أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايليا أرومي كوكو - عشية الانفصال : لكم سودانكم و لي وطن ...!















المزيد.....

عشية الانفصال : لكم سودانكم و لي وطن ...!


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 02:12
المحور: الادب والفن
    


عشية الانفصال : لكم سودانكم و لي وطن ...!
1
وطني المجروح المسجي في بحور من الدماء
وطني أرض اجدادي المذبوح من الوريد للوريد
وطني مهدي و حياتي الماضية و لحدي رمسي
و طني بلدي أرض مليون ميل مربع هو تاريخي
وطني جغرافيتي عمق حضارتي ثقافتي أرثي
وطني العبقري و تفردي في تنوعي العرقي القبلي
و طني يا خصوصيتي الربانية في تعدد أدياني
وطني جمالي في اتساع أرضي و تمدد رقعتي
و طني كل خيراتي لنا و لكم تشبع بل تفيض
وطني قبلتنا جميعاًً و القدس لكل الملل و الاديان
2
لكم سودانكم الذي لا يقبل الاخر و ينفيه
لكم سودانكم فيه بغض و اضطهاد لكل الاخر
في سودانكم يقتل الاخرين لانهم فقط مختلفين
سودانكم يطرد يشرد يعمل جاهداً علي محو الاخر
سودانكم لا يطيق التنوع و لا يقبل الاعراق
سودانكم قطار لا يحب المحطات الصغيرة
سودانكم لون واحد يكره تعدد الالوان
سودانكم دين واحد ينبذ باقي اديان الله السماوية
أن سودانكم انتماء يحارب كل الانتماءات
كما لو أن سودانكم يجادل في الارض سنن الله
ففي البدء خلق الله كل البشر اسوياء من ذات الطين
و جعلناكم قبائل و شعوباً لتتعارفوا و تقبلوا الاخر
3
لكم سودانكم ها قد اتيتم علي تقسيمه كما الغنيمة
لكم سودانكم وطناً يحب شهوة الموت و يهوي الاقتتال
لكم سودانكم حيث تعشقون التنافس في دورات الحروب
انكم في سودانكم تتشبهون بفريق الهلال و المريخ ضدين
في سودانكم لا تعرفون التعادل لا تقبلون قاعدة الهزيمة
كما الاعداء تماماً في الخصومة انتم فاجرون
أعرف ان في العدوات خطوط حمر لا يتعدون
لكنكم في سودانكم تعديتم البيضاء الصفراء و الحمراء
لا أعراف عندكم لأدب الاختلاف او قاعدة للتباين
لا نهج لكم في خير الامور اوسطها او المنطقة السطي
فالجنة مسواكم لوحدكم و لغيركم الحريق و الحريق و النار
4
لي وطني أحب ان نكون فيه شركاء مهما اختلفنا
قانون وطني يقول أن الاختلاف لا يفسد للود قضية
ففي أختلافنا ثراء وفي تنوعنا اثراء فأنا بك و انت مني
فيه قوة لانني سأجدك فيما لا أجده في نفسي لانك مختلف عني
في وطني حتماً ستجدني لانك ستجد عندي ما تفتقده نفسك
في وطني نحن معاً رفقاء انا و انت علي الطريق سنكمل الاخر
فدع عنك الكبرياء دع عنك فرية انك تستغني عني في ضعفي
لي وطن احلم به و أريد ان اجده في ذاتي فلا تشطبني
لي في طني كينونتي و كياني لي ماضي و لي حاضر و غد
فلا تعبث بمقدراتي .. لا ... لا تنكر حتي وجودي بقائي
لا تكتكثر لي الحياة معك فأنا ايضاً خليقة من صنع يد الله

5
سوداننا هذا كان بالامكان أن نبنيه و نعليه معاً يداً بيد
فيا ليتنا قمنا عليه يوماً بقلب رجل واحد في حمي حياضه
ليتنا قبلنا بعضنا بصدق و محبة و تسامح و تماسكت أيدينا
فالشعوب من حولنا تتوحد و الامم في محيطنا تتحد و تتقدم
وحدنا هنا نسير بعكس الريح و ضد التيار مبدأنا خالف تذكر
قد عملنا كثيراً و اجتهدنا في خراب الوطن و دمار السودان
لم يذق شعبنا يوماً من ايام التاريخ معني السلام المستدام
لم تعرف الاجيال في حياتها خياراً التربط و التواصل و الوئام
كل الوعود تجي و تذهب كل العهود و المواثيق لا تقام
كذبنا عليك كثيراً يا وطن و أدمنا الكذب عليك يا سودان
فها نحن اليوم في خاتمة مطافنا نجمع حصاد كذبنا و نجني
الفشل .. الفشل الفشل قد فشلنا و الانفصال اكبر علامة للفشل
نحن الان عند مفترق الطريق ذاهيبن الي كمغمضي العينين
لكننا نضل انفسنا فنحن غير واقعيين و لا يمكن ان نصرح باننا فاشلين

