أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وفا ربايعة - إطارٌ أخيرٌ .. ولا صُوَر ..!














المزيد.....

إطارٌ أخيرٌ .. ولا صُوَر ..!


وفا ربايعة

الحوار المتمدن-العدد: 3408 - 2011 / 6 / 26 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


للنهار - عندما يبدأُ ضوءهُ من العدَم - وأنا أُواصِلُ المرضَ إلى المالانهاية - أُرجيءُ حُلمي - إلى زاويةٍ وحيدة - استنزَفتني حتى الرمقِ الأخيرِ من الحياة - وها أنا الآن - روحانيّةَ الجسدِ والتفكير - ومُتلاشيةَ الملامحِ والمشاعر - أقبعُ على سريري - أُمارِسُ الموتَ الفراغيَّ في الغرفة - أذكُرُ بداياتي عندما تعالَت أصواتُ العصافيرِ - قُربَ النافذة - ولكنني بالأمس - صُدفةً - وجدتُ جُثثها هامدةَ الروح - ملايينٌ من الذكرياتِ التي اختبأت - داخِلَ هذهِ الغُرفة - ولكنَّها على الأغلب - ذكرياتٌ من النوعِ القاتِل - حيثُ أنني خبّأتُ فلسطينَ في دُرجِ خزانتي - واحتفظتُ بالجوريّةِ الأولى - في " لافتات " أحمد مطر - وركنتُ آخرَ صورةٍ بقيَت بحوزتي - في المنفضة - تحترقُ معَ ما يُحرقُ من ذاتي في كُلِّ مرّة - وحتّى ملاءةُ السريرِ لم تسلَم - من أولى محاولاتي الكتابيّة - عندما كُنتُ صغيرةَ الشعور - لكنني - الآن - أفرغتُ أدراجَ قلبي من كلِّ شيءٍ - عدا ملامِحِ وجهي ..!



لم أكسَب - في كُلِّ مرّةٍ - سوى الخسارة - جُزئيّاً وكُليّاً - عندما أبعدتُ الأحجارَ عن رُقعتي - وارتضيتُ بالهزيمةِ والانكسارِ - قصّةً تِلوَ القِصّة - وعندما تنتهي اللُعبة - أموتُ كأيِّ جُنديٍّ قاتَلَ بغباءٍ حتّى النهاية - وعندما أُمارِسُ التأمُّلَّ في سنيِّ عُمري المُتناثرةِ - على سماءِ الغرفة - أُدرِكُ أنني قد وهبتُ - الكثيرَ للهباء - وأنَّني لم أجنِ سوى - أمراضاً كثيرة - وأوهاماً تُبقيني مُعلَّقةً - حتّى السُعالِ الأخيرِ من الليّل المنطفيءِ على شفَّةِ الصباح - وأنا لا أملِكُ من الوقتِ - ما يبعثُ في بقايايَ - أملاً - بأنني ما زلتُ صغيرةَ السنّ - ولستُ عجوزاً - تصارِعُ الموتَ في آخرِ أيامِها على سريرِ الوحدةِ - وقد عادَت من رِحلَتِها المريرةِ مع الحياة - بِخُفيِّ الخيبة - أتناولُني الآنَ سيجارةً سيجارة - وأشرعُ في المحاولةِ - لانقاذِ ما بقيَ مني - علَّني أظفرُ بموتيَّ الأوَّلِ - الذي تمرَّدتُ عليهِ - عن غيرِ قصدٍ - عندما رأيتُ سراباً يلوحُ في فضاءِ غُرفتي الضيّقة - بأنهُ ما زالَ هُنالكَ - على هذهِ الأرض .. ما يستحِقُّ الحياة ..!



أيامٌ قليلةٌ -قد مرّت وأنا مُغيَّبةٌ عنّي - كانتْ الطرفَ الأخيرَ في حبكةِ القصّةِ - والتي سأترُكها مُعلّقةً - إلى أن أشاء - ليسَ ظُلماً - وإنما انتقاماً من قدَرٍ - ضاعَ في طفولتي وضيَّعني - أنظرُ إلى الإطارِ المُعلَّقِ على الجدار - الذي كانَ وما يزالُ فارِغاً - وأُحاوِلُ رسمَ الصورةِ الأمثل - لما سوفَ يكونُ في هذا الإطار - وعندما وجدتُ الإجابةَ عن هذه الأفكارِ - المتضاربة - والمتسارِعة - ابتسمتُ - ولأوَّلٍ مرّة -أطفأتُ آخرَ لُفافةٍ في حياتي - وإلى الأبد ..!





#وفا_ربايعة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولةُ انتحار رقم (1) ..
- سالعَنُ حيفا ..!!
- لا تعتذر ابداً للعابرين !!
- أنا .. وأنتَ .. وحنّا السكران !
- أعِدْ لقيثارتي لحنَ السلام !!
- أحكي لغيمِكَ : عُدّ .... وأنتَ لا تأتي !!!!
- بوحٌ قاصر !!!
- قبلةٌ لعينينِ من ما !!!
- غواية !!!!
- سقطَ القِناع .. عن القناع نصٌّ مُعتَرض - ليسَ للحذف -
- ذاكرةُ الماءِ المنسيّة ...
- بعضٌ من بقاياه !!
- هاربةً من نسيان .
- سنةٌ واحدةٌ كافِية !!
- جدارٌ و وطنُ على ظهرِ الغيمْ !!
- احتمالاتُ صُوَر


المزيد.....




- ريتا حايك تفند -مزاعم- مخرج مسرحية -فينوس- بعد جدل استبدالها ...
- الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية بالجزائر.. آفاق واعدة ...
- احتفاء بالثقافة العربية و-تضامن مع الشعب الفلسطيني-... انطلا ...
- طلبة -التوجيهي- يؤدون امتحانات -الرياضيات- 2- و-الثقافة العل ...
- هنا رابط مباشر نتائج السادس الإعدادي 2025 الدور الأول العلمي ...
- سوريا الحاضرة من نوتردام إلى اللوفر
- كيف استخدم ملوك مصر القديمة الفن -أداة حكم- سياسية ودينية؟
- موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. استعلم عن نتيجتك
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- “متوفر هنا” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وفا ربايعة - إطارٌ أخيرٌ .. ولا صُوَر ..!