أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - اعتداءات النرويج..فرصة للتفكر..














المزيد.....

اعتداءات النرويج..فرصة للتفكر..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 22:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد لا نجد الا القليل من المراقبين العرب من استطاع مقاومة الاغراء الذي توفره الهجمات الارهابية التي ضربت النرويج من خلال تسويقها كمؤشر الى وجود ما يمكن عده تطرفا دينيا اصيلا ضاربا في جذورالثقافة الغربية والفرص التي تتيحها امكانية ربط الاحداث مع سوابق تاريخية اخرى قد تقدم بعض الدعم لهذه الافكار..وهو الامر الذي قد يلاقي الكثير من الهوى في نفوس بعض النخب الدينية الاسلامية لأسباب عديدةلا تخفى، أهمها ما يرتبط بادامة الخصومة الأيديولوجية التقليدية وحسابات المنافسة الفكرية مع الآخر..
وقد تكون الذخيرة التي قدمتها الوثائق التي تم نشرها من قبل الارهابي أندرس بيرينغ برييفيك، المتهم بارتكاب الاعتداءين اللذين روّعا النرويج مبررا كافيا لربط هذه الاحداث المؤسفة مع التأثير المتعاظم للفكر المعادي للاسلام في العالم الغربي..واحالته الى عدائية مسبقة متجذرة في عمق الثقافة الغربية حد استعادة ادبيات وخطاب الحروب الصليبية في تفسير هذا التعشق ما بين الغرب والعداء للاسلام..وتبسيط المسألة الى حد الاستعجال باعلان النصر في معركة نقض الافكار المعادية للاسلام وتقديم صك براءة للحركات الجهادية الاسلامية من خلال التنظير لارهاب مسيحي غربي اصيل..
فعلى الرغم من واقعية أن الارهابي قد اسرف في الاستشهاد والاقتباس من اقوال مجموعة من الكتاب والمدونين الأميركيين الذين عرفوا بمناهضتهم للاسلام..ولكننا قد نستطيع بسهولة تلمس صدى قوي لهذه الاقوال في الخطاب الجهادي السلفي الاسلامي..ولن يكون من الاقحام لو ربطنا بين "اعلان استقلال اوربا"وبين البيانات التي تدعو لقيام الخلافة الاسلامية في اوربا والعالم..
وقد نستطيع الاعتماد –وباستخدام نفس هذا التمنطق- على الاشارات المعادية للماركسية التي تناثرت في البيان على وجود ابعاد اقتصادية واجتماعية قد تكون هي المحرك للاحداث اكثر من الدفاع عن معتنقات ايديولوجية ملتبسة..
لا نستبعد-ان لم نؤكد-ان التحقيق سيسفر عن صورة معتمة لرجل دين ما في احدى الزوايا الضبابية لثقافة هذا الشاب التعس قد استطاعت ان تقنعه ان العناية الآلهية سوف ترافقه وهو يخلط الاسمدة والمواد الكيمياوية المتفجرة..وان يد الرب هي التي ستضغط على الزناد لتطهير الارض والانفس مما لا يزدره هذا الكاهن والذي لا يختلف عن الحناجر الزاعقة على منابر الاقصاء والكراهية التي لطالما دعت الاله لكي يبطش بالآخر مستفزيه بهم لن يعجزوك..
أن البحث عن جذر ثقافي -أو ديني كما في هذه الحالة- للسلوك الإرهابي الجنائي ..مسلك قد يكون لا طائل من ورائه ويفتقر للدعم الذي توفره عادة الشواهد التاريخية او تفاصيل الحياة المعاشة..كما ان الذب عن المتبنيات العقائدية لا يكون من خلال التخطئة الكاملة للآخرولا عن طريق الترويج لسمو ورفعة ونقاء الذات..
