بعوامل ومقومات الإستمراروالنجاح والوصول إلى النصر النهائي , وهذه من أصعب المهمات اليوم
وعلى رفاقه متابعة المسيرة النضالية لتحقيق حلم الرئيس عرفات وجميع الشهداء بالتحرير والعودة .
الكلام عن الثورة الفلسطينية والرئيس .. طويل لا يختصر
لا يختصر في مقالة أو مانشيت عريض , هو موضوع متعدد الأوجه والتحليل والتقييم لما لفلسطين من أهمية تاريخية وجغرافية وموقعا
أساسيا مؤثرا بالمنطقة والعالم . فإذا لم تحل قضية فلسطين سريعا وعادلا يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في دولته المستقلة
وعاصمتها القدس وحق العودة - ستبقى الحروب وعدم الإستقرار يلف المنطقة والعالم - وهذه من البديهيات الأولية للسيلسة اليوم .
لقد انضم الرئيس ياسر عرفات إلى قافلة الشهداء الذين سبقوه .. والثورة ستستمر والقضية مستمرة لا تتوقف طالما الإحتلال موجودا والدم
والوجع يملأ البيوت والشوارع والمخيمات .

لقد كان الرئيس ياسر عرفات قائدا إستثنائيا .. شغل الناس في مسيرة الثورة ومنعطفاتها .. كما شغل العالم في مرضه واستشهاده ,الذي
يبقى لغزا لكل الإحتمالات التي هي في النهاية تؤكد أنه كان الرقم الصعب .. كما كان مأتمه عالميا .. وعربيا .. وفلسطينيا
كما كان قد نقل القضية الفلسطينية من الوطنية إلى العالمية ..
وهنا عظمة وشموخ وفخر عدالة القضية الفلسطينية الكبرى .. قلب العالم .. وقلب السلام .. وقلب الإنسانية المقدسة .
الخلود لروحه .. والنصر للقضية الفلسطينية التي كرس الرئيس أبو عمار حياته في سبيلها .

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل