أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صور من المعركة زوجة الدوق















المزيد.....

صور من المعركة زوجة الدوق


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 18:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صور من المعركة ـ زوجة الدوق ـ

(( عندما كنا مواطنين بدرجة مرعوب كنا نعيش زمن الحرب. يعرضون لنا على شاشات التلفاز صورا لقتلى .كانت الصور صامتة . لا تقل لنا ولا نقل عنها شيئا كنا نحدق بها وهي تحمل عنوان صور من المعركة .. كانت معركة طويلة واحدة تدور في جبهات بعيدة.تحرقنا بشظاياها، وتخطف خيرة رجالنا... مضى زمانها وانتهت . كبرنا صرنا بدرجة مذهول ولم يعد التلفاز يعرض علينا صورا صامتة لقتلى فحسب بل صارت تصاحبها كل الوسائل المساعدة من صراخ وعويل وتصريحات تعددت جبهاتها لكن غايتها ظلت واحدة تريد حياتنا. لتلقي بجثث أيامنا على قارعة العبث كل يوم ))

لما عشق نزار قباني عراقية . نسى بحور الشعر متفرغا لبحر يصارع فيه قدره أوشك على الهلاك قبل وصوله لشاطئه. فكانت معشوقته أجمل النساء. وظنها أطول نخلة عراقية، كان محقاً بوصف حبيبته
بلقيسُ ...
كانت أجمل الملكات في تاريخ بابِِل
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراق
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ
هناك عراقية أخرى، وأخريات. لا يقلن عنها سموا ورفعه. وسكنُ كذلك قلوب شعراء مثل نزار، وتلاطموا مخيرين بين أمواجهن، فمنهم من هلك ومنهم من ينتظر .وهي واحدة منهن كانت خيار شاعر . شاعر إذ صح لك إطلاق لقب عليه سيكون الأقرب لوصفه الدوق. لما يتمتع به من نيافة في السلوك والمظهر ، والمكانة الأدبية المرموقة التي صنعها .

الصورة الأولى: الزوجين في الأيام الخوالي

يتبادلان الأحاديث والقبل. وينثران فوق طاولة الأيام الغزل ثم يقطفان أخر الموسم ما أقترفت أيديهم من صغار بحلاوة الهمس. فتغدو زوجة الدوق أما . ويصير الشاعر أبا. يتبادل مع ولده كلمات السر، ويعتدل في جلسته ويحصي في خزائنه كنوزه التي سيزهو بها ابنه من بعده لا ريب.


الصورة الثانية : الشاعر خارج البيت

يتنقل برشاقة بين الأماكن ، والمنتديات الفكرية والثقافية، والأدبية. يعتلي المنصات يتحدث عن الكثير من شعره، وعندما يسهب يتذكر أصدقائه، فيرفقهم في ذيل القائمة لا احد يعرف على وجه التحديد إذا ما كان يخشى غضبهم أم يجذب انتباههم. لكن مستمعيه لن يخطئوا اعتداده بنفسه في كل جلسة.
رغم مغادرة الكثير من الشعراء بغداد بأزمان متفرقة. بعضهم قاوم ،لكنه لم يملك إلا الرحيل فالقصيدة تختنق كلما مر عليها يوم حصار ودمار جديد. بوادر حرب تلوح بالأفق ترسم السماء ملامحها، لكنه فضل البقاء ظنا منه بان القوة بالبقاء ،وعجزا منه بحمل كل ما يثقل كاهله من ارث جمعه في خزائن بحثه وكتاباته المكتظة وخوفا عليها من السلب والتلف إذا ما فر بها خارج ارض الرافدين. ظل مقاوما لزمن أطول ومكابرا عل الغد يأتي ببارقة أمل
۞ ما زلتُ واقفاً وحدي أمام هذه الحقول العصيّة
لقد ذهبوا مبكرين وتركوني وحيداً
رغم أن لي عزلةً وبيتاً وزوجةً ومشاغل ومبالغات ومقهى ومنفى وأعمالاً وبستاناً
لكني أقفُ أمام المستحيل
وغالباً ما أبكي.

الصورة الرابعة: زوجة الدوق

رغم إن الحاكم لا يحب مزاحمته بمجد الأضواء لكن زوجة الدوق بأمان . فزوجها الشاعر ، لا يحرض على الحاكم ولا يقرب ممنوعاته تماما مثلما لا يستميله أو يتملق طالبا رضاه أو رضا ابنه. ظل بعيدا ينظم قصائد مفروطة العقد . لا حماسة ، لا أمجاد تحرض على الحروب. سعيدة بشطوطها وأنهارها .لا تقرب بحور الشعر المألوفة كي لا تستدرج الى منابرها فيضيع صوتها .
۞ حنّ لأن يكون نهراً له قدمان وكفّان وعينان لكنه تعثّرَ بين الصرائف وبيوت الطين ورآه الفقراءُ مثل قتيلٍ ، ابتكروا له شعلةً وجدائلَ من فحمٍ وقمّطوه.

