|
رحلتي الى سان ديكو(5)
ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 3406 - 2011 / 6 / 24 - 17:12
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
رحلتي الى سان ديكو(5) في تمام التاسعة صباحا من يوم الاربعاء المصادف 30 - 03 - 2011 ، توجهنا الى كنيسة مار بطرس للكلدان والآثوريين ، لحضور القداس المخصص تحديدا ، لأنبثاق المؤتمر التاريخي الكلداني العام الاول ، المقام تحت شعار (النهضة الكلدانية) ، حصل على بركة الرب يسوع المسيح ، من خلال بركة رجال الدين الأفاضل بحضور السادة المطارنة الاجلاء ، سرهد يوسف جمو ، وباوي صورو الجزيلي الأحترام والتقدير ، وجهودهما الحثيثة ومباركتهما المقدسة للمؤتمر وللمؤتمرين ، والى جانبهما القساوسة الأفاضل ، ليباركهم الرب جميعا للذبيحة الالهية المقامة ، وبحضور جمهور كبير ، من ابناء الكلدان المغتربين في سان ديكو ، من مختلف مناطق شعبنا في ارض الآباء والأجداد من العراق الخالد ، ومن ابناء الكلدان من ارض الوطن ومختلف دول العالم. الحقيقة كانت الكنيسة مكتضة بالحضور ، حتى من أبعد نقطة من مدينة الكلهون وسان ديكو ، كانت التفاتة كبيرة من لدن شعبنا الكلداني العفيف ، وتعاطفه وتقبله العالي لأنعقاد المؤتمر، في المدينة وخارجها ، كونه حدثا فريدا ومميزا تاريخيا ، وبدورنا نحن المؤتمرون نقدر عاليا ، حضور جمهورنا الكلداني والأثوري لهذا الحدث المميز ، كما حضيّ بأهتمام العالم أجمع ، ومن امريكا بالذات بحضور مندوب من وزارة الخارجية الأمريكية ، وبدرجة وكيل وزير الخارجية لشؤون الأقليات السيد مايكل ، ومندوب السفير الامريكي في العراق بدرجة سفير ، مختص بشؤون الاقليات القومية والأثنية في العراق ، بالاضافة الى مندوب الحكومة المحلية في ولاية كالفورنيا ، بعد انتهاء القداس الأحتفالي ، توجهنا الى قاعة المؤتمرالمخصصة لانعقاده ، كان الحضور مقيّما فاق التصور ، والاهتمام بالمؤتمر كان مقيّما ومعبّرا ، لواقع مرارة ومعاناة وآلام وأضطهاد وتشريد وتغييب وقتل وتنكيل ، شعبنا الكلدني والمسيحي خاصة والعراقي عموما. المؤتمر: أبتدأ المؤتمرفي تمام الساعة الحادية عشر صباحا ، بعد الانتهاء من القداس مباشرة ، ليبدأ عريف الحفل المكلف ، بنبرات صوتية مؤثرة لأفتتاح المؤتمر ، وليتقدم المطرن سرهد جمو بألقاء كلمته المؤثرة باللغة الأنكليزية ، شاملا معاناة شعبنا الكلداني والمسيحي وبقية المكونات العراقية ، وبعدها كلمة الأخ نوري بركة ، عن منظمات المجتمع المدني لشعبنا في سان ديكو ، والزميل الشماس سام كمو من أستراليا ، جميعها باللغة الانكليزية ، ومن بعدها جاء دور الزميل أبلحد أفرام ، والقى كلمته المؤثرة باللغة العربية شاملا الوضع العراقي ومستجداته وتأثيراته على الحلقات الضعيفة ، لابناء شعبنا الكلداني والمسيحي ، طالبا دعمه ومساندته من الوحوش الأرهابية والميليشيات المختلفة ، ونوايا شريرة تفتك بشعبنا المسالم ، هدفهم الغاء وجوده على ارضه التاريخية ، ومحو هذا الشعب من الوجود في ارضه الأصيلة (بلاد ما بين النهرين). بعد ذلك كانت كلمتين للمندوبين الأمريكان ، مستوعبين كل حيثيات الوضع ، ومقدرين الامور والمعاناة لشعبنا ووجودنا التاريخي ، مع الأجابة على أسئلة الحضور للمؤتمر وباللغة الأنكليزية ، حيث كانت الاسئلة مستلمة من السائلين ، على اوراق وزعت للحضور لتدوين أسئلتهم ، وللاسف كان السيد مايكل وكيل وزارة الخارجية ، يجيد اللغة العربية بشكل جيد ، لكنه لم يتكلم بها ولم ينبهه أحد ، وهي تعتبر سلبية نقولها بواقع الحدث ، وعلينا الأعتراف بها وتجاوزها مستقبلا ، والسبب ان الكثيرين من أبناء شعبنا الحاضرين ، لا يجيدون اللغة الأنكليزية بشكل جيد ، مما جعل الكثيرون منهم ، يتسربون من قاعة المؤتمر تدريجيا ، ولم يبقى سوى