أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - القوى المخلوعة والمحافظة تهدد الثورة .. وحذار من التصدع!















المزيد.....

القوى المخلوعة والمحافظة تهدد الثورة .. وحذار من التصدع!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 20:03
المحور: مقابلات و حوارات
    


المفكر العراقي والباحث في الشؤون السياسية الدكتور عبد الحسين شعبان لـ" الصدى":
القوى المخلوعة والمحافظة تهدد الثورة .. وحذار من التصدع!
نظمت مؤسسة " صالحة لدراسات التنمية والبيئة يوم السبت 23 جويليه الجاري لقاء إعلامياً حول " دور الثورة التونسية في إنهاض المشروع الحضاري العربي" ينزل المشتل في العاصمة، ودام هذا اللقاء طيلة الفترة الصباحية من الساعة العاشرة الى الواحدة بعد الزوال. وكان من بين الحاضرين في قاعة الاجتماع بعض الوجوه الإعلامية والحقوقية والسياسية.
في البداية عرّف السيد خالد شوكات بهذه المؤسسة التي يرأسها مبيناً أنها منظمة غير حكومية تعنى بتقديم دراسات علمية واستراتيجية حول قضايا التنمية ومشاكل البيئة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب وهياكل الدولة المتعلقة بهذا المجال ثم انتقل بعد ذاك الى تقديم المحاضر والمفكر العراقي د. عبد الحسين شعبان. فذكر أنه من مواليد سنة 1945 بالنجف الأشرف بالعراق ومتحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة القانون من أكاديمية العلوم التشيكوسلوفاكية وهو عضو باتحاد المحامين العرب واتحاد الكتاب العرب ويرأس المنظمة العربية لحقوق الانسان وكان أميناً عاماً سابقاً للجنة العربية لمناهضة الصهيونية. وبين أن هذا المفكر يتميز بغزارة إنتاجه. فله نحو 50 كتاباً في القانون والسياسة الدولية وفي الإسلام والقضايا الفكرية وفي الثقافة والأدب.
حاوره: عادل زارعي

وعلى هامش هذا اللقاء، تحدثنا إلى هذا المفكر لنسأله عن مشاغل الفكر والسياسة في الوطن العربي وعن مستقبل الثورات العربية الحالية وآثارها على المجتمعات. فكان لنا معه هذا الحوار:
• كيف ترى الساحة الثقافية في العالم العربي اليوم؟
ما زال العالم العربي يعاني من شح الحريات. فالمثقف يحتاج إلى حرية التعبير التي ما زالت محدودة في البلدان العربية في كثير من المجالات ، في البحث العلمي، في السياسة، في الإدارة، في التعليم... وهذا ينعكس انعكاساً سلبياً على المثقف. فالحرية هي المدخل الأول للنهوض بالثقافة. فهناك مثقفو السلطان الذين يروجون إيديولوجيا القمع، ومثقفون منكفئون تحولوا إلى حرفيين لبيع بضاعتهم دون ملامح محددة بحجة أنهم غير سياسيين ومثقفون اضطروا إلى المنافي وابتعدوا عن مشكلات أوطانهم ولكن هذا لا يعني أن الساحة الثقافية خالية من رموز قاومت في الداخل والخارج في إطار مشروع نهضوي جديد من أجل الحرية والتنمية الشاملة والاستقلال وقيم العدالة الاجتماعية وتحقيق المواطنة الكاملة، ولا يمكن أن تتحقق هذه الأهداف إلا من خلال نظام ديمقراطي. إن المثقف حساس بطبعه خصوصاً في بحثه عن الجمال والخير والسعادة. لذلك حاولت السلطات تدجينه وتطويعه وللأسف خسرنا بعض المثقفين على هذا الصعيد أو خسرناهم إلى حين إن استطاعوا استعادة وسيلتهم الإبداعية. ومنجهة أخرى فإن آراء وأعمال بعض المثقفين كانت منارة وخلفية ثقافية للثورات العربية.

• بعد رحيل الجابري وتراجع مشروع حسن حنفي وفشل مشروع التيزيني، هل ثمة إمكانية لمشروع جديد ينهض بالفكر العربي؟
المشروع الاجتهادي (للجابري والآخرين) هو جزء من المشروع وشخصي فردي. ما نطمح اليه هو مشروع جماعي يضم التيارات المختلفة على أساس قيم ست هي الحرية والمساواة والعدالة بمعناها القانوني والعدالة الاجتماعية (التوزيع العادل للثروة) والمشاركة (بمعنى الإعتراف بكل المكونات الاجتماعية والاثنية) والمواطنة بما هي حقوق وواجبات ، وفيما يتعلق بالتراث هناك عدة قراءات، قراءة سلفية وقراءة عدمية، وما نحن بحاجة اليه اليوم هو قراءة تنطلق من معرفة الحاضر ولا تسقط رغباتنا على التراث ولا تتعامل معه بانتقائية، فالعلاقة بين التراث والحداثة لا ينبغي أن تكون على أساس قطيعة آبستمولوجية، بل يجب أن تكون علاقة سالكة وديناميكية وإلا فإننا سنسقط في لجة ضياع الهوية، نريد هوية مفتوحة وقابلة للتطور فرديا وحضاريا وعلى التيارات الفكرية والسياسية أن تتفق على عقد اجتماعي جديد.

• هل يعني هذا أن النخبة ستلتحم بالجماهير؟
النخب تعالت عن المجتمع وانفصلت عن قضايا الجماهير فيجب عليها اليوم أن تقرأ حاجيات الناس وتعي همومهم وأن تشركها في فكرها لا أن تقصيها وإلا ستصبح عاجزة عن التأثير في المجتمع والتواصل معه. فالمفكر الحق هو الذي ينطلق فكراً وعملاً من الواقع.

• نحن إذن نحتاج إلى ثورة ثقافية، فكيف نبني هذه الثورة حسب رأيكم؟
هناك فرصة مناسبة لتنشيط وتنقية الوضع الثقافي عبر فسحة الحريات التي جاءت بها الثورة. ولا بد من وجود مؤسسات لسن قوانين تحمي الثقافة ولا مناص من مراجعة المناهج التربوية والتعليمية مراجعة جذرية وهذا لا يتم إلا بفسح مجال الحرية والتعبير. ويمكن للإعلام أن يلعب دوراً كبيراً في تعزيز الوضع الثقافي وإعادة لحمته بالشعب ولا يمكن أن نغفل أو نتغافل عن ضرورة استعادة سيادة القانون واستقلال القضاء لدورهما الحيوي في نشر وترسيخ الوعي العربي وهذا ما يجب أن تقوم به النخبة التي بانخراطها في هذا المشروع تعود الى الشعب الثقة بها فيتحقق بينهما جسر متصل.

• في ظل الحراك السياسي والتجاذبات الفكرية بعد الثورة. كيف تنظر الى العلاقة بين الديني والسياسي؟
كل ما هو ديني سياسي ولكن ليس كل ما هو سياسي ديني. الخلاف لا ينبغي أن يكون حول قيم السماء ولا ينبغي أن يتحول الى صراع للتراشق بالآيديولوجيات ذات النسقية المغلقة فلا بد أن يكون هناك حوار سلمي سياسي حول البرامج والأهداف والوسائل ليحدث نوع من الوفاق أو التنازل المتبادل من أجل تحقيق العقد الاجتماعي الجديد. فيجب أن نضع السقوف عالية جداً في قضية القواعد القيمية وليبق الديني باحثاً عن السعادة الأبدية في السماء وليبق السياسي باحثاً عن السعادة في الأرض ولكن بينهما مشترك: إلغاء الاستغلال وتحقيق رفاه الإنسان وسعادته وإشاعة الحريات والقضاء على الظلم والفساد.

