هل ستكون عودة ولاية غرب كردفان تعويض لهزيمة احمد هرون؟

ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل ستكون عودة ولاية غرب كردفان تعويض لهزيمة احمد هرون؟

محمد النور كبر


في حمى الحملة الإنتخابية في ولاية جنوب كردفان ، دأب المؤتمر الوطني تكرار الوعد بعودة ولاية غرب كردفان. فالمؤتمر الوطني تكالب كل اهله لدعم مرشح الحزب في انتخابات الوالي بجنوب كردفان ، و هي الظاهرة التي لم نشهدها في انتخابات الولايات الأخرى التي جرت قبل عام. و مسالة عودة ولاية غرب كردفان اصبحت هي البرنامج الوحيد الذي يخاطب من عبره الحزب جماهير غرب كردفان و يستجدى عطفهم للوقوف معه. و السياق العام يؤكد أن المؤتمر الوطني مغروض شديد في اهالي غرب كردفان و تحديدا المسيرية و يستجدي وقوفهم معه في هذه الإنتخابات. و السياق العام يؤكد أن المؤتمر الوطني عرف ان المسيرية قد وعت الدروس و استفاقت و ملت اكاذيب المؤتمر الوطني الذي دأب يوعد ثم يعود ليوعد ..و في كل خطوة يتجاهل وعده بالعطاء و لكنه لم يتناسى لحظة واحدة الأخذ من اهل غرب كردفان سواءا ارواح مجانية تهدر في حروبات المؤتمر الوطني القذرة ، أو قبول تأجيل الوعود بلا نتيجة..!

المؤتمر الوطني ، عاد يبيع الموية في حارة السقايين..و اخذ يكرر بان أبيي منطقة شمالية..و هو الذي يعرف جيدا أنه هو الذي اضاع ولاية غرب كردفان اولا ثم منطقة أبيي ثانيا.. فماذا ينتظر من المسيرية؟.. هل التحدث اليهم بالتضحيات الجسام (و التي لأول مرة يعترف بها المؤتمر الوطني في خطاب جماهيري و عبر رئيس الجمهورية) وحده يكفي؟..و هل يعني ذلك أن المؤتمر الوطني لازال ينتظر تضحيات اخرى من المسيرية و هي التضحيات التي سوف تعجل بمحو المسيرية عن ظاهر االأرض في حروب قادمات ..؟

الشئ الذي وعاه المسيرية ، و غاب عن المؤتمر الوطني ، ان المسيرية ليس هم المسيرية الذين كانوا يخدعون باحابيل مثل الشهامة و الشجاعة و القتال في سبيل السودان و ترابه.. فالواقع الجديد للمسيرية و بعد استقلال الجنوب انهم اصبحوا منطقة حدودية..و المناطق الحدودية لا تعني أهل الخرطوم في شئ..و انما يرغبون في ذهابها الى اي طريق كان..!

الأسباب التي ذهبت من اجلها ولاية غرب كردفان هي اسباب غير مقعنة البتة..و ليس هناك في واقع الأمر اسباب تدعو الى ذهاب تلك الولاية .ز اللهم الإ ما تقتضيه مصالح المؤتمر الوطني..فقد باع المسيرية بثمن بخس..و لازال يلعب بهم و بمصائرهم بما يخدم اغراضه..!

و السناريو الذي ينتظر المسيرية بعد انجلاء انتخابات جنوب كردفان هو كالآتي:
اذا انتصر المؤتمر الوطني في تلك الإنتخابات.. فبديهي لن تكون هناك حاجة لعودة ولاية غرب كردفان..و انما سيعود لأهل المنطقة و يمارس عليهم الأكاذيب القديمة بان المصلحة الوطنية العليا تقتضي وجود ولاية جنوب كردفان موحدة..و في هذا سوف يسعى المؤتمر الوطني للإستفادة من المسيرية كعصاة في مواجهة الحركة الشعبية و اهالي جبال النوبة كافة..
اما اذا انهزم المؤتمر الوطني في انتخابات جنوب كردفان.. فسوف تعود ولاية غرب كردفان..و ذلك لكي يخلق المؤتمر الوطني ولاية ليحكمها احمد هرون.. لأن المؤتمر الوطني المسألة بالنسبة له أن يكون احمد هرون في المنطقة حتى يدير اعمال الحرب القذرة القادمة..و التي ستكون حرب في جبهتين: جبهة جبال النوبة..و جبهة أبيي..!
و شمالية أبيي التي يتبجح بها عمر البشير في المجلد.. تعني شئ واحد أن المسيرية عليها ان تخوض حروب جديدة.. لأن الواقع يقول أن خازوق أبيي صنعه المؤتمر الوطني و لم يستطع له صرفة حتى الآن..و حتى يشغل المسيرية عن الجأر بالشكاوي من الظلم و غياب التنمية..و بالتالي محوهم في تلك الحروب القادمة..!
المؤتمر الوطني ليس حريصا على المسيرية ولا حريصا على منطقة أبيي ان تكون ارضا للمسيرية.. بقدر ما هو حريص على وجود احمد هرون في المنطقة و بأي ثمن كان..!
حكم احمد هورن لولاية جنوب كردفان في السنتين الماضيتين.. كان بمثابة منفى داخلي للرجل..و لقد حاول هو قدر المستطاع أن يكون ايجابيا تجاه اهل الولاية تكفيرا عن سيئاته في سنوات التسعينات المظلمة..و لقد صدق البعض هذه الوجهة..و ايضا عرف ذلك البعض أن حضور الرجل في المنطقة هو استعداد لمرحلة قادمة اشد اظلاما من سنوات التسعينات التعيسة..!
ليس بالضرورة أن تقف المسيرية مع الحركة الشعبية في هذه الإنتخابات..و لكن بالضرورة أن تعي ما يحاك ضدها..!

كبر

#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل