أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايليا أرومي كوكو - البشير والدعوة الى الحريق .. في المكان والزمان الخطأ..!














المزيد.....

البشير والدعوة الى الحريق .. في المكان والزمان الخطأ..!


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البشير والدعوة الى الحريق .. في المكان والزمان الخطأ..

!/الطيب الزين


منذ ان وصلت الانقاذ الى السلطة عبر الخيانة والتآمر والإنقلاب على الديمقراطية، غابت الحرية والحيوية، غابت صورة الشعب السوداني الاصيل، صورة المبدعين والمثقفين، وحلت محلهما، صورة التهريج والفوضى، في المشهد السياسي والثقافي والاعلامي، صورة النظام الشمولي ومظاهره، من جنود مدججون بالسلاح ينتشرون في الطرقات والجسور، ومداخل المدن والأحياء، صورة الدبابات والدبابيين، والسجن، والقيد، والسوط، وبيوت الاشباح، صورة جنرال هزيل، متواضع فكراً، وثقافة، وقيماً، واخلاقاً، جنرال لا يجيد سوى المسك بأحد طرفي عصاه تقليداً لسابقه جعفر نميري فكراً وسلوكاً، مبشراً بثقافة الجهل والتخلف والتجهيل، سعياً منه لتجميد حركة العقل والفكر والتفكير، عبر مخاطبته للعواطف والغزائر، املاً منه ان يصبح الشعب ومبدعيه ومثقفيه صورة منه ومن ونظامه القميء، ومن أجل هذا الهدف الكاذب، ظل عشرون عاماً وأكثر، يملأ الفضاء عبر وسائل الاعلام بالكذب والنفاق والدجل ولغة الحقد والتخدير، حاثاً الشعب والشباب لتلبية دعوة الحرب والجهاد، لمحاربة المتمردين الكفرة في الجنوب، والخونة في دارفور، لذلك فتح معسكرات التدريب، فارضاً على الشباب والطلاب، عبر قوانين سَنها هو ان يصطفوا في طوابير انتظاراً لناقلات الجنود، لتنقلهم الى حيث يتم تعبئتهم وتدجينهم، ومن هناك يتم الدفع بهم الى ساحات الجهاد وحقول الألغام، من إجل القضاء على التمرد في وسط غابات الموز والأنانس والمانجو، وجبل مرة وصحاري دارفور، مما جعل الغابات تبكي الماً وحسرة على أبناءها، الذين سقطوا في احراشها، وقبله تبكي من مصيرها وخيبة رجاءها، حيث كانت تنتظر الأهتمام والرعاية والتطوير لتعود بالخير والنماء على رعاتها، لكن ما حيلتها والبلد يسيطر عليها جنرال فاسد، ومن حوله بطانة أفسد، لا تجيد سوى، كلمة حاضر "سعادتك" .. وسعادتك هذا، لا يعرف سوى، إطلاق الشعارات الزائفة، والوعود الكاذبة، والرقص على أشلاء الضحايا، وأنين الجرحى والثكالى والآرامل، في بلد طالما فاحت منه رائحة الحرب والحرائق، وتضور فيها الملايين من الفقر والجوع والفاقة.

في الأمس القريب، وفي المجلد بالتحديد، تفوه المشير، بكلمات فيها إصرار على التشبث بالحرب والدمار والخراب، مرة أخرى، ليس لأنه جسور يقرن أقواله بأفعاله، ومن ثم ينزع جلبابه ويلبس الكاكي كما قال، مفارقاً القصر الجمهوري، متجهاً الى الى ابيي ليسكن في راكوبة أو تحت شجرة، يتوسد الارض ويلتحف السماء، في الصفوف الأمامية لفرسان المسيرية في ساحات الوغى من إجل الدفاع عن أبيي وأهلها، وإنما تفوهه هذا، لا يعدو كونه، دفع بهم، الى أتون، حرب جديدة، ستقضي على الأخضر واليابس، غيرمكترث، بالنتائج الكارثية على المسيرية وشبابهم، في الحاضر والمستقبل، الذين قدموا حتى الآن الكثير من الضحايا وشلالات من الدماء، منذ الأيام الاولى لتوقيع إتفاق نيفاشا، مادام نظام حكمه باقي في السلطة في الخرطوم، يبيع الناس الأوهام ليل نهارا، لذلك يجدد وعده لهذا الشعب الذي عانى كثيراً، بمزيداً من الحريق ، إعتقاداً منه أن البحث عن النصر هو وحده الذي يحقق الامن والاستقرار ويصوغ التقدم .. لذا نقول ان منطق الحياة ليس كذلك أنه كثيراً ما يعوق هذا التقدم ويحطمه. أن البحث عن الإنتصار على الطبيعة هو الذي قد يصوغ التقدم ويحقق الإستقرار الذي ينشده أهلنا المسيرية في المجلد، وسكان أبيي، بل وكل سكان السودان، وليس الإنتصار على الأنداد والآخر، فهذا هو الدمار والخراب بعينه، إنها عبقرية الدكتاتور الكبرى التي تجعله دوماً يبحث عن الإنتصار على الناس وظروفهم وتطلعاتهم، لا على الطبيعة وتحدياتها، حتى لو في المكان والزمان الخطأ..!

الطيب الزين



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستكون عودة ولاية غرب كردفان تعويض لهزيمة احمد هرون؟
- في يوم تطويب البابا يوحنا بولس الثاني : رجل لبمحبة و السلام ...
- الرئيس يعلن الحرب في جنوب كردفان، والمسيرية قادتها ووقودها ! ...
- من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتص
- البرنامج الإنتخابي للحركة الشعبية لتحرير السودان ولاية جنوب ...
- الحلو فى ام دورين وهيبان علي طريق الأمل و التغيير
- رامشيل سوسنة الاودية يا عروسة المدائن
- ربيكا قرنق أمرأة تقيم في خواطرنا
- انتخابات جنوب كردفان:مؤشرات و شوية دغمسة..!!
- انتخابات جنوب كردفان حظوظ الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى فى ...
- المصارعة بجبال النوبة.. طقوس وأسبار ومهرجانات
- القذافي رئيساً و ملكاً و اماماً و .... و .... !!
- مالك عقار :مقاتلو الحركة بالنيل الأزرق وجنوب كردفان ليسوا عم ...
- قصة تظاهرة لم تبدأ...حضور الشرطة وغياب المعارضة،
- وجهك يا امي قنديل في يوم المرأة
- في اليوم العالمي للمرأة : الاغتصاب وجه الارهاب الجنسي الاجتم ...
- ليبيا تشهد كتابة تاريج حديد بعد القذافي..!
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 4 )
- الشرق الاوسط فصول من نهضة الشعوب و تنامي الثورات
- في ذكري الاب فيليب عباس غبوش : زعيم ثورة المهمشين في السودان


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايليا أرومي كوكو - البشير والدعوة الى الحريق .. في المكان والزمان الخطأ..!