ظل زوجها شاعر مشغولاَ بهم الشعر ، عارفا وعازفا عن سواه إلا أسرار حضارته لتديم تميزه

۞يدخل المقهى ويرى الشعراءَ الفاشلين ، يتابع امرأة ، يشتري كاميرا، يكتب جملةً شعرية في دفتر التلفونات، يتنفس بعمق غير أنه يحسّ أن رائحـةَ بغداد الخفيـة المدمّاة المقهورة تتسرب إلى رئتيه وجسدهِ.
الصورة الخامسة: بغداد تقصف
كم من المرات عانت عروس المدن ظلم الغزاة. وكم من المرات أوجعت خاصرتها


۞كيف أداوي جراحكِ
كيف ألثم يدكِ وأبوسها
ومن أين لي أدوات الخلاص لكي أرفعكِ مما أنتِ فيه
نحنُ الشعراء العزّل
نحنُ الضعفاء الذين لا نقوى إلاّ على الحب.
الصورة السادسة : بغداد الأسيرة

هاهي عروس المدن محتلة أسيرة. يرتع فيها الغزاة من كل الأنواع والأصناف. وأهلها يسبون سبيا لم يشهد له مثيل في التاريخ الحديث . يقتلون في وضح النهار. والطرقات تكتظ بجثثهم الملقاة بلا خجل في كل مكان. يتفنن القتلة في إرهابها وفي التمثيل بقتلاها. بغداد تبكي. والشاعر عاد ليكابر. يتلقفه آلف ظن وحلم.



۞أما بغداد فتأكلها نارٌ من الداخل
وأهلها يتساقطون واحداً بعد الآخر
روحُ بغداد سرٌّ عصيُّ على الشعراء الذين حولها
وخصبٌ خزينٌ للشعراء الذين فيها.

الصورة السابعة: الدوق وزوجته

كبر الشاعر ثلاثين سنة بين ليلة وضحاها، وغزاه الهم يجلس بجانب زوجته لا يوخز ضميره وجع مغامرة طائشة كي يستغفرها بالقبلات ، ولا قصيدة جديدة تواسيها في مصابها. لقد ذبحوا لتوهم ولدها. ما فرحت بحمايته من بطش الأمس، نالوه اليوم. هم يغتالون العصافير والبلابل. ويطاردون الظباء والأيائل. ويحرقون الحقول ليكسروا عين بغداد ويذلوا كبريائها.
۞سأرثي أمةً قتلتك وأخبرها أنها طُعنت جوهرها..
أمةٌ تتساقط في الطريقِ إلى الموت
أمةٌ تتيبسُ
أمةٌ تجبرنا على الرحيل


أخر صورة شوهدت للشاعر

لم يعلق قصائده على حبال الإهمال. لم يبعها في أسواق الحكام والأمراء والملوك العرب. أحال كنوزه وهو يشكر بأعماقه عباقرة التكنلوجيا إلى أقراص ممغنطة . بدت صغيرة ولا تثير الاهتمام لكن فيها قلب العالم ينبض. اقله قارب الى بلد بعيد هادئ . حيث يمضي أيامه بين ترتيب سطور أقراصه. ومناداة الراحلين والحاضرين ليعتلوا مسارح الأحداث ويدونوا معه حكاياته.مع هذا لم يتوقف عن مناجاة بغداده رغم المسافات هناك من يسمعه كل ليله يناغيها قائلاً..

۞وساسحب أنغامكِ معي ، ساجرُّ صفّاً من الملائكة في رحيلي وسأعـزفُ موسيقاك ثانيـةً في الخريف وفي المنفى سأحمل هذا الزمـان على طبق وأحملكِ أينما ذهبتُ في دمي.
۞ النصوص للشاعر والباحث والمؤلف والاديب العراقي اللامع خزعل الماجدي.



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غابت صباح
- صور من المعركة العازفتان
- صور من المعركة مذكرات زوجة الريس
- صور من المعركة بين صفتي جدة
- صور من المعركة الما
- صور من المعركة. الخط الساخن
- صور من المعركة .. سيدتا اللوحة والحزن
- صور من المعركة رجالهن
- أكلي لما تشبعين
- ما طاب من عذب المزاج
- لا تترك جريدتك
- طائرات الريس بغداد قاهرة
- وظيفة بعنوان كلب
- كلنا بالموت سواسية
- ليلة رأس السنة
- المجد للحب
- بين رجل و أخر الفضائية قيد الإنشاء
- فضائية يسارية علمانية
- جعفر صديق اوباما
- شوية عليه وشويه عليك


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صور من المعركة زوجة الدوق