استطلاع رأي

فتحي سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقوم شباب حزب الجبهة الديمقراطية بمدينة الإسكندرية بعديد من الأنشطة الجماهيرية خلال الشهور الأخيرة، فمن اللقاءات الجماهيرية في أماكن وأحياء عديدة من المدينة لرفع الوعي السياسي، إلى ورش العمل والندوات، واستمرار الوقفات والمسيرات الاحتجاجية المطالبة باستكمال مطالب الثورة، وغيرها من الأنشطة الفعالة، ولكن يبقى أن أهم الأنشطة الحديثة التي أخذت تنتشر أخيرا هى استطلاعات الرأي التي تقيس مستوى الوعي السياسي في هذه المرحلة المبكرة من عمر ثورة 25 يناير، وهذا نشاط جيد يعبر عن تغير في كيفية التعرف على رغبات ومطالب الجماهير بشكل علمي، كما أنه يعبر بشكل واضح عن مقدار وعي الفئات الاجتماعية بعدد من القضايا التي نواجهها في هذه المرحلة، وقد وقع في يدي عدد من استمارات استطلاع للرأي يحتوي على 9 أسئلة هامة يمكن أن نستخلص منها بعض الدلالات والمؤشرات عن طبيعة المرحلة ومدي اهتمامات المواطنين وفيما يلي تحليل أولي لهذه الأسئلة :-
• يتضح من الإجابة على السؤال الأول أن الأمن يستحوذ على اهتمام جماهير الشعب المصري في هذه المرحلة الحرجة فقد حصل الأمن على نسبة 59% باعتباره من اخطر المشاكل التي تواجه مصر حاليا، وحصل الاقتصاد على نسبة 25% باعتباره من أخطر المشاكل الحالية، ولم تحصل الفتنة إلا على اهتمام 16% باعتبارها خطر يهدد الوضع الحالي وربما يعود ذلك لاعتقاد المصريين بان الفتنة الطائفية كانت وما تزال صنيعة أجنبية وبعض الفئات المضللة، وأنها ليست سمة من سمات الشعب المصري بأغلب طوائفه .
• وجاءت الإجابة على السؤال الثاني معبرة عن حقيقة ما يقدره الشعب المصري لحكومة د. عصام شرف التي لم تقدم بعد مرور حوالي 100 يوم على توليها الحكم حلول ناجعة لعديد من المشاكل وعكست الإجابة ضعف الأداء بنسبة 38% وأنه مجرد أداء متوسط بنسبة 46% ولم يصوت سوى 16% على اعتبار أداء هذه الحكومة جيد، وهذا مؤشر يشير إلى تردي العلاقة بين الشعب وهذه الحكومة .
• وكان السؤال الثالث تأكيد لما جاء في السؤال الأول فلقد صوت 68% من العينة العشوائية بأن الأداء الأمن في هذه المرحلة ما يزال ضعيفا، وأضاف 26% أن الأداء الأمني متوسط ، ولم يصوت سوى 6% بأن الأداء جيد، وهذا يؤكد أن شاغل الأمن هو ما يعكر صفو المصريين خلال هذه الفترة .
• ورغم أن غالية العينة العشوائية اعتبرت ان الاقتصاد يأتي في المرتبة الثانية من حيث خطورته إلا أن 78% وهي نسبة عالية وجدت أن الأداء الاقتصادي ما يزال ضعيفا، كما أن 13.5 % اعتبرت أن الأداء الاقتصادي متوسط، ولم يسعر بتحسن الأداء الاقتصادي سوى 8.5% وهي نسبة قليلة توضح أن غالبية المصريين يشعرون بتدني مستوى الأداء الاقتصادي .
• واتساقا مع نفس المشاعر حيال خطورة الأمن وتدني مستوى الأداء الاقتصادي فأن نسبة أكبر من المواطنون تتخوف من أجراء الانتخابات في مثل هذه الظروف، فق صوت 53% بصعوبة أجراء الانتخابات البرلمانية مقابل 47% يرون إمكانية أجرائها في هذه الظروف .
• وجاءت نسبة تفضيل نظام الحكم اقرب إلى التعادل فنسبة من يري تفضيل نظام الحكم الرئاسي كانت 32% وكانت نسبة تفضيل نظام الحكم البرلماني 31% وهي نسب قريبة جدا ربما تعكس عدم معرفة مميزات وعيوب كلا النظامين، ولم تزيد نسبة من يفضلون النظام المختلط أي الرئاسي البرلماني عن 37% وهذا يدل على أن المصريين لم يحسموا بشكل واضح أي النظم تصلح للحكم خلال هذه الفترة .
• وجاءت الإجابة عن مستوى الأداء الإعلامي تؤكد أيضا ما يعانيه المجتمع من اختلال فقد صوت 50% من العينة بأن الأداء الإعلامي غير فعال، إضافة إلى أن نسبة 34% يرون ان الإعلام ما يزال على نفس وتيرته ولم يتغير بعد الثورة وهو مستمر في تزيف الوعي ولا يعكس حقائق الأمور، وبهذا فأن نسبة من يرون أن أداء الإعلام أصبح فعالا لا تزيد عن 16% .
• واعتبر غالبية العينة العشوائية أن مشروع ممر التنمية والتعمير الذي طرحة الدكتور فاروق الباز يمكن أن يكون مشروعا قوميا تلتف حوله الجماهير ربما لما حظي به من تغطية إعلامية أو تعبيرا عن وعي الغالبية بأن هذا المشروع سوف يساهم في حل عديد من مشاكلنا المزمنة خاصة مشكلة التكدس السكاني ومشكلات تدهور الأرض الزراعية، البطالة، وتردي الخدمات العامة في المناطق التي تعاني من تزايد الكثافة السكانية لذا حظي هذا المشروع بموافقة 73% باعتباره المشروع القومي الأول ، ولم يحظي مشروع د. ممدوح حمزة ألا بموافقة 22% وفضل 9% مشروعات أخري غير محددة .
• وكان أهم سؤال في هذا الاستطلاع هو السؤال الأخير الذي عكس حقيقية الوعي السياسي بشكل واضح فرغم امتلاء الساحة السياسية بضجيج حول تشكيل عدد كبير من الأحزاب إلا أن 25% من العينة هي التي ترغب في الانتماء السياسي بالدخول في الأحزاب، وربما يعتقد البعض أنها نسبة ضعيفة ولكنني أرى أنها نسبة كبيرة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل الثورة، ولكن يبقى أن غالبية الجماهير المصرية والتي وصلت في العينة إلى 75% لم تقتنع بعد بأهمية الانخراط في الأحزاب السياسية .
• يمكن بعد أن يتوفر عدد أكبر من الاستمارات أجراء تصنيف للفئات العمرية،والمهنية، ومستويات التعليم، للتعرف على مستوى كل فئة بشكل واضح ومدي تباين مستويات الوعي والاهتمامات بين هذه الفئات، وهذا أمر يحتاج لوقت وجهد كبير أتمني أن يتاح لي وأن أعمل فيه من خلال فريق عمل، فمثل هذه الاستطلاعات سيكون لها دور كبير في الانتقال بالعمل المدني بصفة عامة والعمل الحزبي بصفة خاصة من مرحلة التعرف الاستبطاني الشخصي على المشاكل والاهتمامات إلى مرحلة علمية راقية في التعرف على متطلبات واحتياجات واهتمامات الجماهير المصرية وبالتالي الالتحام الحقيقي بالمشاكل الواقعية التي تعاني منها الجماهير توطئة لتلبيتها بشكل سليم .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل