أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - تحت انظار العالم..حماة تصلب من جديد..














المزيد.....

تحت انظار العالم..حماة تصلب من جديد..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 21:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كجمهور ضجر لمباراة شطرنج طويلة ومملة..يراقب العالم النظام السوري وهو يبطش بشعبه الاعزل المسالم..وبنفس الملل من شكل اللوحة التي لا تتغير الا من بين حين وآخر ومن الهدوء الذي لا يقطعه الا فسح متباعدة من التوقع والترقب ما بين النقلات يسرف المجتمع الدولي في رسم الخطوط المتمددة التي ترفع تدريجيا من سقف صبره المزعوم الذي يأبى النفاذ على تغول النظام وامعانه في الزلوغ بدماء السوريين..
خطوط ترسم وحدود تقنن وشواخص توضع على رقعة المحنة السورية التي تتلظى باتونها ارض وشعب وكرامة الشعب الجريح المخذول وما زالت المنظومة الدولية ترصد وتراقب قلاع النظام وافراسه وهي تدوس بحوافرها الحديدية على اجساد السوريين وتهرس اعظمهم بسرف مدرعاته الغازية المنتهكة لعرض ووحدة وامن وسكينة الناس الآمنين..
عشرون الفا من الضحايا احتسبهم العالم في ذمة النظام وعدهم كخسائرعرضية واضرار جانبية لغضبة الاب الهصور على من شقوا عصا الخنوع والهوان وتمترسوا بحبهم للارض والانسان واعلوا الصوت بالا لعنة الله على القوم الظالمين..
عشرون الفا سحقوا عن بكرة انتماؤهم للوطن وبقي العالم غافيا لا هيا متصامما لاسبوع قبل ان يتحسس انينهم الخافت القادم من تحت الانقاض..عشرون الفا تم امتهان حقهم بالحياة وما زال المجتمع الدولي ينتظر ان يعاد انتاج مأساتهم لكي يقتنع بان دماؤهم قد سالت الى ما بعد الخطوط التي رسمت ومحيت واعيد رسمها وتلوينها لنظام الابن الوريث..
كرمية نرد مهملة يتحدث العالم عن حماة..اوكأحجية ينتظر ان يفشل النظام في فك مغاليقها لكي تحجب عنه جائزة الانتماء الى الحظيرة الانسانية..وكأن درعا وتلكلخ وريف دمشق وحمص لم تكن الا تمهيدا لما سوف يكون..او أن عشرات الآلاف من المرميين في قعر اقبية السجون المعتمة او من اللاجئين الفارّين بأرواحهم وأطفالهم ونساؤهم وشيوخهم والثكالى من امهاتهم دون دولة تحميهم او سقف يستظلونه او فراش يلتحفون به الا الأرض والخيام القديمة الممزقة ليس الا مقدمات او تحلية لما ينتظره الضمير العالمي من مناظر بشعة لمرور آلة النظام ودناءاته على شوارع حماة المنكوبة ولا حول ولا قوة الا بالله..
ان ما جرى ويجري وما سوف يجري في حماه وغيرها من المدن السورية الصامدة لن يكون الا عارا واصرا تتحمله وتثقل به المنظومة الدولية التي وقفت متفرجة فاسحة ممهدة الطريق للاب لكي يسوي حماة بالارض ..وها هي تتغافل عن جرائم الابن صامة الآذان عن الاستغاثات والصراخ المنبعث من بيوت وشوارع ومآذن الشام التي تفتقد الامان في ظل الحكم الامني القمعي المستبد..
غير مقنع هو كل ذلك الكلام عن التحذيرات ونفاذ الصبر الذي يبدو انه تحول الى رخصة للقتل يمارسها النظام على رؤوس العالم مستندا الى الرسالة الخاطئة التي يقدمها المجتمع الدولي من خلال انقساماته وتخليه عن مسؤولياته واتباعه سبيل العقوبات غير المجدية..ومتكئا على الموقف العربي المنشغل بعد واحصاء الطوائف والكيانات السورية وتقسيمها على محوري الشر والشرف الاصيل..
مخز هوذلك التصامت والاستخذاء والتخذيل الذي يمارسه العالم تجاه واجباته ومسؤوليته امام الشعب السوري البطل..وتواطؤ مغمض وتغافل وتهوين لجرائم النظام هو ذلك الانتظار البشع لان يرقب النظام في شعبه الاً وذمة لا تكاد تبين لديه وان يلتزم بخطوط الصبر الدولي التي تتعدى امن وسلامة وكرامة الشعب السوري وتتمطط حتى آخر نقطة من المصالح اللحظوية الضيقة مع الحكم البعثي السائر الى زوال قريب..
ان تكرار مأساة حماة امام انظار العالم ستكون فشلا اخلاقيا مؤسفا يجب ان يتحمله كل مؤمن بالحرية وحق الانسان في التعبير.. وسيكون دملا ناتئا في ضمير الانسانية لا ينتظر ان يشفى منه العالم ولعقود ابعد من التي تفصلنا عن مجزرة حماة الاولى التي ارتكبها الاب واورث حقده تجاهها الى نظام الابن الذي يشترك معه ونظامه في الشعور بالنقص الناتج عن الافتقار المتقادم للشرعية..
ان حماه تقتل وتسحق الان تحت سمع وابصار العالم المهووس في جمع صور الجثث المقطعة الاشلاء..والنظام قد تجاوز كل ما رسم له من خطوط..فعلى الجميع ان يتحمل مسؤوليته تجاه ما يجري في سوريا او ليصمت محملا بالعار ولعنة التاريخ..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحرين سنية ام شيعية..ما دخل آل خليفة في ذلك؟؟
- طوبى لدير شبيغل..
- صحة السيد الرئيس..بين السياسة والشماتة..
- سلوى المطيري..كمان وكمان..
- مسافر زاده الخيال..
- لن تصلح الكوفية الفلسطينية ما افسده العقال العربي ..
- بسم الاب..والابن..ووليد المعلم..
- اربع شهور من الدم والدموع والابتسامات البلهاء..
- لا حياد في حرمة الدم السوري الطهور.
- الدستور المغربي الجديد..خطوة صغيرة ولكن باتجاه صحيح..
- الاخ قائد الثورة..بين قلاع الرئيس المخلوع وافيال الرئيس المق ...
- عن اي اصلاح تتكلم يا اردوغان..
- توبة نصوح تحت وقع السياط..
- كل الطرق تؤدي الى السبعين..
- لمصلحة من اغتيل الرئيس علي عبد الله صالح ؟؟..
- سلامتك من الآه..سيدي الرئيس السابق المخلوع..
- ارحلوا ..فلا مكان لكم تحت شمس الحرية الحمراء..
- بصمة بالدم على مبادرة نصف محترقة..
- ثاني اثنين في جدة..
- ملاحظات خجولة امام اعتاب قانون الجواري العظيم..


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - تحت انظار العالم..حماة تصلب من جديد..