أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - ميدان التحرير .. منطقة منكوبة















المزيد.....

ميدان التحرير .. منطقة منكوبة


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يصيب بعض المناطق زلزال، بركان ، فيضان ، قحط ، انزلاقات ارضية فان الامم المتحدة تعلن انها مناطق منكوبة تستحق المساعدة حتي لو حدث هذا في اليابان او امريكا ..فهل يعلن بان كي مون أن ميدان التحرير منطقه منكوبة بعد ان اصابها انزلاق ثورى جعلها عرضة لتيارات هوائية صحراوية محملة بجراد آدمي قضي علي اى نبته امل زرعها الشباب بجهدهم و دمائهم و مقاومتهم للعادلي و رجاله .
عندما كنت الاحظ في منتصف السبعينيات من القرن الماضي أن السعودية تستورد خدام المساجد و المؤذنين و دعاة الزوايا و المصليات بمرتبات تفوق ضعف مرتب الطبيب او المهندس .. كنت اعجب حتي رايت جحافلهم بعد ثلاثين سنه تغزو ميدان التحرير كائنات سمينة بكروش ضخمة تم علفها جيدا و لحي بيضاء مخضبة بالحنة و جلاليب بيضاء قصيرة و طواقي شبيكة اخر عياقة .. يلتف حولهم رجال مطلقين اللحي يهتفون بحماس من يؤهل نفسه للانقضاض علي حور العين في الجنه ((اسلامية اسلامية )) فعرفت لماذا استثمرت الوهابية كل هذه الاموال.. لقد اشترت من سوق النخاسة المصرى و أعادت الي ميدان التحرير هداياها ليصبح منطقه منكوبة بأهلها .
الكذب و الخداع و نقض العهد و الاغتيالات هي وسيلة الجراد الآدمي الذى غزا ميدان التحرير حتي قبل ان يعرف طعم الريالات السعودية .. فالاخوان اغتالوا احمد ماهر و النقراشي و حاولوا اغتيال عبد الناصر و كانت مليشياتهم تقوم بارهاب من يخالفها ومن الاخوان خرجت جميع التيارات الارهابية التي روعت مصر و السياح و انتهت باغتيال السادات .. الغريب ان السادة السياسيون الذين يعانون من غدرهم بما في ذلك الوفد الذى تمت محاولة اغتيال رئيسه مصطفي النحاس عدة مرات، لازالوا يثقون في كلمتهم .. لقد اتفقوا علي توحيد التوجهات و الشعارات و عندما اشتد ساعدهم رمونا باسلامية اسلامية والشعب يريد تطبيق شرع الله (اى شعب مأفون هذا ) .
السلفيون ومن تبع خطاهم من مرتزقة الاسلامجية حققوا نصرا مبينا ببسط نفوذهم علي حشود من الانصار و المتعاطفين و الخائفين القادمين من القرى ، الكفور ، العزب ، الدساكر وبين بسطاء الفلاحين المصريين في اصغر نجع مؤكدين سيطرتهم بثلاث وسائل رئيسية، الاولي مزاولة سادية وحشية بنشر الخوف و الرعب ـ خصوصا بين النساء ـ من كائنات خيالية أعادوا انتاجها بعد أن أخرجوها من اضابير الاسرائيليات نقلا عن (التوات ) المصرى و عالم بابل ، سوريا و اليونان السفلي.. الفتاة الريفية التي نجح الدعاة السلفيين في جعلها تعيش في رعب و خوف من عذابات القبر و مردة جهنم، ( لا ينجيها منهم الا طاعتها للشيخ المبروك)، تغير سلوكها فبعد أن كانت كتلة نشاط تعمل من الفجر حتي العشاء تتحرك بحرية و يسر بين الرجال ترتدى ملابس مريحة و مناسبة للعمل و تقلبات الجو، أصابتها لعنة الصحراء فاختفت تحت ملابس كاتمة للجسد والشعر، وقرت فى منزلها لا تنكشف الا على محرم ولا تتحرك بدون حارس يوجهها الى حيث يريد الشيخ أملا فى النجاة من الثعابين والعقارب وزبانية جهنم الغلاظ.. الأسلوب الثانى يمثل قمة الانتهازية فى مداعبة الشبق الجنسى الذى يخلقه هؤلاء الدعاة لدى الشاب البسيط بوصفهم لحور العين، اللائى يفوق جمالهن كل جمال حور الطين ، واللائى يتقن إشباع غرائز ملاكهن المحظوظين بدخول الجنة لأنهم اطاعوا اولياءهم الدعاة الذين لا يملون من مواقعة حريم الأرض ويتزوجون بالأربع ، يبدلون فيهن ويبيعون الوهم للشباب، الحصول على بهيات الطلعة لا يكلف كثيرا، عليه فقط أن يطلق اللحية ويتبع تعليمات الشيخ مهما كانت حتى لو بالانتحار بين الكفار بتفجير نفسه وقتلهم .. الوسيلة الثالثة لسيطرة السلفى على مريديه .. دنيوية .. وتتصل بالصدقات والخدمات المجانية والزكاة التى يقدمها لهم فالسادة الدعاة الذين يغرفون من خزائن أبناء عبد الوهاب ، يجهزون لرمضان شنطة بها بعض الاحتياجات وموائد الرحمن للافطار ، ومع العيد زكاة الفطر .. وفى عيد الأضحى لحوم وللمجتهدين بعض الهبات أو الوظائف .
هكذا بالأوهام واستغلال سوء الأحوال الاقتصادية التى تسببت فيها عصابات الزمن الغابر، تمكن السلفيون من تجميع الآلا ف فى ميدان التحرير ،موفرين لهم وسائل الانتقال والغذاء والماء واللافتات وبعض الجنيهات ، طالبين منهم طرد الكفار أعداء الاسلام المطالبين بالدستور اولا ، أو الذين ينادون بغير كتاب الله دستورا ، ليصير ميدان التحرير منطقة منكوبة إحتلتها كائنات متخلفة ، لا تبعد كثيرا عن الأورانج أوتان وتتصرف مثله ( لقد رأيتهم بنفسى) يتقافزون ويتحركون دون هدف، يأكلون ويشربون بنهم ، فإذا ما سألت أحدهم : هل قرأت المواد الفوق دستورية التى ترفضها .. رد الشيخ قرأها وقال أنها تخالف شرع الله .

