أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - فاس لا تستحق كل هذه البهدلو وهذا العقوق!!














المزيد.....

فاس لا تستحق كل هذه البهدلو وهذا العقوق!!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 18:37
المحور: المجتمع المدني
    


فاس لا تستحق كل هذه البهدلة وهذا العقوق..

المدينة حصيلة جملة من العوامل ، تتضافر معا على إمتداد الجغرافيا والتاريخ والأنتروبولوجيا ، لتصنع على بقعة ما، في مكان ما ، فوق الكرة الأرضية مدينة ما متميزة . و نادرا ما يتفق الناس على حب مدينة بعينها ، لأنها نادرة تلك المدن التي تحضى بعشق الناس ويرتبطون بها بكل مداراتها الثقافية والجمالية .
وفاس مدينة من هذا النوع الخاص المتميز ونكهته ووداعته الخاصة، زاخرة بالمفاتن والمعالم والرجالات ، تفوق كل المدن المغربية الأخرى في كل شيء، حتى أضحت للعشاق ترنيمة و للمعمور أغنية،و تغنى بها الشعراء، حتى قيل عنها " فاس و الكل في فاس" ، مدينة فائقة التغلغل في القلوب ، تشعرك بالألفة وتحسسك بالترحاب وتنسج بدواخلك أحاسيس الحنان الدائم لربوعها العطرة .
يفتح جبلاها " تغات وزلاغ " دراعيهما -قبل دروبها وأزقتها- ترحيبا بكل من يريدها مدينته، تجبرالكل على عشق بساطتها والعيش بها وكأنه من مواليدها .
لكن في القلب حسرة على هذه المحبوبة، جعلت من العسير على كل ذي عقل وفطنة التصديق بأن بعض منتخبي فاس جادون في إصلاح حالها، وتجديد منظرها، واحياء شموخ ماضيها، وبعت حاضرها ومستقبلها. سؤال صارت به الركبان بين ساكنة المدينة تردده كما تردد الشهادتين، مع فارق أنه في ترديد الشهادتين توكيد للإيمان وتثبيته، أما سيلان هذا السؤال على الألسن ففيه توكيد للحيرة والذهول أمام عجز المنتخبين أو تأخرهم عن صد ما تواجهه هذه المدينة العريقة من بهدلة ودمار، في الوقت الذي تعرف فيه كل المدن تطورا معجزا وتقدما متميزا تزهو به على العالمين، تبقى هي (فاس) غارقة في أساها متفرجة على تواطئ أبنائها العاصف بكل جميل بهي فيها. فعندما يتأمل المرء درجة التطور المدني الذي حققته مدن حديثة العهد المدنية، وكيف نجحت في الإبتعاد عن التخلف والبداوة نحو التحضر بمقاييس العصر، فلا بد أن تصيبه الدهشة مما آلت إليه أحوال مدينة ممتدة الجذور عبر التاريخ الحضارات، ولابد أن تثور لذيه أسئلة محيرة ملحة: كيف ولماذا بقيت مدينة ذات صيت وتاريخ عصية على التطور ، عاجزة عن الإمساك بمفاتيح العصر ؟؟؟؟؟ بينما حققت غيرها على حداثتها وقلة إمكانياتها المكانة المرموقة والوقع الطيب.
إن عوامل تأخر هذه المدينة متعددة، فرغم المؤهلات العظيمة فهي تفيض بالنواقص والأخطاء، نحن نعرف فاس ونرغب فيها، ونهيم بأرضها على علاتها لأننا نحبها، ولا نرضى عنها بديلا، نتحمل ونتأقلم مع التلوث والنفايات والإزدحام والضوضاء وصعوبة المواصلات وسيارات الأجرة التي لا تلتزم العداد ، فكل ذلك اعتيادي بالنسبة لنا ونتحايل عليه، ونعزي النفس بالآمال نرقبها، ونبرر ما لا يبرر من تخادل ولامبالاة وعزوف عن معالجة مشاكلها. لكنه من غير المعقول أو المقبول البثة، والذي لا نرضاه لها، هو أن يراها الزائر السائح، على هذه الحال المزرية والأزبال تغطي كل أراضيها، وروائح النثانة تزكم أنوف أهلها وروادها، وجماتة المنظر تقدى أعين أبنائها ومحبيها.
فبناء المدن والأوطان في نظر من يحب لها الخير والصلاح، -والذين خرجوا بالآلاف للتنديد والاحتجاج عاى أوضاعها المزرية-، هو مهمة هينة سهلة لاتحتاج إلى أكثر من إرادة قوية، وعزيمة ثابتة، وهذه بدورها لا تحتاج إلى أكثر من إحساس صادق بالمسؤلية وتقديرها حق قدرها كأمانة عظيمة عرضها الحق سبحانه على الجبال فأبينها لثقلها وحملها منتخبونا...فما على مسؤولينا المحليين للإجابة عن هذا سؤال وإثبات حسن نيتهم تجاه مدينتهم إلا أن يتمثلوا، كل حسب موقعه الإحساس النبيل الذي عاشه عمر بن الخطاب ولو بنسبة ظئيلة جدا، حين قال ( والله لو أن بغلة في العراق عثرت لخشيت أن يسألني الله لماذا لم أسو لها الطريق ). عندها فقط سيعرف إصلاح حال المدينة طريقه الصحيح، لأن الكل واثق أن أصحابنا لو أرادوا لهذه المدينة أن تسترجع ما فقدته لتحيا حياة كريمة، ورتبوه كهدف إستراتيجي مرغوب فيه وفقا لسقف مخطط مضبوط، لكان التأكيد الإلهي حليفهم وناصرهم، لإنه سبحانه وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
فتجميل فاس وتنظيفها لايتحملها " عمدتها " وحده، وإن هو كان المسؤول الأول عنها، إلى جانب مسؤوليتنا جميعا، فإن لم نقم بها فلزاما عليه تفعيل التدابيرالزجرية، لإنه لا يعقل أن يسمح لأي كان بالعبث والقضاء على تحضر المدينة التي هو مسؤول عنها أمام الله قبل المواطنين، والمس بتمدن الآخرين دون أن تتخد الجهات المسؤولة والعمدة على رأسها كل ما يردع ذلك الصنيع. لأن مدينة كهذه لا تستحق كل هذ العقوق، و هذه الجرأة على ترويع وداعتها وخلق الفوضى بها، والتي لا يقوى على فعلها إلا كل ذي نفس حاقدة مريضة تستمتع برؤية الأشلاء و الدمار، وتنثر الموت دون رحمة، بدافع شهوة السلطة والثراء الذي يصنع الزيف ويختلس الثقة .
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتاتورية العائلية..!
- الإحباط وتأثيراته الخطيرة والمدمرة
- الإنطباع السياسي.
- خطباء آخر زمان
- حوار مع كاتب جديد.
- خطباء آخر زمن؟
- لماذا نخاف التغيير في هذا البلد الجميل؟
- التكريم.
- هل للجلادين وقت للكتابة؟؟
- مجرد مساءلة قلم.
- وهكذا تكلم القدافي
- حفل خيري من اجل الأطفال التوحديين.
- الديموكتاتورية؟
- انفلوانزا الكراسي.
- لقد تشابهت الجمهوريات علينا
- ديكتاتورية الشعوب.
- ديكتاتورية رؤساء...
- ذكريات عيد العمال.
- ثورات الناس على دين متفيقهينا
- تزوير التاريخ سخرية سياسية أم استخفاف بالعقول؟


المزيد.....




- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - فاس لا تستحق كل هذه البهدلو وهذا العقوق!!