أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - شباب التحرير.














المزيد.....

شباب التحرير.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 15:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شباب التحرير.

لقد فهم الشباب العربي والمغاربي، ثمن الكلمة الحرة وضريبة المواقف الصلبة ووزر حمل مشعل الثورة، واستوعب كذلك حقيقة أن "الماضي لا يتغيّر، ولا يمكن التدخل فيه لفواته وانقضائه، وأن الحاضر قابل للتغيير لتحسين المستقبل"؛ حقيقة منطقية خبرها الشباب فطريا من معايشتهم لحاضر بائس وتطلعهم لمستقبل مظلم، في ظل شعوب حكام وحكوما ظغى عليها احتراف الزيف وتقديس الواجهة واحتقار الأعماق، ما ولد لدى الأفراد والجماعات رغبة دفينة في التخلص منها.
ولكن(الشعوب) ولفرط القهر والبؤس، والخوف الرهابي المزمن من بطش وديكتاتورية الحكام والحكومات، لم تستطيع المواجهة للانعتاق، لكونها شعوبا هلامية لا رؤوس لها ولا أجساد، ولا تملك معارضة حقيقية تستطيع الوقوف في وجه الظلم والتجاوزات المخططة بإحكام وعن سبق الإصرار والترصد المنظم عبر تسلسل القيادات المسيطر على بيروقراطية الدول ومواردها المستعدة لقمع كل ثورة أو تغيير أو إصلاح، بما لديها من آليات مسخرة لحماية وجودها واستمراره.
فإذا كانت هذه الشعوب لم تستطع الإنتفاط ضد الطغاة وجبروتهم، فإنها لم تستسلم أبدا وكانت تدعوا الله على الظالم والمستبد، ويكفيها فخرا، أنها أنجبت جيلا وطنيا جريئا لا يشكّل الخوف أي عائق أمام طرحه للأسئلة الحقيقية للبلاد، وانتزاع الحقوق المسلوبة، ومواجهة الاستبداد ودحره لتحقيق مجتمع الحريات العامة والديمقراطية والكرامة الإنسانية، ولو بعد خيبات أمل متتالية لعشرات السنين من الوعود والتعهدات الكاذبة والماكرة.
يكفيها أنها خلفت شبابا لا يزايد بالوطنية، ولا يحتكر النضال، ولا يدعي امتلاك الحقيقة ولا يؤمن بالعنف، ولا يقصي الآخر، ولا يبغي من ثورته الغاضبة التي أرسى جوهرها المجتمع الافتراضي على الفيسبوك.. وقواها اليوتوب.. وحمس أبطالها التويتر، إلا الحرية السياسية وحق الرأي والتعبير والتحرر من الجوع والفقر والظلم والتمييز.
تكفيهم هذه الثورة العظيمة التي انطلقت شرارتها الحمراء من تونس الخضراء وانتقلت إلى مصر السمراء العزيزة، ولا يبدو أنها ستتوقف عندهما، وستعرف تحولات جوهرية وحقيقية وفورية تقطع مع استبداد النخب الحاكمة الجائرة الضاربة لكل مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكامة والاختلاف عرض الحائط، حتى تؤسس لدولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية والحريات العامة والاختيارات الحرة للشعوب تحت قيادات حكيمة عقلانية في فكرها وثقافتها وتوجهاتها، بعيداً عن كل الانتماءات على اختلاف طبيعتها، والأيديولوجيات، بكل منطلقاتها وغاياتها الدينية والسياسية.. وبعيدا عن كل الأصدقاء المزيفين والأعداء الحقيقيين، الراغبين في الركوب على الثورة بعد نضجها، واختطافها بعد اكتمالها، وتبنيها بعد تحقيقها لهذه النجاحات الباهرة.
ورغم أنها ثورة محصنة ضد كيد الكائدين، وتآمر المتآمرين، ولم تعد في شكلها ومضمونها قابلة للمحو أو السرقة أو الزوال، بفضل دماء الشهداء الطاهرة، وإيمان الجماهير المتوثبة وإصرار الوطنية الصادقة، وبفضل التأثير الكبير لوسائل الاتصال الحديثة، المرئية منها والمسموعة - وعلى رأسها شبكة الانترنيت المقروءة من طرف معظم شباب الوطن العربي- الذي أكسابتها ومؤيديها ومعظم مخططاتها، مناعة كافية جعلتها أقل عرضة للاختراق، ومسلكاً صعباً لمرور التيارات الانتهازية المتآمرة.
