أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ايليا أرومي كوكو - في ذكري التأسيس ال 28 : جون قرنق رؤية لا تموت ( 2 )















المزيد.....

في ذكري التأسيس ال 28 : جون قرنق رؤية لا تموت ( 2 )


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 02:24
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في ذكري التأسيس ال 28 : جون قرنق رؤية لا تموت ( 2 )

لقد اختلف الناس كثيراً حول شخصية الدكتور جون قرنق ديميبور أتيم في اوقات مختلفة .. كما اختلف معه اقرب الاقربين اليه من قادة اركانه ... فقد تركه البعض من الرفاق ليتحالفوا مع خصومه الي الابد .. كما تركه أخرين حيناً من الدهر و لكنهم عادوا اليه بعد حين .. و ليس ببعيد عن المتابع للحركة الشعبية لتحرير السودان و قائدها الدكتور جون قرنق كثرة الا ختلافات بل و الانشقاقات التي لازمت حركته منذ بزوغ فجرها الباكر.. و من اشهرها اختلافه مع القائد كاربينو كوانين الذي يعد من أبرز المؤسسين للحركة الشعبية علي الاطلاق .. فهو القائد الاول الذي قاد الحركة اولاً في توريت .. و حتي لا نذهب بعيداً فاحدث الاختلافات في مشوار الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق هي الاختلاف الاخير اثناء المفاوضات التي قادها اولاً القائد سلفا ... و من ثم امسك الزعيم بنفسه ملف تلك المفاوضات ... و قد الاختلاف بينه و نائبه سلفاكير ميارديت .. و هو الاختلاف الاخطر في عمر الحركة المناضلة من حيث التوقيت و الفرصة التي كان ينتظرها الخصوم بفارق الصبر .. كان المناويين للحركة الشعبية يقومون بتسريبها و نقلها اولاً بأول و من وقت لاخر لشق صف الحركة الشعبية من اعلي قمة هرمها و من ثم اضعاف موقفها في المفاوضات .. و تلك كانت هي الاختلافات التي تمناها خصوم الحركة الشعبية لتحرير السودان و بنوا عليها استراتيجياتهم في التفاوض و الحوار.. و هي الاسترانيجية القائمة علي تحقيق ا لانتصار المبدئي علي الحركة بأختراق صوفها الداخلية و من ثم تفكيكها و هدم بنيانها و دك حصونها المنيعة و من خلال هز و قوائمها و اعمدتها الصلبة ..

هذا الرجل الذي اختلف معه الموالين هو نفسه الرجل الذي تحالف معه ألد الاعداء و أشرس الخصوم علي الاطلاق من حيث الطرح النظري و الفكري .. و الا فما هو التفسير المنطقي لتوقيعه لمذكرة التفاهم مع الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي ... و الترابي معروف ب،ه عراب ثورة الانقاذ الوطني و هو صاحب مشروع البرنامج الاسلامي الحضاري في السودان ... و هو البرنامج الذي يستهدف بالدرجة الاولي مشروع السودان الجديد الذي يتبناه الحركة الشعبية و ينادي بها قائدها الدكتور جون قرنق .. لقد قام الشيخ الترابي من خلال المشروع الحضاري بتجنيدو عسكرة كل الشعب السوداني حتي المسيحين منهم .. و شكل منهم ألوية الجهاد المقاتلة لمحاربة الحركة الشعبية لتحرير السودان و تحقيق النصر للاسلام و المسلمين و الانقضاض علي المسيحية و المسيحين ولو بالمسيحين انفسهم .. عمل الترابي و جماعته علي ابراز و اظهار الحرب في السودان علي انها حرب ديني بين المسلمين و المسيحين مدغدغاً بذلك العواطف الدينية لتدعيم مشروعه الحضاري .. و بالرغم من قناعة السودانين جميعاً بأن الحرب السودانية ليست بحرب دينية او عرقية و قبليه او اي اسم مذهب و طائفي اخر .. بالرغم من علم الجميع بان الحرب في السودان هو حرب علي الظلم و الاستعلاء الطبقي و سيادة المركز علي الاطراف السودانية الاخري...

