أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - قراءة في حركة التموضع الجيوسياسي الاقليمية















المزيد.....

قراءة في حركة التموضع الجيوسياسي الاقليمية


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى اللحظة. يحتار كثير في تفسير تلون الموقف السياسي الامريكي في التعامل مع المواقع المختلفة لحالة عدم استقرار المنطقة, واغلب هؤلاء من _ المثقفين_ اللذين يحاورون ثقافيا الموقف والمناورة السياسية, حيث يرفضون معاملة القضايا السياسية بموقف سياسي ويصرون على ان يبقوا ثوارا في حال من اللاثورة في الواقع,
ان المقياس السياسي للولايات المتحدة ومرشدها الرئيسي هو وضع مصالحها وامن هذه المصالح وتفوقها في _ الصراع العلمي_ وهي على استعداد لانتهاج سبل التعامل المختلفة التي تحفظ لها موقع الصدارة العالمي, ولذلك من الخطأ ابقاء متابعتنا للسلوك السسياسي لمختلف مراكز القوة العالمية, وبصورة خاصة الولايات المتحدة الامريكية وفهمها كعلاقة ثنائية,
لقد اندهش الجميع من سرعة الولايات المتحدة في اتخاذ موقف حاسم يدعوا لاسقاط زعامة حسني مبارك الرمزية للنظام في مصر, مصنفين مصيره في اطار مقولة جزاء سنمار, ومفسرين السلوك السياسي الامريكي تفسيرا اخلاقيا يتسم بالغدر واللامبدئية, على اعتبار سواد فكرة ان نظام حسني مبارك هو احد ادوات سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة, في حين تكشف الوثائق اليوم ان ولاء النظام لعلاقته بالكيان الصهيوني, كان اقوى من ولاءه لعلاقته بالولايات المتحدة الامريكية,
ربما كان السبب في ذلك خلل في تقييم النظام السياسي للخطر الذي تمثله كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني عليه, وان وزن الخطر الصهيوني عليه اعلى بسبب مباشرته وتفوقه, والاتصال الجغرافي المباشر معه, الى جانب القناعة بان للكيان الصهيوني نفوذا _ غير محدود_ داخل الولايات المتحدة الامريكية يؤثر بصورة حاسمة توجهاتها السياسية الخارجية, الامر الذي جعل النظام يعطي الاولوية في استجابته السياسية لصالح الكيان الصهيوني,
ولا يخفى علينا ان الكيان الصهيوني عمل فعلا على حصار النظام المصري, خاصة في القضايا الافريقية, وعلى وجه الخصوص ملف قضية مياه النيل, والتي كان يستكملها بالتهديد بضرب السد العالي, في بذل الكيان الصهيوني جهدا ضخما من اجل سرعة التطبيع مع الليبرالية المصريية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, ونجح في خلق لوبي ليبرالي مصري على صلة وثيقة به, وكل ذلك وظفه باتجاه عرقلة التسوية السياسية في المنطقة, وهنا نستذكر سلوك النظام الذي اسهم باستفحال حالة الانشقاق الفلسطيني عبر لعب لعبة الانحياز السياسي لصالح مسار المفاوضات والتضيق على مسار المقاومة,
ان نتيجة السلوك السابق كانت تصب في صالح تحرير الكيان الصهيوني من نفوذ الولايات المتحدة الامريكية تماما كما صب في نفس الاتجاه سلوك محور الممانعة, لان الشكل الخاص الذي كان ولا يزال ياخذه تحرر الكيان الصهيوني من النفوذ العالمي وخصوصا الامريكي هو التهرب من التسوية واعاقة احتمالات تحققها,
ان القدرة على البناء السياسي تعتمد على القدرة على التكامل في توظيف التناقضات, خاصة القدرة على توظيف النتائج الموضوعية لتفاعلاتها, لذلك لم يكن غريبا ان تبادر الولايات المتحدة الامريكية الى سرعة المطالبة باسقاط نظام حسني مبارك, وكذلك النظام الليبي, وان تباينت الاسباب والهمة ومدى المشاركة الفعلية في ذلك, في حين لا نجدها بنفس الحدة في الموقف من النظام السوري واليمني,
ان اسقاط النظام في سوريا ليس متفقا عليه في السياسة الامريكية, بل تتنازعها فيه اتجاهات, حيث يباين موقف الادارة الامريكية عن موقف وزيرة خارجيتها, فالادارة الامريكية لا تزال ترى لرموز النظام في سوريا مهمة سياسية ولو مرحلية تحول دون التفريط بحالة الاستقرار بالمنطقة التي يمسك بها النظام من خلال نفوذيته على حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين, حيث يستطيع النظام المساهمة في تطويع هذه القوى وتحويلها من قوى مقاومة الى قوى معارضة, الامر الذي يسقط الخيار العسكري من يد العقلية الصهيونية, وهو الخيار الاقرب دائما لرغباتها, رغم الادراك الصهيوني ان الولايات المتحدة هي التي تتحمل دائما تبعاته السيئة
من الواضح هنا ان النظام في سوريا التقط الرسالة الامريكية والتي تصر على تخييره بين المغامرة بمصيره اوالبقاء المشروط, بالتموضع في التوجه السياسي الامريكي العالمي, والذي من اول مطالبه الغاء وشطب محور الممانعة, بما يضمن تجريد الكيان الصهيوني من احد اقوى عوامل فاعليتها السياسية المعيقة للتسوية, يتكامل مع ذلك ان شطب محور الممانعة سيقضي على الدور الذي وجدته ايران لنفسها في مسار التسوية, وسيعيد الصراع مع ايران الى اقرب ما يكون فيه صراع ثنائي ايراني عالمي,
ان الولايات المتحدة الامريكية من خلال استغلالها لحالة عدم استقرار المنطقة نجحت عمليا باعادة توظيف مصر لصالحها في الصراع العالمي والاقليمي, وهي على نفس مسار النجاح بالنسبة لسوريا, كما يدلل على ذلك اعتراف سوريا بالرؤية الامريكية حول الدولة الفلسطينية, وهي تنجح اذن بحصار التوجهات السياسية التوسعية الصهيونية, والتي تبدأ بعزلها اقليميا اولا وعالميا ثانيا.
ان تناقضات السلوك السياسي الامريكي في المنطقة هي صدى لتذبذب مناورتها بين الحد الادنى من رؤيتها لصورة المنطقة والحد الاعلى لهذه الرؤية, فبقاء اسرائيل وضمان امنها وتفوقها هو الخط الاحمر للحد الادنى من الموقف الامريكي اما ابقائها في خدمة التفوق الامريكي في الصراع العالمي ودون التحرر من نفوذيته فهوالخط الاحمر للحد الاعلى من هذه الصورة لعلاقتها بالكيان الصهيوني,
لذلك لم يكن غريبا خلال فترة _ الربيع العربي_ ان نجد ان الادارة الصهيونية صدمت به واصابها شلل, وهي الان تعاني من حالة عزلة وعدم قدرة على التاثير في مجريات الوقائع الا بصورة تامرية خفية, وهو احد اسباب ما يحدث في مصر الان والذي بات فعلا حربا بين الاتجاه الامريكي والاتجاه الصهيوني, يتجاذبان فيه توظيف الثورية الشعبية وانتفاضتها, وهو الامر الذي يفرض على قوى الثورة المصرية انتباها سياسيا اعلى.
ان للولايات المتحدة خيارات اوسع مما هو متاح للكيان الصهيوني, ولعل في تنامي الدور التركي مؤشرا على هذا الامر, فعلى الصعيد الرسمي خسر الكيان الصهيوني النظام المصري, وجرى تقييد مناورة النظام الاردني السياسة بدعوته للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي, وعلى الصعيد الموضوعي يجري هز اسس محور الممانعة في نفس اللحظة التي يجري بها تعزيز محور الموالاة, ويجري تعزيز نفوذ انقرة كملتقى جديد لمحور الموالاة هذا, لذلك لن يكون غريبا ان نرى الكيان الصهيوني قريبا يقدم اعتذاره لتركيا عن حادثة السفينة مرمرة, ولم يكن غريبا ان تحمل تصريحات نتنياهو على صيغها المتشددة رسائل تصالحية ليست موجهة للادارت الاقليمية بمقدار ما هي موجهة للادارة الامريكية.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى اعتراف سوريا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967م؟
- اردوغان وغزة, عرض او عرضين سياسيين؟ تعليق سريع:
- حنظلة ناجي / تفوق الاحساس على الوعي:
- سعة فاعلية مقولة الفوضى الخلاقة وموقع التسوية منها:
- الفارق الرئيسي بين بوش واوباما ونتائجه العالمية:
- القيادة الفلسطينية بين نية تجاوز المعيقات والقدرة على تجاوها
- التعريف القومي اصل التشريع الحديث:
- القيادة الفلسطينية في الصراع راس ادمي او كرة قدم:
- ام المتاسلمين رات ام اليسار والعلمانية في بيوت .....
- مطلوب علاقة فلسطينية مبنية على الشفافية:
- موضوع اسطول الحرية في الية صراعنا مع الكيان الصهيوني:
- متى نخرج من حالة الدفاع عن النفس ومنهجية التسول؟
- مصارحة حول الديموقراطية:
- قراءة في صراع اسرانا مع نتنياهو
- الاتجار في المعاناة الفلسطينية:
- لشفافية في الاردن, لا تزرع ولا تصنع ولا تستورد:
- الصراع الفلسطيني بين الانتهازية السياسية والشفافية الوطنية:
- عقدة النظام السوري في الصراع الاقليمي العالمي:
- ماذا تغرد الطيورالفلسطينية على شجرة المصالحة السياسية؟
- خلافاتنا محاولة لاحباطنا:


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - قراءة في حركة التموضع الجيوسياسي الاقليمية