أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صور من المعركة وضاع ابنك يا راعي















المزيد.....

صور من المعركة وضاع ابنك يا راعي


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3409 - 2011 / 6 / 27 - 00:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




(( عندما كنا مواطنين على درجة مرعوب كنا نعيش زمن الحرب. يعرضون لنا على شاشات التلفاز صورا لقتلى .كانت الصور صامتة . لا تقل لنا ولا نقل عنها شيئا كنا نحدق بها وهي تحمل عنوان صور من المعركة .. كانت معركة طويلة واحدة تدور في جبهات بعيدة.تحرقنا بشظاياها، وتخطف خيرة رجالنا... مضى زمانها وانتهت . كبرنا صرنا على درجة مذهول ولم يعد التلفاز يعرض علينا صورا صامتة لقتلى فحسب بل صارت تصاحبها كل الوسائل المساعدة من صراخ وعويل وتصريحات تعددت جبهاتها لكن غايتها ظلت واحدة تريد حياتنا. لتلقي بجثث أيامنا على قارعة العبث كل يوم ))



عالجت المواد من 127 إلى 195 من أقدم الشرائع التي سنت بالأرض بشؤون العائلة وحقوقها وعلاقات أفرادها فيما بينهم.سنها مشرع العراق والعالم القديم حمورابي. وأوصى بحفظها والعمل بأحكامها وإلا..

{... وإذا لم يتدبر ذلك الشخص كلماتي التي كتبتها على مسلتي
وتجاهل لعناتي ولم يخشَ لعنات الآلهة
ومحا القوانين التي شرعتها
....
عسى أن تجعل الآلهة جيشه كومة من الجثث فوق السهل.} 1

لما وقد محوا كل قوانينك، وساقوا رعاياك إلى جحيم الاستغلال لم تنزل عليهم اللعنة ، ماذا تنتظر الآلهة لكي تنتقم.

الصورة الأولى: تحت السقوف

يسمون بيوتهم صرايف.والصريفة هي البيوت المتهالكة المتداعية. مع هذا يتقافز أطفال الفقراء في أرجائها. ليس فيها ابسط وسائل الحياة التي يعرفها العالم من ماء وكهرباء. وحماية من حر وبرد. مع هذا يتمتعون بصحبة بعضهم البعض وعندما ينهكهم التعب يعودوا ليفترشوا أرضها، ويغفوا. يركنون حقائبهم التي تشبه حيطانها في زواياها يعدون وظائفهم البيتية، ويتقاسمون مع ضوء الشمس الحلم الكبير بالغد. تتقافز أمام أيامهم الأماني كالأسماك الملونة، وتصبح صرايفهم مغارة تخبئ أسرارهم، وحكايا نجاح للكثير ممن صنعوا تاريخ العراق الفكري والثقافي والفني.

لم يتركوها لهم. ولم يتركونهم لها. هدوا صرائف التعساء والقوا بهم إلى قارعة الطريق. حيث تتلاقفهم الأيدي وتصفر بأذانهم بدل حكايات الصرائف الخافتة ريح مسمومة تسلبهم مدخرات براءاتهم وحقهم بالطفولة.

الصورة الثانية: على الأرصفة
{...عثر على مخلفات إنسان العصر الحجري القديم والتي حدد زمانها بين ثلاثمائة ألف سنة إلى ثمانين ألف سنة قبل الآن في صحراء الرطبة ومنطقة الرزازة .. الأخيضر غربي كربلاء ..أريدو في محافظة ذي قار. وحوض سد الفرات .. } 2

هاهم يهيمون على وجوههم في العراق الجديد . تزداد أعدادهم. كلما انتفخ كرش الشارع بالقتلى. بيوت أخليت من رجالها، وصغار ليس لها من يهتم بها ويرعاها. هذا صغير وجد له تحت احد الجسور مكانا يأوي إليه بالليل وفي النهار يجوب الأسواق بحثا عن جديد ليكسب قوت يومه. فتارة يحمل ما عليه حمله وأخرى يحمل هم الاستغلال الذي لا خيار له مادام هو الطريق لكي يأكل . وما زالوا على ارض الشرائع يصرخون بمكبرات الصوت بأنهم جاءوا بأفضلها، ويحتفلون بين الحين والأخر بالخلاص من الطاغوت مبتكرين مناسبات وهمية لا تمنح الناس إلا الوهم.