فإنه لا تزال هناك مخاوف كبيرة وخطيرة، على الثورة من أن تأسرها الحركات السياسيّة وكل الأحزاب التي تخلّفت عن نبض الشارع وتطلعاته، وتقاعست عن العمل عن تحقيق ما ينشده من تغيير جذري وحقيقي طيلة الحقبة الماضية، ويمتطي على ظهرها المتشددون أصحاب الفكر الديني الأصولي، ويلتهم نجاحاتها الملتحقون بعربات قطارها السائر بقوة الدفع الشبابي الذاتي نحو رصيف الحرية والكرامة والخبز، بغية تدجينها وتطويعها لأجنداتهم المشبوهة، والإيقاع بها في فخ التسييس والأدلجة بتوظيفهم واستغلالهم للآثار النفسية السلبية للبؤس والمآسي التي عاشتها هذه الشعوب عبر عقود.
وإذا حصل هذا، ودخل السياسيون والأصوليون وباقي الأيديولوجيات المختلفة- ولا نقصد بها هنا، إلا الأيديولوجيات الطائفية الكاذبة التي تؤسس على حساب وحدة الأمة وواقعها – على خط وميدان الثورة، وامتزجت بها، لاشك أنها ستفقدها مصداقيتها وتقتل أفضل ما فيها من صور التمدن والتنوع والحوار والوضوح غير المألوف في الحياة السياسية المعتادة في ظل الأنظمة الديكتاتورية المستبدة، وستحولها إلى مجرد منافسة عادية على اقتسام كعكة السلطة التي جاءت الثورة خصيصا لتعرية وجوهها البشعة الظالمة وأجهزتها، ولفضح أسوأ ما عرفته من فساد وتخلف وبدائية وتعصب وطائفية وجريمة، أمام العالم وكل الجماهير التي لم تر منذ زمن بعيد هذا الإخاء وهذا الانسجام الكبيرين بين هذا الكم الهائل من الرجال والنساء، المحجبات وغير المحجبات، المسلمين والمسيحين، يوحدهم هدف واحد لخصه هتاف واحد "الشعب يريد إسقاط النظام، وهم يسيرون سوية في مظاهرات عالية الانتظام والانضباط والسلوك السلمي الحضاري الراقي، من دون ظواهر التحرش، ومن دون فوضى، باعتراف هيلاري كلنتون في تعليق لها على هذه الثورة العاصفة حين قالت :"إنها ثورة شباب يائس،عاطل، معدم، جائع، معظمهم أصحاب شهادات لا يجدون عملا شريفا يليق بهم، إنها ثورة شاملة كاملة (بيرفكت) Perfectمتواصلة متحركة منتقلة"، فعلا هي صورة راقية حضارية مناقضة تماما لما رسمته وسائل الإعلام الرسمية، وقلبت حقائقها بإشاعة الأكاذيب المستخف بعقول الناس حول ما جرى ويجري على أرض الواقع، وقد شهد بذلك الموسيقار عمار الشريعي في مداخلة عاصفة له مع الفضائية المصرية ومع قناة دريم، الذي شن فيها هجوما شرسا على أداء الإعلام معلنا تضامنه مع ثوار ميدان التحرير إلى حد القول: "إن هؤلاء الشباب حولنا من كلاب وبهائم وقطعان ماشية تُهَبهب، إلى آدميين نتكلم".
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وافق مجلس جالسه...كما وافق شن طبقه
- شباب الفيسبوك، الحزب المرعب
- الثورات لا تموت ولا ينساها التاريخ .
- الفكاهة والثورة.
- الثورة والإعلام الشعبي البديل
- فوبيا السفر
- هتيريا الرجولة
- سوف كا، ربي يتماغ.
- بلاد الدل تنهجر.
- جوع كلبك يتبعك
- ثقافة التقليد.
- على هامش تطبيق مدونة السير.
- غربة درب
- عابد الجابري واستفزاز الصغيرات.
- عشق حي قديم.
- وإذا بوعزبزي يوما أراد الحياة...
- صراعات الأديان
- الغضب
- لماذا يبكي الآباء عند تزويج بناتهم؟؟؟
- مشاهد حياتية مستفزة(الحلقة3)


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - شباب التحرير.