عندما قادت (( كفاية )) مظاهرات تهتف بسقوط حسنى مبارك كان حدثا غريبا على سكان وسط القاهرة وعلى مشاهدى قناة الجزيرة http://www.youtube.com/watch?v=lKt1jWxZ0ZE
، خصوصا أن البوليس كان يحيطها كى يضمن عدم تحولها الى انتفاضة حرامية كما كان يحلو للسادات أن يطلق على الهبات الشعبية، عندما تم تداول فيديو على اليوتيوب لفتاة تهتف ضد أمن الدولة وزبانيته ، كتب الكثير من المعلقين أنها أرجل فتاة فى مصر وهو موجود على الرابط التالى:-
http://www.youtube.com/watch?v=KFYBiBNik3k
على الجانب الآخر كان السلفيون يدينون الخروج على الحاكم ، ويركعون أمام ضباط أمن الدولة منفذين أوامرهم ، وكان الأخوان يتحسسون طريقهم فى الحياة السياسية ، يتسولون اعترافا بهم ولو على أساس أنهم (( المحظورة )) .
جموع الشباب الذي ألهمته هبة تونس وكسرت لديه حاجز الخوف ( خصوصا أنه لم يذق مثل السلفيين والأخوان طعم السجون لعشرات السنين ولا المعتقلات وذل سكناها) خرجوا يوم عيد الشرطة 25 يناير يهنئونها بمظاهرة سلمية على طريقة( كفاية)، السلفيون بلعوا ألسنتهم إلا بالدعاء لمبارك ونظامه ورجاء الله أن يحفظه، والأخوان أصدروا تعليمات لكوادرهم بعدم التورط فى الأحداث .. ومع ذلك عندما خاض الشباب معارك ضد قوات الأمن إنضم لهم كل من كان له مظلمة أو وقع عليه ضرر من مبارك وأولاده وعقاربه السامة ، معارك الشباب التى بدأت تتجه نحو التماسك بانضمام عدد من المثقفين على رأسهم حامل جائزة نوبل البرادعى ، أخذت تكسب يوما بعد يوم متعاطفين حتى تجمع فى ميدان التحرير مليون مواطن شريف يطالبون بسقوط النظام ( ليس بينهم سلفى أو أخوانى ).
إنتفاضة الشباب حازت على إعجاب الجميع فى العالم العربى المندهش ، أوروبا المنبهرة، أمريكا التى شعرت بالخطر فقررت أن تحرق رجلها فى مصر بعد أن أصبح عاجزا عن تلجيم الشعب لمدة تزيد عن ثلاثين سنة، إسرائيل أيضا تململت خوفا على علاقة الاستسلام التى استمرت بين حكام مصر ، منذ زيارة السادات للقدس وحتى إهتزاز الكرسى الجالس عليه رجلهم فى قصر العروبة.. السعودية والوهابية كشرت عن أنيابها لتحمى الرئيس الموالى لها.. ولكن إصرار الشباب فى الشارع على إسقاط النظام بدأ فى التزايد، وارتفع سقف المطالب حتى أخرج من الصورة وأزاح جانبا سيادة الرئيس محمد حسنى مبارك، ثم انفجرت فوضى مرعبة فى كل أنحاء مصر.. رجال الحزب الوطنى الساخطين ، اللصوص والبلطجية المسيطر عليهم بواسطة أجهزة الأمن ، رجال الأعمال ومهربى المخدرات والعملة، السلفيون الخارجون بعفو صحى أو خلافه من السجون ، والعائدون من تورا بورا وأماكن المنفى بالآلاف ، رجال الأحزاب العاجزة ، فلاسفة ثورة مستجدين، وقيادات القوات المسلحة التى كلفها سيادة الرئيس بادارة مصر .