اخرين كثيرين كانوا مع الرجل جون قرنق و اختلفوا معه لدرجة الخصومة و الافتراق و من ثم انقلبوا عليه حرباً و اقتتالاً مقوين صفوف خصومه و اعدائه .. و لكن غالبيتهم أدركوا في نهاية مطافهم بأنهم كانوا في عجلة من أمرهم و قرارهم فعادوا اليه بعد ان تأكدوا من النهايات الحزينة بأنفسهم .. و كل من تفاوضوا معه احترموه و اشادوا به و قدروا اطروحاته و قضاياه و مطالبه الشرعية التي ظل يحارب لاجلها و يقاتل .. و قد اشاد به السيد/ عمر حسن احمد البشير عندما التقي به في يوغندا .. كما اشاد به الاستاذ علي عثمان محمد طه بعد ان جلس اليه لايام امتدت الي الشهور .. و قد اثمر التقارب بين الرجلين ليس فقط بأتفاق نيفاشا بل توطدت الي صداقات اسرية حميمة .. و كل من جلس اليه اقتنع به و اراده شريكاً قوياً لبرنامجه و قد سبقهم في ذلك جميعا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي و مرشد الطائفة الختمية .. و كل يذكر اتفاقية اديس ابابا للسلام الذي وقعه قرنق و الميرغي في العام 1988م .. و قد و قف الشعب السوداني كله مع هذا الاتفاق عندما رفضه الجبهة الاسلامية بقيادة الترابي الامين العام للجبهة الاسلامية القومية ... بينما استخف بها و احتفرها صهره الصادق المهدي رئيس الوزراء في الديمقراطية الثالثة و الاخيرة في السودان ...

و قد رأينا جميعنا و بأم أعيننا كيف كانت أمال الشعب السوداني معلقة بهذا الرجل عندما تقاطروا و تسابقوا الي استقباله في الساحة الخضراء في قلب الخرطوم عاصمة السودان ... كما شهدنا كلنا و عشنا معاً مدي الحزني و الاسي الذي وصل درجته بالعض الي الهستيريا وفقدنا السيطرة الي حد الجنوح و الجنون ساعة اذاعة و اعلان خبر رحيله المفاجيئ .. كان الكثيرين يرون فيه شخصياً المخلص و المنقذ للحالة السودانية الراهنة و بالغ البعض في توقعاتهم اذ صوروا شخصيته في مخيلتهم و اعطوه صورة صاحب العصا السحرية و انتظروا لحظة مجيئة و رفع العصا لتحل جميع مشاكل السودان الشائكة و المزمنة .... جعله البعض مهدي السودان المنتظر الذي يأتي بعد كل مئة عام ليصلح حال البلاد و يقوم أمر العباد بعد ان فسدها السلطان و سيسها بالظلم و الطغيان ..

و كما حزن الكثيرين من السودانيين بموت جون قرنق و رحيله فهناك البعض من الذين فرحوا بهذا الموت و سرهم غيابه عن الساحة لتخلو لهم ... هناك من عبروا عن فرحتهم بأطلاق الاعيرة النارية في الهواء تعبيراً عن بهجتهم و سرورهم .. و يبقي دائماً ان لكل قاعدة شواذ فلنحسبهم شواذاً و هم كذلك لان الموت الذي هو نهاية كل حي لا يعقل ان يشمت فيه بأي حال من الاحوال ...

فحتي الذين كانوا يبدون سخطهم علي الرجل و لم يجدوا له العذر او المبررالكافي للتمرد و خوض الحرب بتلك الشراسة تغيرت نظرتهم له و عنه تماماً منذ الوهلة الاولي عندما وطئت قدميه أرض مطار الخرطوم الدولي ..و نذكر جميعنا ما خاض الالة الاعلامية السودانية في السابق من حربً عشواء ضد الرجل فأظهره التلفزيون القومي السوداني سفاكاً و مصاصاً للدماء و قاتلاً للابرياء و الاطفال ... و هكذا دأب كل الاعلامي السوداني الرسمي و الغير رسمي عكس هذا النمط و النظرة السلبية عن الرجل .. الا انها جميعها أي الاعلام تغيرت بمجيئه و ها هي تصوره لنا و تتباهي به بطلاً من ابطال السلام و ابناً من ابناء السودان البارين الشرفاء ... هذه هي الصورة الجديدة و الايجابية التي ستنطبع في ذهن و قلب الشعب السوداني عن شخصية الدكتور جون فرنق ديمبيور أتيم .. و قد رشحه البعض لنيل جائزة نوبل للسلام ... و هو يستحقها عن جدارة و بأمتياز لو لا رحيله المبكر .. لان من أهم شروط نيل هذه الجائزة هو ان يكون المرشح لها علي قيد الحياة ...