مندوبي المؤتمر داخل سان ديكو ، والقادمون من مختلف بلدان العالم ، ورجال الدين الافاضل ومن يجيدون الانكليزية ويستوعبون مفرداتها ، وبعد انتهاء اعمال الجلسة العامة والمفتوحة للجميع ، كان لنا وجبة غداء في مطعم قاعة المؤتمر ، وبعدها تم مواصلة اعمال المؤتمر ، حسب البرنامج المعد سلفا ، بحضور المندوبين من العالم أجمع ، ومن اعضاء الجمعيات والنوادي (منظمات المجتمع المدني) المتواجدة في سان ديكو ، ليتواجد سيادة المطران الجليل سرهد والقس الراهب نوئيل ، لافتتاح الجلسة الأولى المغلقة للمؤتمر ، فبارك المطران جهود الحاضرون ، ودورهم المستقبلي المطلوب في بناء الذات الكلدانية ، بكلمته المؤثرة في الحضور ، لصيانة الأمانة الملقاة على عاتق الجميع ، والحوار الجاد للوصول الى نتائج تخدم شعبنا وقضيتنا الكلدانية ، والسير بالعمل المطلوب لرسالة المؤتمر تجاه شعبه ، وعملكم محصور بكم ومن أختصاصكم ، ولا دخل لرجال الكنيسة بالواجب العلماني المدني ، وقال (أنتم تعرفون واجباتكم ونحن نبارككم فقط). كلمته اثلجت الصدور وعززت الأفكار وزادت المعنويات ، وهي من أيجابيات ومواقف مشخصة لابد من ذكرها ، وكما قلت للقاريء الكريم وللمتتبع ، ان نقول الحقيقة كاملة بلا زيادة ولا نقصان ، وحسب ما تسع الذاكرة المليئة بالهموم والمتاعب وووو الخ ، عذرا أذا أغفلنا معلومة ما !، بسبب النسيان الغير المتعمد ، آملينا لأنفسنا بهذا العمل الشاق ، الذي ولجنا به طواعية ، من اجل الكلمة الحرة لشعبنا ، وأعلاء وجوده وثبوته وديمومته ، نتمنى ان لا تخوننا الذاكرة وتسعفنا بما نحن قادمون من أجله ، وعذرا ان لم نكن قد أوفينا بما نحن بصدده. الدرس المطلوب: نعتذر من اصحاب الرأي الشمولي المتعصب المنحاز ، الى الفكرة الواحدة الجامدة ، التي لا تؤمن بالنقد البناء ، والسبب معايشتنا مع واقع قومي عروبي تسلطي قمعي أستبدادي تسلطي ، لعقود مليئة بثقافة العنف والقبول بها عنفا وأكراها ، ترهيبا وترغيبا ، لا تقبل بالحق ولا يروق لها قول الحقيقة ، سارت على نهج الغاء الجميع ، ومحاولة التميع في بودة العروبة بأيديولوجية شوفينية عنصرية ، لا تؤمن باية قومية أخرى عداها ، وهذا معلوم وواضح لأصحاب الضمائر الحية والمباديء الوطنية ، التي تعترف بكل القوميات صغيرها قبل كبيرها ، ولا طريق لانهاء معناة شعبنا العراقي عموما ، بجميع قومياته المتآخية ، ألاّ في بناء الديمقراطية وأقامة النظام الفدرالي التقدمي الموحد ، وهو الطريق الوحيد والأمين ، لنهاية مشاكلنا القومية وحقوقنا المصانة المطلوبة ، التي تخدم قضيانا القومية والانسانية والوطنية ، وهذا أجتهادنا الخاص الذي نؤمن به ونعمل من أجله ، ونقول ان التعصب القومي المقيت والمدان ، ليس بأمكانه خدمة نفسه ، فكيف يتمكن الفكر القومي الاصولي الشمولي المتعصب ، من خدمة الشعب الذي يكون بعيدا عنه قولا وفعلا وعملا ، كما ليس بامكانه ان يتقبل الفكر الآخر المخالف ، حتى وان جائت تلك الافكار من مناصري قضيته القومية العادلة ، تجارب العالم القومية المتعصبة والاصولية ، المسيسة والمؤدلجة بخطها العنصري ، من الهتلرية الفاشية والماسولونية المتعجرفة والناصرية والحافظية والبعثية الصدامية وهلم جرا ، اثبتت فشلها كاملة ولهذا نتمنى لأصحاب الفكر القومي المتعصب الجامد عدم الانغلاق للآخر ، وفتح الابواب أمام الجميع للقبول بالرأي والرأي الآخر ، والأستفادة من الراي المخالف لآرائهم ، مع تقبل النقد بترحاب الصدر والابتسامة الدائمة على وجوههم ، احتراما للراي الخالف لرأيهم ومناقشته ، والاستفادة منه لعله ينصب في خدمة قضايانا العادلة ، وعدم أثارة الحساسية الزائدة ، تجاه من هم مع قضيتنا القومية أنسانيا ووطنيا ، مناصرون لدودون من أجل الحق ، أحقاقا للحقوق المظلومة والمنتهكة من قبل الظلام ، انسمع ونقرأ آراء وأفكار الأعداء المتربصين بنا وبقضيتنا ، ولا يدخل الخوف الى داخلنا ، طالما نحن مع الحق ومع حقوق شعبنا المضطهدة والمغيبة ، ونعمل من اجله طواعية بنكران الذات ، لا نستخفي ونقلل من آراء الآخرين ، بما فيه نقدهم اللاذع والغير المقبول ولا يتفق مع آرائنا ، والمهم ان نستوعب كيف نعمل من اجل شعبنا وقضيته العادلة؟ ، وكيف نتحرك لسد الثغرات ونردمها ونبني عليها بالعمل الجاد والفعل المؤثر المثمر المنتج؟ بهذا نكون قد ارصدنا وقفلنا الابواب بوجه الأعداء المتربصين ، بعملنا لخدمة قضية شعبنا ووطننا وأنسانيتنا ، ونحترم آراء الأصدقاء والمؤيدين والمآزرين والمدافعين والمناضلين ، نحترم آراء ابنائنا وأمهاتنا ونسائنا وحتى الرضيع ، مهما كانت خشنة ولا تلائم فكرنا ، من اجل قضايانا العادلة والمنصفة ، بعيدا عن التخوين والتجريح والأنتقاص من الجميع ، مهما كان هدفهم ونواياهم ، ولا نخاف من الاخطاء حتى وان نشرت على الحبال ، علينا ان نجفف ملابسنا بأيدينا ، ولا نتركها مبللة تنخر بها العفونة ، فتتغير اصباغها وألوانها لتصبح قوس قزح ، وبالتالي لابد من تلفها ، أختلافنا وحتى صراعنا يجب ان يفهم بأنه لخدمة قضيتنا الأساسية ، قضية شعب مدمر ومغيب ومغترب ومهمش ومضطهد ، يعتبر الآن من الدرجة الدنيا داخل العراق وخارجه ، ولهذا علينا ان نصل لمستوى المسؤولية الأخلاقية والأدبية والتاريخية ، تجاه شعبنا وقضاياه القومية والوطنية والأنسانية. الحكمة تقول:(الساكت عن الحق ، شيطان أخرس) حكمتي تقول:(من لا يتمكن الدافع عن حقوق القريبين، ليس بأمكانه الدفاع عن حقوق البعيدين) (يتبع)
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رحلتي الى سان ديكو(4)
-
المالكي وعلاوي فقدا صوابهما حبا بالسلطة والمال!!
-
رحلتي الى سان دياكو(3)
-
كلنا معك يا هناء أدور
-
رحلتي الى سان تياكو(2)
-
فعلا.. لا حزب شيوعي عراقي داخل البرلمان
-
رحلتي الى سان تياكو(1)
-
المستجدات والحلول الموضوعية وآفاق المستقبل
-
المؤتمر الكلداني الآول بين الطموح والواقع (3-الاخيرة)
-
المؤتمر الكلداني الآول بين الطموح والواقع (2)
-
المؤتمر الكلداني الآول بين الطموح والواقع (1)
-
لا يا اخ أوراها سياوش ما هكذا تقاس الامور!!
-
مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ(2) الاخيرة
-
المؤتمر الكلداني الاول مزايا وآفاق
-
مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ(2)
-
زاد الوطنيون الشيوعيون فخرا ، أنتهاك حكومة المالكي للقوانين
...
-
نصيحتي الانسانية لأبو أسراء(المالكي)..الرحال هو الأفضل!!(2-2
...
-
نصيحتي الانسانية لأبو أسراء(المالكي)..الرحال هو الأفضل!!(1-2
...
-
انتصرت ارادة الشعب على الأداء الحكومي المتخلف!!
-
مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا) شهادة للتاريخ (1)
المزيد.....
-
مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع
...
-
جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
-
وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
-
رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر
...
-
لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ
...
-
فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
-
أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
-
محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد
...
-
زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على
...
-
عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف
...
المزيد.....
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
-
هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|