أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الحسين شعبان - في العقول يبنى السلام وفي العقول يتم القضاء على العنف














المزيد.....

في العقول يبنى السلام وفي العقول يتم القضاء على العنف


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 18:59
المحور: حقوق الانسان
    


في العقول يبنى السلام وفي العقول يتم القضاء على العنف
كلمة د. عبد الحسين شعبان
في افتتاح جامعة أونور " جامعة اللاعنف وحقوق الانسان"
بيروت في 2/6/2011
أوتيل لو رويال - الضبيه

أيتها السيدات .. أيها السادة
أيها الحضور الكرام

بإسم مجلس أساتذة جامعة " أونور"- جامعة اللاعنف وحقوق الانسان أحييكم بهذه المناسبة وأتمنى لكم النجاح والتقدم على المستوى الشخصي والعام وفي الحياة والعمل، ولعل حضوركم في هذه الأمسية إنما هو دعم منكم للفكرة النبيلة والإنسانية التي قامت من أجلها الجامعة، وأعني بها فكرة اللاعنف ونشر الوعي القانوني والحقوقي بأهمية ثقافة السلام والتسامح واحترام حقوق الانسان.
لقد عانت منطقتنا العربية من عدوان مستمر وحروب متتالية ونزاعات أهلية حادة وظروف تمييزية قاهرة وعنف متواصل وهدر للحقوق والحريات، وانتشرت إلى حد الإستشراء ثقافة العنف والإستئصال والإلغاء والتهميش والعزل والإذلال ومحاولة التسيّد والمغالبة بحجج ومبررات مختلفة تارة دينية وأخرى طائفية وثالثة عرقية أو إثنية ورابعة سياسية واجتماعية وغيرها، الأمر الذي عطّل مجتمعاتنا ومنعها من السير بدروب الإصلاح والديمقراطية والتنمية المستدامة، ما بعد الاستقلال وحتى الآن، ولعل ذلك وفّر الأرضية للإستبداد والتفرّد واحتكار السلطة والفساد المالي والاداري وتبديد المال العام والتحكّم بالمصائر، وغالباً ما يستخدم العنف وسيلة لإملاء الارادة وإرغام الخصم على التسليم، والعنف لن يولّد سوى عنفاً جديداً، وهكذا تتوالد دورات العنف والعنف المضاد.
لقد أدركت بعض النخب الحيّة أن طريق العنف لن يقود إلى تحقيق الأهداف المرجوّة، وسعت على الرغم من عوامل الكبح والمعوّقات إلى المبادرة الجسورة، بالدعوة إلى نشر ثقافة اللاعنف، والإستعاضة عن "القوة الخشنة" في حل الخلاف "بالقوة الناعمة" إستناداً إلى المقاومة اللاعنفية، التي تعني المقاومة السلمية المدنية، سبيلاً لا غنى عنه للوصول إلى طريق التنمية المنشود.
وأدركت الحركة الشبابية اليوم بحسّها وسليقتها، إن انتصار ثورتها سيكون بوسيلة اللاعنف، هكذا إنتصرت ثورة الكرامة والياسمين في تونس، لاسيما باختيار اللحظة الثورية المناسبة، مثلما كان انتصار ثورة الغضب والنيل في مصر، التي اختارت طريق اللاعنف في مقاومة عنف السلطات الحاكمة حتى تم اجبارها على الرحيل.
كما أن مسيرات العودة التي انطلقت باتجاه الحدود مع المحتل الإسرائيلي، إنما هي تعبير مدني سلمي، حضاري، لا عنفي، لإستعادة الحقوق وإرغام العدو على التسليم بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولعل هذه السمة السلمية، اللاعنفية، المدنية للثورات والانتفاضات المشتعلة في العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، كانت المشترك الانساني، بل القاسم الأعظم للحركة الشبابية الأكثر صميمية وحداثة وتطلّع للتغيير الديمقراطي.
إن وجود جامعة لنشر ثقافة اللاعنف وحقوق الانسان، ليست دعوة مثالية فحسب، بل هي ضرورة وحاجة ماسة، وبالقدر نفسه فهي مهمة أكاديمية ونضالية لفرض هذه الثنائية المتلازمة، المتفاعلة، العضوية، التي يمكن أن تتحول إلى قوة مادية يصعب إقتلاعها إذا ما استطاعت إقناع أوساط واسعة بصواب ومبدئية هذا الطريق.
ولعل هذه الجامعة هي أول جامعة على المستوى العالمي تُنشأ بمبادرة وتعاون بين نخبة أكاديمية متميّزة دولية وعربية، لاسيما مؤسسيها: الدكتورة أوغاريت يونان والدكتور وليد صليبي، وهي محاولة جديدة، واثقة وهادفة وحتى إنْ بدت عكس التيار، الاّ أنها تدرك وعورة هذا الطريق، بقدر إدراكها صدقيته ونبله وضرورته الحياتية لجيلنا الحالي وللأجيال القادمة، لبناء سلام حقيقي قائم على العدل وعلى احترام حقوق الانسان، وهي الثقافة التي تخشاها القوى المتنفّذة والمتسيّدة على الساحة الدولية والإقليمية والمحلية.
وإذا كان السلام يصنع في العقول قبل صناعته على الأرض، فإن العنف يتم القضاء عليه بالعقول أولاً، لاسيما بتشخيص أسبابه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والنفسية، ذلك هو السبيل لمواجهته الجدية.
إذاً لنبدأ رحلة العقول والحق والمعرفة، فالمعرفة قوة لا تضاهيها أية قوة أخرى!



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل جديد من الدبلوماسية الأمريكية
- سعد صالح.. سياسي كان يسيل من قلمه حبر الأدب
- إمبابة وأخواتها
- التنمية وحقوق الطفل: المشاركة تعني الحماية
- لغز الانسحاب الأميركي من العراق!
- التعذيب والحوار العربي - الأوروبي
- تحية لمظفر النواب: شاعر التجديد والتمرد والإبداع
- مَنْ يعوّض مَنْ؟
- الساسة العراقيون يتصرفون وكأنهم لا يزالون في المعارضة
- أيهدم بيت الشعر في العراق!
- بعد 50 عاماً على اعلان تصفية الكولونيالية
- دور المجتمع المدني بعد انتفاضات الشباب
- السمات العشر للانتفاضات العربية
- المواطنة بضدها
- الجنادرية والتويجري والأسئلة
- جاذبية التغيير
- الاستمرارية ميزت الجنادرية وهذه القضايا باتت ملحة
- مفارقات غولدستون: لماذا تراجع وأين الحقيقة؟
- روفائيل بطي.. إرهاص حداثي مبكّر!
- دستور مصر ووصفة السنهوري


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الحسين شعبان - في العقول يبنى السلام وفي العقول يتم القضاء على العنف