دعك من نوبل و جائزته لان التاريخ الدولي و العالمي سطر بأحرف من النور في سجل دور قرنق حرباً و سلماً .. و قد دخل قرنق سجل الرجال العظماء من الذين سطروا بدمائهم أسمي معاني الشجاعة و النضال و الكفاح لنصرة قضايا الشعوب المستضعفه علي مر العصور ليس في السودان فقط بل كل افريقيا و سائر بلدان العالم التي تتشابه فيها الانظمة الظالمة .. سيدون اسم الزعيم جون قرنق في تلك القائمة التي تحتوي علي اسماء المهاتما غاندي و مانديلا و لوثر كيج و عمر المختار و بن بيلا و الكثرين من شرفاء العالم القديم و المعاصر الذين لا يسعهم هذا المجال لكنهم خالدين في قلوب شعبهم بما قدموا و وهبوبوا لاوطانهم و شعوبهم للعالم اجمع ...........



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكر التأسيس ال 28 : جون قرنق رؤية لا تموت ( 1 )
- اخيراً المشورة الشعبية بين كفي عفريت ..!
- ما بين الرئيس عمر حسن احمد البشير وشعب جبال النوبة ؟!!!
- نضوب البحر اى جواز سيحمل عبد الفضيل الماظ
- تعلم أن تقول لا وأعرف متي تقول نعم ..!
- الطلاسم : قرأة حيري في طلاسم انتخابات جنوب كردفان
- المأزق الراهن في جنوب كرفان و خارطة طريق للسلام
- جنوب كردفان ( جبال النوبة ) و مؤتمر المانحين للتنمية و الامن ...
- العقل و العاطفة
- جنوب كردفان في الصباح الجديد
- إلى نهر الديانات القديمة ..
- انتهاء مارثون انتخابات جنوب كردفان الحموم بسلام
- البشير والدعوة الى الحريق .. في المكان والزمان الخطأ..!
- هل ستكون عودة ولاية غرب كردفان تعويض لهزيمة احمد هرون؟
- في يوم تطويب البابا يوحنا بولس الثاني : رجل لبمحبة و السلام ...
- الرئيس يعلن الحرب في جنوب كردفان، والمسيرية قادتها ووقودها ! ...
- من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتص
- البرنامج الإنتخابي للحركة الشعبية لتحرير السودان ولاية جنوب ...
- الحلو فى ام دورين وهيبان علي طريق الأمل و التغيير
- رامشيل سوسنة الاودية يا عروسة المدائن


المزيد.....




- اجهزة السلطة تطلق النار وقنابل الصوت تجاه المتظاهرين دعما لل ...
- من المصالحة إلى الوحدة الوطنية
- مرحبًا بكم في مستشفى الألعاب في كاراكاس.. حيث العطاء يعيد ال ...
- قانون الدعم المصري الجديد.. توسيع للضمان أم إجحاف بالفقراء؟ ...
- تجديد حبس رسام الكاريكاتير أشرف عمر 45 يومًا
- في ندوة بحزب العيش والحرية: الحكومة تدعم أرخص سلّة غذائية مم ...
- نستوضح مسارنا: نحو إجابات اشتراكية من السودان وإليه
- بيان مشترك للأحزاب الشيوعية في البلدان العربية تضامناَ مع ال ...
- في ذكرى رحيل الفقيد سعيد الشاوي: وقفة تأمل حول الحوار القطاع ...
- بيان مشترك للأحزاب الشيوعية في البلدان العربية تضامناَ مع ال ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ايليا أرومي كوكو - في ذكري التأسيس ال 28 : جون قرنق رؤية لا تموت ( 2 )