• لننتقل إلى الشأن العراقي بماذا تفسر تراجع الفكر العراقي رغم قيمة العراق الحضارية وموقعه الاستراتيجي؟
بسبب الحروب والحصار الدولي الجائر والاحتلال أكثر من ثماني سنوات، كل هذا كانت له نتائج مباشرة على الثقافة والمثقفين. أضف إلى ذلك المحاصصات الطائفية والمذهبية، وظاهرة الإرهاب وخصوصاً الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة ولاسيما المؤسسة الأمنية والعسكرية. فالدولة ظلّت عرضة للتفتيت والتشظي والفكر في هذه الأجواء يسير نحو النكوص بصعود قيم ما قبل الدولة مثل العشائرية والطائفية والفئوية الضيقة. إن لم تستعد الدولة حضورها لا يمكن للعراق أن يستعيد وحدته ولا يمكن للإبداع أن ينمو ويترعرع في ظل بيئة متوترة طاردة وليست موحدة مقصية وليست جالبة، الأمر يحتاج إلى بيئة جديدة اجتماعية وسياسية تساهم في استعادة دور العراق. إن ربع سكان هذا البلد اليوم يعاني من الأمية ونسبة العراقيين من هم تحت خط الفقر تربو عن هذه النسبة بكثير. هناك تدهور كبير في الخدمات الصحية والتعليمية وتراجع كبير في الجامعات بسبب الصراعات السياسية غير المبررة أحياناً.

• هل أنت متفائل بالمستقبل العربي؟
ما حصل بعد 14 جانفي هو مصدر تفاؤل كبير ليس في تونس فحسب بل في العالم العربي كلّه، الماضي قد احتضر حسب غرامشي. ومهما يكن من أمر فإن الاستبداد لن يعود وقد جرّبت الأنظمة الحلول الأمنية ففشلت وبحثت عن الحلول الإقتصادية (بالرفع في الرواتب) ففشلت أيضاً. المشكلة سياسية بامتياز لا بد لها من حل سياسي بامتياز.
ولا أظن أن عجلة التاريخ ستعود إلى الوراء وأمام المستقبل تحديات من القوى المخلوعة والمحافظة وقد يحدث تصدع في معسكر الثورة وقد تنحاز بعض القوى السياسية التقليدية بسبب المصالح السياسية إلى خندق يتعارض مع توجهاتها الفكرية.
وقد تحصل تراجعات وكوابح وغيرها من عراقيل ولكن الماضي أصبح ماضياً والتطلع إلى الأمام يبقى هو الرهان الذي ستصطف حوله قوى جديدة ناشئة لها مصلحة في استمرار الثورة. ولا بد من تعاون وشراكة بين التيارات الفكرية والسياسية على أهداف مشتركة من بينها استمرار الثورة والاتفاق على عقد اجتماعي جديد والسير بهدف تحقيق المشروع الحضاري العربي الذي يضمن مصلحة الجميع والبحث في القضية الاجتماعية لتجذير الثورة اجتماعياً عبر القوانين والأنظمة الديمقراطية.


جريدة الصدى التونسية العدد 2 ، الأربعاء 27/جويليه 2011



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نظرية التفكيك العراقية!
- سياسيون بلا سياسة في العراق!
- الربيع العربي والهواجس المراوغة
- الشباب وفن الانتفاضة: خريف الآيديولوجيا وربيع السياسة!
- شروط أوباما الفلسطينية
- إقليم السنّة العراقي: التباس التاريخ
- ديناميكية مغربية
- حين تصبح العدالة ميداناً للصراع الدولي!
- منهج ماركس لا يزال صحيحاً لكنه لا يصلح لنا الآن
- الربيع العربي وحرية التعبير
- التسامح والرمز
- هل تتقطّع خيوط واشنطن في بغداد؟ التعويضات ومعسكر أشرف
- ثلاثة ألغام أمريكية جديدة في العراق
- عبد الكريم الأزري: المشكلة والاستعصاء في التاريخ العراقي
- السلام يُصنع في العقول
- كوبا الحلم الغامض- كتاب جديد
- فقه التجديد والاجتهاد في النص الديني
- الشاعر أحمد الصافي.. التمرّد والاغتراب والوفاء للشعر
- قانون التغيير وتغيير القانون
- في العقول يبنى السلام وفي العقول يتم القضاء على العنف


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - القوى المخلوعة والمحافظة تهدد الثورة .. وحذار من التصدع!