6
في عشية الانفصال انا أبكي ذبح وطني بدم ودمع هتون
في عيشة تقطيع أوصال بلادي لا ملك الا احزاني و مسوحي
في عشية الفراق الاليم في عيشة في ليلة الوجع الكبير انا حزين
عشية اسدال الستار عنك يا وطني السودان أداري خجلي و عاري
لكن بعضهم يسيرون مواكب من الافراح يتبادلون كؤوس و نخب
و بعضهم ينحرون ثيران الذبائح في مذابح الاوطان فيا ويلهم
بعضكم يولمون الموائد الشيطانية مبتهجين فريحين بالانكسارات
و بعضكم لا يراعون قدسية الاوطان فللوطن عند الله محارم
بعضكم في خيلاء ينشرون في الارض بطاقات الموت علي الهوية
فأبواقهم لا تفتر من بث ونشر الاحقاد و دق اسافين البغضاء
في عشية الانفصال يخيم حولي الظلام و يحيط بي المجهول
فلكم سودانكم و لي وطني ... لكم سودانكم و لي سوداني .
7
قد يعود التاريخ يوماً ما . و من يعلم ربما يعود بعد الف عام
سيعود التاريخ حتماً ليكتب من جديد . فالتاريخ يعيد نفسه
سيكتب التاريخ للسودان عهداً جديداً . عهد نور و تجديد و استنارة
سيكتب عهداً لأجيال تعرف الاخر و تفهم معني التنوع و الاختلاف
سيكتب التاريخ للأجيال ان بلامكان ان يكون حال السودان أحسن
وطن واحد .. وطن واعد وطناً للتعارف و التمازج و التصاهر
و طناً بلا اضطهاد لجنس وطنا لا يعرف التميز و الجهوية
سيقبل السودانيين يوماً ما بعضهم كما هم بلا نعرات قبيلية و دينية
و ستمو معاني تقديس الحياة .. فالقتل و الموت لن يكون علي الهوية
فالعار العار كل العار علي وطن يقتل فيه الانسان أخيه علي الهوية
عار الشعوب العصرية في الالفيه ان بعضهم يقتل الاخر علي الهوية .
فيا للعار يا للفضيحة شعب عصري حديث يعيش العصور الحجرية ..!

8
العار هو ان يتم قتل الابراياء المدنين علي الهوية و الانتماء
لسنا هنا في حديث عن جيوش تقاتل بعضها في ساحة حروب
بل عن حرب الشوراع و تصفيات مدنيين عاديين في المدن
عن قتل الاطفال و النساء و كبار السن علي الهوية القبلية
عن العبثية الفوضوية في الخراب و التنكليل و تصفية الحسابات
عن اخذ القانون باليد و القتل بالدم البارد عن حرق القطاطي و دك المنازل
عن سلب الدور و الدواويين الحكومية و العبث بمكاتب المنظمات الطوعية
عن الفوضي و الهمجية في نهب ممتلكات الاخرين دون غبينه
عن التمثيل بالجثث في جريمة لا تشبه الاديان السماوية او الاعراف التقليدية
و عن حرق و هدم المساجد و الكنائس و دور العبادة بلا حساب
عشية الانفصال ليت لي كلمة حق اقولها عن وطني الجريح لأستريح
عشية وطني المقسم ليس للحياة عندي معاني كثيرة و مستقبل مشرق
في هذه العشية ان شئتم خذوا باقي ايامي فهي ليست بخير من الماضية
فحياتي ليست بأفضل من حياة الذين قتلوا ظلما و جوراً علي الهوية ..!



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحدي
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 8 )
- ما بين الروح و الجسد ....!!
- اسدال الستار علي وطن اسمه السودان..!
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 7 )
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 6 )
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 5 )
- فأس من الطين
- قطع الأعناق و لا قطع الارزاق
- مصرع كلالو بالطرنقع ... !
- هيبان يا قدس أقداسي
- ويا خوفي وخرابي لو أنسحبت الإنقاذ من أبيي
- مع د. لوكا بيونق.. لست إنتهازياً ولا أريد تحقيق بطولات من مأ ...
- أبيي 2011م و الكويت في العام 1991م
- جبال النوبة تنشد السلام و الاستقرار في السودان
- عام من ذكري انتقال الوالد : أرومي كوكو انجلو الي الامجاد الس ...
- في ذكري التأسيس ال 28 : جون قرنق رؤية لا تموت ( 2 )
- في ذكر التأسيس ال 28 : جون قرنق رؤية لا تموت ( 1 )
- اخيراً المشورة الشعبية بين كفي عفريت ..!
- ما بين الرئيس عمر حسن احمد البشير وشعب جبال النوبة ؟!!!


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايليا أرومي كوكو - عشية الانفصال : لكم سودانكم و لي وطن ...!