فمثلما ان الكثير من الحركات الإرهابية التي تنشط في الساحة العربية الإسلامية لا يمكن نسبتها إلى الفكر الاسلامي اصالة ..فان التسويق الفج للارهاب المسيحي الغربي قد يكون ممارسة اقرب الى العبث منها الى التفكر السليم في جذور المشكلة ومنتهياتها..ولن يكون من الحكمة عدم الالتفات الى تقارب اساليب هذه التفلتات الجنائية مع تقنيات التنظيمات الراديكالية التي تتشابه في ممارساتها وتعتمد على ما تقتات عليه في عالمها الآني المعاش اكثر مما تتنادى به من خلفيات وسلفيات فكرية..
وبالتالي فإنه من الخطا استجلاب البعد الثقافي والديني في هكذا احداث اليمة والتغافل عن العوامل الاخرى مثل الاحتقان الناجم الشعور بالمزاحمة والاحلال الاقتصادي والاجتماعي المولد للخلط المشوش ما بين الامني والمجتمعي منتجا اندفاعا اجراميا يتجاوز التساؤل عن جدوى هذه الممارسات ومشروعيتها..ودون ان يرى ان "هناك ما يستوجب الادانة في ما فعله"
قد يكون هناك الكثير من الحكمة في محاولة تجريد هذه الاعمال المدانة من الغطاء الديني او الثقافي..وقد يكون الاكثر صوابا هو العمل على تنقية مجتمعاتنا من مثل هذه اللوثات التي قد توفر ارتداداتها بعض الفجوات التي من الممكن ان يتسلل من خلالها المزيد من الالتباسات التي تشكل علامة فارقة لايامنا التي نعيش ونعتاش بها ولها وعليها..فان كثرة الضجيج لن تغير من الامر شيئا..ولن تقوى على اضفاء بعد فلسفي الى مشكلة ناتجة عن تشوهات اجتماعية او سياسية..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويظل الوعي الشعبي خارج حسابات قوى الاستبداد السلفي
- هل من معذرة يا بنغازي..
- كأن ليس لنا ما يشغلنا..الا الكويت
- مابين داحس السفارات وغبرائها..
- الثورة مستمرة..
- ورقة خاسرة لرئيس نصف محروق..
- تحت انظار العالم..حماة تصلب من جديد..
- البحرين سنية ام شيعية..ما دخل آل خليفة في ذلك؟؟
- طوبى لدير شبيغل..
- صحة السيد الرئيس..بين السياسة والشماتة..
- سلوى المطيري..كمان وكمان..
- مسافر زاده الخيال..
- لن تصلح الكوفية الفلسطينية ما افسده العقال العربي ..
- بسم الاب..والابن..ووليد المعلم..
- اربع شهور من الدم والدموع والابتسامات البلهاء..
- لا حياد في حرمة الدم السوري الطهور.
- الدستور المغربي الجديد..خطوة صغيرة ولكن باتجاه صحيح..
- الاخ قائد الثورة..بين قلاع الرئيس المخلوع وافيال الرئيس المق ...
- عن اي اصلاح تتكلم يا اردوغان..
- توبة نصوح تحت وقع السياط..


المزيد.....




- رويترز: الإمارات لديها مخاوف من الميول الإسلامية لقادة سوريا ...
- وسط سرية تامة... الكرادلة يبدأون انتخاب بابا جديد في مجمع مغ ...
- الكرادلة الناخبون يبدأون مراسم التصويت في الفاتيكان لانتخاب ...
- بدء مراسم انتخاب بابا الفاتيكان الجديد.. الأنظار تتجه لسطح ك ...
- -ساعة الحسم-.. انتخاب بابا الفاتيكان، كيف؟
- الكرادلة يبدؤون مراسم انتخاب بابا الفاتيكان الجديد
- فوز زعيم الاتحاد المسيحي فريدريش ميرتس مستشارا لألمانيا
- اعتقالات بالضفة ومستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- جماعة -سانت إيجيديو- الكاثوليكية.. بين الدبلوماسية الهادئة و ...
- بالخطوات.. عملية انتخاب بابا الفاتيكان الجديد ومعنى لون الدخ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - اعتداءات النرويج..فرصة للتفكر..