أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صور من المعركة رجالهن














المزيد.....

صور من المعركة رجالهن


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 14:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صور من المعركة

أين رجالهن؟

(( عندما كنا مواطنين على درجة مرعوب كنا نعيش زمن الحرب. يعرضون لنا على شاشات التلفاز صورا لقتلى .كانت الصور صامتة . لا تقل لنا ولا نقل عنها شيئا كنا نحدق بها وهي تحمل عنوان صور من المعركة .. كانت معركة طويلة واحدة تدور في جبهات بعيدة.تحرقنا بشظاياها، وتخطف خيرة رجالنا... مضى زمانها وانتهت . كبرنا صرنا على درجة مذهول ولم يعد التلفاز يعرض علينا صورا صامتة لقتلى فحسب بل صارت تصاحبها كل الوسائل المساعدة من صراخ وعويل وتصريحات تعددت جبهاتها لكن غايتها ظلت واحدة تريد حياتنا. لتلقي بجثث أيامنا على قارعة العبث كل يوم ))


أتين مثل العشرات من النسوة من مكان ما من بغداد
ربما في الكرخ أو في الرصافة لتشكل صورا لحال عاصمة غادرتها البهجة والأمان منذ زمن بعيد، وعلت فيها أصوات الأشباح ورسل الموت

كل الصور التي تعرضها الشاشات تتقاسمها ملامح مشتركة. الجزع .. الحزن .. رغبة جامحة للحياة .

في ساحة التحرير

الصورة الأولى .. عجوز منهكة ،تسمرت نظراتها على محدثها تماما مثلما عباءتها على رأسها تسرد بصوت جفت مرارته
كان لي ثلاثة أولاد وراحت تعد على أصابعها كمن يعد أشجار حديقته التي اقتلعت غدرا..واحد قتله مغاوير الداخلية في ساحة النسور. .. وتابعت تعدد قتلاها ، الصورة طغى عليها وجهها رغم ما يحيط به من عشرات المتظاهرين. تتساءل أين دموعها ربما شربتها النكبات تباعا وشحت مثل فرصها بالحياة. ليس لها في هذا العالم سوى هذه الشكوى التي تبذر بها السخط والحزن والتحدي بنفوس الباقين من هذا البلد الذي ينحر كل يوم كي يبقى أما هي فلا معين ولا سلوى لها ولا غد سوى كلمات تتقاسمها مع عجوزها الثمانيني كما قالت

يتراءى لك شبح في سوداوية المشهد . يصرخ ويلتهم سكينتك وخدرك .. احنه أخذناها وفلا ننطيها

الصورة الثانية
إن صعب عليك تقدير عمرها فلن يصعب عليك الأسى لحالها ولبساطتها. تحمل صورة ابنها وتصيح كأن عدسة الكاميرا باب سماء فتح لها .. أريد ابني رأيته على شاشة التلفاز عندما عرضوا صورا للسجون السرية. قولوا للمالكي أريد ابني أخذوه مني ليس لي سواه يكد ويكدح على تسعة أفراد . ليس لنا معين من بعده أريده من المالكي امشي عليه العباس .. امشي عليه الله. أريد ابني واختنقت بالحسرة والدموع وغرقت منها الكلمات.. لكن الأشباح لم تختفي من خلفية المشهد الكئيب ظلت تلاحقه بينما راح صراخها يزداد حدة
احنه أخذناها وفلا ننطيها


الصورة الثالثة.. سيدة في أواخر الثلاثينات تمتد قامتها بشموخ لا يعرف سره إلا الأرض التي جبلتها. صاحت متهكمة : المالكي لا يعرف بالسجون السرية .. يعرف فقط الأشراف عليها.. ارتجفت الأرض حتى لتظن للحظة بان الأشباح انهزمت لكنها ظلت تصيح وبإصرار مخيف.. احنه أخذناها وفلا ننطيها.
تعبت العين .. طأطأت تريد البحث عن مخرج من الجو المأساوي القاهر .ومشاهد الفواجع الذي لا تنتهي حلقات مسلسله. لكن البال ظل مشغولا بالأشباح والصارخين على عرض شاشات الأرض..
احنه أخذناها وفلا ننطيها..

ترى ممن أخذوها ولمن لا يريدون إعطائها. سؤال قد يلحق بسؤال الهامة المديدة لعراقية تهكمت سائلة عن السجون السرية والعلنية أكثر منها بكثير.



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكلي لما تشبعين
- ما طاب من عذب المزاج
- لا تترك جريدتك
- طائرات الريس بغداد قاهرة
- وظيفة بعنوان كلب
- كلنا بالموت سواسية
- ليلة رأس السنة
- المجد للحب
- بين رجل و أخر الفضائية قيد الإنشاء
- فضائية يسارية علمانية
- جعفر صديق اوباما
- شوية عليه وشويه عليك
- رضعوا وما خلوه يرضع
- خسارة الفوز
- صناعة الروائع
- قراءة في فكر القراء الخصب
- مخلفات حرب
- مرارة العسل الهندي
- همس
- النساء أنواع


المزيد.....




- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - صور من المعركة رجالهن