أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - ديكتاتورية رؤساء...














المزيد.....

ديكتاتورية رؤساء...


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دكتاتورية رؤساء...


قال تعالى " إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي " صدق الله العارف العظيم المطلع على خبايا النفوس وما تختزنه من طاقات السوء، وشبقية فعل الشر الذي عاد عندها سلوك يغري، ومادة تحث على التنافس والتباري. فالأذى المجاني حصن من لا حصن له –كما يقال- وسلاح الضعيف الأعزل من أي قدرات .. خاصة إذا كان هذا الأذى غاية لتبرير الشعور بالنقص والضعف والقلة، وعدم القدرة على إثبات الذات، وتحقيق ما وصل إليه الغير من أعمال الخير والصلاح، والتي تحتنكها دائما المتاعب والمشاق ، ولولاها (تلك المتاعب والمشاق) لما تميز بالخير فاعل ولا عرف بالإقدام بطل ، كما أشار الشاعر إلى ذلك :
لولا المشقة لساد الناس كلهمو ........ الجود يفقر والإقدام قتـال .
ومع كل ذلك فلازال بعض صغار النفوس يعيشون بعقلية " نضوا ترقدوا ". ولازال يعيش بين أضلعهم (ديكتاتور ) ضعيف حقير يحاول أن يتسلط - كلما سنحت له الفرصة بذلك -على من حوله حتى ممن أسدو إليه المعروف.
وأسوأ مشهد أصبح مألوفا بيننا، هو ذاك التواطؤ الإعتيادي المقيت مع تطاوس وتعجرف وشرود رئيس جماعة حضرية أو قروية لا فرق، داخله خواء يعيش بعقلية ديكتاتورية مخزنية ماضوية، ظن الجميع أنها طويت وإنتهت إلى غير رجعة.
والأسوء من ذلك بكثير أن يكون هذا الرئيس الذي لا يحسن كسب ود وحب أهله المقربين الذين يحاول أن يجعل منهم "شلته" وطائفته المكونة من الأصحاب والخلان وأصحاب الحضوة والتميز او الأنس و"التقصيرة" والمجون، ليكونوا عيونه داخل الجماعة، وجواسيسه المبثوتون بين الناس لسماع وشوشتهم، وتلقط أقولهم فيه و عنه.
إنها عقدة النقص لذى بعض رؤساء تفرضها ديكتاتورية مبطنة بديمقراطية التزلف والتملق، تضع على قائمة المتغطرسين المغضوب عليها السوداء،كل من يرفض الرضوخ والانحناء لسلطته، ويتخدهم خصوما متنطعين مشاكسين مغرورين متعالين ضد مصلحة الجماعة والوطن.
لان الرؤساء يعتبرون كل مواطن مذنب حتى يثبت ويظهر الولاء المخلص لهم، ولمعتقداتهم وقيمهم ، ويلبس لبوسهم بألوانها البهلوانية التي لاتستقر على حال ، وغير ذلك جريمة لا تغتفر ، و لايرى أي رئيس منهم معها أي حرج أو عيب في أن يسلط على من خالفه، حتى في التفكير ، بعض ضعاف النفوس من ملشياته المكونة من الطفيليين والانتهازيين الذين ينعمون بخيرات الأمة وإمتيازات المجلس، مقابل ما يقدمون وينقلون لسيادته من تقارير عن كل همسة أو رمشة عين ، مع إضافة بعض الزيادات الضرورية " تبزيرة الشغل" .
للأسف فإن بعض هؤلاء المرضى من الرؤساء لايزالون يمارسون هذه ديكتاتوريتهم المشينة باسم الأحزاب الوطنية -التي لا تفتر عن الترويج لكل معاني الديمقراطية والصالح العام ووو... -التي يمثلونها في تسير الشأن العام، وهم الذين يعتبرون أن الإنتماء الحزبي مجرد شراكة تجارية ترتدي قناع السياسة، فيمارسون التعديب النفسي ضد كل منتخب جاد مخلص لا يحمل المباخر ولا يمشي في أعراس ومواكب قادة والرؤساء، مطبلا ومزمرا ، ولا يرفعون أيديهم عمن يحاول أن يؤتي شيئا إيجابيا، بل تنهال عليه معاول الهدم والتيئيس، كمن أتى جرما ووحبت معاقبته حتى يعدل عن فعلته ولا يكررها . لذلك فهؤلاء الصادقين - مع أنفسهم على الأقل – لا يصمدون طويلا في وجه مع هذا التهميش الممنهج، والتعديب النفسي المبرمج، ويتحولون إلى مجرد أشباح لمنتخبين جماعين لا دور لهم ، "فيطفشوا " كما يقول المصريون ، أو "يتطرطقوا " كما يقول المغاربة .
فمن لهؤلاء المخلصين الأوفياء لمبادئهم وإنتماءاتهم ؟؟ ومن لهؤلاء المصادرة مبادراتهم الجادة المتخدين الإخلاص منهجا والشرف رفيقا ، وهم آلاف تمتلئ بهم المجالس الجماعية القروية منها والحضرية دون أن يحس بهم أحد أو ينصفهم أحد ؟؟ فمتى ستتوقف هذه المهازل الرئاسية الخاطئة ليأخد كل ذي حق حقه ؟ ومتى ستنظف مجالسنا من أشكال وأنواع هؤلاء الرؤساء مزوري الشهادات المدرسية ؟؟؟ .
إنها مهزلة أبطالها من إستمرأ الكراسي الدوارة الوثيرة ، الذين حصلت لذيهم قناعة تامة بأن الجماعات المحلية ومن عليها ملك شخصي لهم ولدويهم ، وأنه من دواعي الشهامة والنباهة عندهم ألا يتم التفريط في هذا الإرث ، الذي تقتضي جدلية العشق والإستملاك وصولا للإستعباد أن لا يفرط كل رئيس في ملكوته . " والله يحد البأس في الانتخابات الجاية ".
ولكن جذوة الأمل في دواخلنا مازالت حية قوية تمنحنا الحماية من اليأس ومن الإستسلام لواقع لا نرضاه لمغربنا الحبيب، ولا يحقق ما نصبوا إليه من تنمية وتقدم... وتبقى أشرعة الأمل منشورة ونوافد الرجاء مفتوحة على أفق رحب فسيح من الأمل .

[email protected] حميد طولست





#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات عيد العمال.
- ثورات الناس على دين متفيقهينا
- تزوير التاريخ سخرية سياسية أم استخفاف بالعقول؟
- استقالتي من حزب الاستقلال.
- مطاعم القلب، الصدقة الجارية..
- جسور باريس دليل سياحي بإمتياز
- الصراع السياسي.
- ديكتاتورية النساء.
- الصحافة من مدينة صفرو إلى مدينة فاس.
- تحرر الإعلام الوطني من قبضة النخب.
- التحريف والمداهنة
- المراة العربية والثورة.
- الكذب السياسي.
- شباب التحرير.
- وافق مجلس جالسه...كما وافق شن طبقه
- شباب الفيسبوك، الحزب المرعب
- الثورات لا تموت ولا ينساها التاريخ .
- الفكاهة والثورة.
- الثورة والإعلام الشعبي البديل
- فوبيا السفر


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - ديكتاتورية رؤساء...