الصورة الثالثة: وداعا لمن ولدتني

{..وهكذا تحقق لإنسان بلاد الرافدين دخول مرحلة اقتصادية هامة في حياته التي باتت بفضلها حياته أكثر استقرارا وأمنا، وهي مرحلة إنتاج قوته بنفسه. ويرى الكثيرون إن تحقق ذلك كان على يدي المرأة بسبب فطنتها وانتباهها لما كان يجري حولها في الطبيعة ولاهتمامها بسد حاجات أطفالها إلى مصدر دائم وثابت للغذاء.} 3

فما الذي جرى لك يا سليلة الخلق والإبداع. لما تراخى دورك، وقصرت يدك وهي التي أدارت العالم وقتذاك ونهضت به من وحشية المغارة إلى أولى خطوات الحضارة والإنسانية . كيف هان عليك بيع صغيرك ، وكيف قايضتي ثمنه. من أين أتيت بكل هذه الجرأة لتبيعي فلذة كبدك وتتاجري بثمنه. هناك اليوم من تبيع أطفالها في تجارة لعينة تقوم بها عصابات بشعة تستبيح ثروة العراق الحقيقية، وتتاجر بمستقبله في ظل فساد مستشري في دوائره ومؤسساته التي تسهل مهمتها وتقبض الثمن. كيف يهون على أم بيع صغيرها الذي لم يتعدى عمره السنة وفي أفضل الأحوال بضع سنوات لمن يستخدمه تارة كقطع غيار بشري. وأخرى للانتهاكات الجنسية وثالثة لأغراض خفية بعيدة عن عين الرقيب. بما ترد الأم التي باعت طفلها وهو يقول بعينين حائرة وداعا يا من ولدتني لو انتظرت لعرفتي كم أحبك.
الصورة الرابعة: المزابل

{ وأثبتت بحوث اللغة السومرية إن الفضل يرجع إلى السومريين أصحاب حضارة العراق الأولى في وضع أسس الكثير من المعارف والعلوم والتربية والتعليم والتشكيلات الإدارية والسياسية المعمول بها حالياً. }4


قريبا منها على بعد خطوات ، وإذا ما أردت معرفة الحقيقة لصيقا بها سكنت أعداد مأهولة من العراقيين عوائل تقتاد على المزابل. في مناطق شهدت ثورات وثورات. ومدت بسط مضايفها للقادمين من كل مكان فلم تعرف طرقها جائعا إلا وأشبعته ، ولا تائها أو خائفا إلا وأمنته. تلتمع عيون سكانها للقادم فخرا في خدمة الضيف وإطعامه. صارت قدورها صدئة وبرد تنورها.فصارت لضيق الحال وقصر اليد تعتاش على المزابل، تخرج إليها في الصباحات الباكرة علها تنعم ببعض عطايا أصحاب النعم الذي اثروا بعد السقوط وكبرت مزابلهم. بدلا من الورقة والقلم . وكوب الحليب , وقطعة الحلوى يبحث الأطفال في المزابل عن قوت اليوم في عراق يتحدث عنه وفيه ومنه واليه على الأثير ، وفي المحافل سراقه وتجار دماء أبنائه ومنتهكي كرامته عن رخاء لا حدود له وحياة هانئة وكريمة لأبنائه الذين أنقذوا لتوهم من حكم مستبد. ويتباهون بانجازاتهم التي أوصلت البلاد إلى .. إلى المزابل يهرول إليها الأطفال كل صباح بدلا من الذهاب إلى المدارس وتعلم حرف جديد.



¹ العلامة الأثاري بهنام ابو الصوف: التاريخ من باطن الأرض، ص51.
² العلامة الأثاري بهنام ابو الصوف: التاريخ من باطن الأرض، ص 89
³ العلامة الأثاري بهنام ابو الصوف: التاريخ من باطن الأرض، ص 37
4 العلامة الأثاري بهنام ابو الصوف: التاريخ من باطن الأرض، ص 232



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور من المعركة المؤذن في فراش أمي
- صور من المعركة زوجة الدوق
- غابت صباح
- صور من المعركة العازفتان
- صور من المعركة مذكرات زوجة الريس
- صور من المعركة بين صفتي جدة
- صور من المعركة الما
- صور من المعركة. الخط الساخن
- صور من المعركة .. سيدتا اللوحة والحزن
- صور من المعركة رجالهن
- أكلي لما تشبعين
- ما طاب من عذب المزاج
- لا تترك جريدتك
- طائرات الريس بغداد قاهرة
- وظيفة بعنوان كلب
- كلنا بالموت سواسية
- ليلة رأس السنة
- المجد للحب
- بين رجل و أخر الفضائية قيد الإنشاء
- فضائية يسارية علمانية


المزيد.....




- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...
- “قدمي الآن” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل في ا ...
- شروط صرف منحة الزواج ومقدارها والمستندات المطلوبة من التأمين ...
- تطابق الحمض النووي.. شقيقان مراهقان يوجهان تهمًا بـ-الاعتداء ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صور من المعركة وضاع ابنك يا راعي