دور القوات المسلحة حتى الآن غير معروف.. هل ضغط كبار الضباط على السيد الرئيس ليخرج من الصورة فتهدأ الأمور ويتم السيطرة عليها، أم أن إنقلابا صامتا قد حدث وأنه كعادة إنقلابات مصرجاء ابيضا دون إراقة دماء.. او أن الادارة الأمريكية مثلت ضغطا على القيادة العسكرية للتصدى للهوجة الشعبية وضمان عدم خروجها الى البحور الثورية العالية.. لا احد يستطيع أن يجزم ولكن الجميع يمكنهم ان يخمنوا ، وقد يكون حدسا صحيحا وقد يجانبه الصواب .. فالسماح للتيارات الأصولية بامتلاك الشارع لا يمكن أن يكون محض صدفة ، ولا يمكن أن يغيب عن شخص محدود الاطلاع على الأحداث ، فما بالك بمن يديرها !! وعمل استفتاء لا جدوى منه الا تجربة قوة وقدرة التيارات الدينية على التجميع والفعل أيضا ليس مصادفة خصوصا إذا وضع فى الاعتبار تنحية الليبراليين والأقباط والسيدات من صياغة الاستفتاء، وتخويل أشخاص لا يخفون أصوليتهم ( البشرى وصبحى).. والسماح للمحظورة بالعمل العلنى مع استخدام دعم سعودى بالمليارات فى حين التشهير بالطرف الآخر وفضحه بأنه يعتمد على تمويلات خارجية، يوحى بأن المجلس العسكرى فى حالة وفاق وتناغم مع السلف الصالح، وأن الولايات المتحدة الراعى الرسمى للبضاعة ليست على خلاف مع كليهما.
معارضى الرئيس أوباما هددوا بتقديم مشروع قانون بوقف المساعدات لو أن الأخوان المسلمين حكموا مصر أو كان لهم دور بارز فيه، هيلارى كلينتون عارضت ذلك بسبب أنه سيعطل مشاريعها وخططها فى المنطقة ، ولا نعرف ما هية هذه الخطط ، ولا نعرف ما يدبر لنا الا ما يسقط من أجهزة الميديا الغربية الأمريكية.
الهجوم السلفى على ميدان التحرير يوم الجمعة وصمت القوات المسلحة وانزواء وانسحاب الشباب المفجر للأحداث وترك المكان حتى الساعة السادسة مساءً لمجموعة من خريجى السجون والقادمون من منفى أجهزة أمن الدولة، يهددون ويصيحون ويرغون ويزبدون ، هو بكل المقاييس كارثة وانتكاسة ، جعلت من ميدان التحرير ( رمز التغيير ) منطقة منكوبة تحتاج لمساعدة جميع التيارات الليبرالية واليسارية والحقوقية والأشخاص الذين يؤمنون بحرية الفرد وحقوق الانسان فى ألا لا يخضع لقوانين إثنية غاشمة كالذى يحدث اليوم فى الاسكندرية ، عندما علقت قوات الميليشيات السلفيين إعلانات وتنبيهات على المحلات والبلاجات بإلغاء شهر أغسطس كمصيف لتواجده مع رمضان ، أو ما حدث فى العريش من احتلال ميليشيات دينية ملثمة تنادى بشعارات سلفية وتمنع التصوير أو الاتصلات التليفونية.
السادة الزملاء قدموا مساعداتكم لكشف الغمة وتخليص ميدان التحرير من الغاصبين، نحتاج الى ثورة حقيقية ترجع هؤلاء الصحراويون الى موطنهم الأصلى للعربية السعودية لكى يدفنوا بالبقاع بجوار خير خلق الله.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهذا .. هو الطوفان !!
- انقلاباتنا العسكرية داء مستوطن
- سيدتي .. اعتذر نيابة عنهم .
- هل تحل الفلسفة مأزق العنف الدينى !!
- القطن ..البترول ..و نهب الوطن
- 23 يوليو و الفرص الضائعة
- لا أنفى، لا أؤكد، ولكني أشك
- تربية المساخيط حرفه شرقيه
- مصباح علاء الدين و أحلام المهمشين
- التكنولوجيا و العقل البدوى
- العودة الي متوشالح
- الخوف من الحرية
- -تكليف الله - و النكوص الجيني
- حامد حمودى و احواض السمك
- صعوبة أن تكون مسلما
- الجالية المصرية ..في مصر
- أندى العالمين كفوف راح ( اقتصاد التسول )
- طفولة البشرية ام شعوب أطفال
- خير أجناد الأرض والخامس من يونيو
- هل هو دجل.. ام جهل !!


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - ميدان التحرير .. منطقة منكوبة