أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ناصر عجمايا - مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ(2) الاخيرة















المزيد.....

مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ(2) الاخيرة


ناصر عجمايا

الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 10:56
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ (3) الاخيرة
[email protected]
ناصر عجمايا -ملبورن - أستراليا
التقينا مع المناضل الشيوعي الرفيق حبيب هرمز ميخا , بمناسبة أنقلاب شباط الأسود ، كان لنا الحصيلة التالية:
س: اين كنت معتقلا وكيف تمت محامتك؟
ج:كما ذكرت لكم سابقا ، تم اعتقالي من امام داري في بغداد ، وبعد طمأنت الجلاوزة بانني شيوعي ، تم نقلي الى معتقل الرمادي ، عانيت فيه كغيري من المعتقلين ، بانتظار المحاكمة الصورية المعلومة النتائج ، لكل من لم يقدم البراءة للحرس القومي المجرم ، دام اعتقالي بحدود سنة ونصف ، ومن ثم تم ارسالي الى المحكمة العسكرية الخاصة في الحبانية ، حكمت حكمها المقرر سلفا وفق المادة 131 من قانون العقوبات العسكري ، التي اصدرها عبد الكريم قاسم.
س: ماهي المدة التي اصدرت المحكمة حكمها عليك وفق المادة 131 ؟
ج:حكمت المحكمة حكمها بخمسة سنوات كاملة ، وكما تعلمون بان شهر السجن هو 28 يوم وليس 30 يوما وعليه فالمدة اقل من خمسة سنوات.
س: بعد الحكم اين قضيتها وهل بقيت في معتقل الرمادي؟
ج:بالتاكيد بعد محاكمتي الصورية ، تم نقلي الى سجن نكرة السلمان السيء الصيت في صحراء السماوة القاحلة ، بالقرب من الحدود السعودية ، وبقيت فيه سنة كاملة ، ومن ثم تم نقلي الى سجن الحلة ، الذي مكثت به سنة وثلاثة اشهر ، وبعدها تم نقلي الى سجن بغداد ، والذي دام سجني فيه قرابة اكثر من سنة ، ومنها تم تحويلي الى الموصل ومن ثم الى كركوك ، حيث وحدتي هناك واطلق سراحي يوم 22-10-1966 بقرار من عبد الرحمن عارف ، لانهاء المدة المتبقية من السجن والباقية اربعة اشهر.
س:ماهي معلومات عن سجن النكرة ؟ وكيف كان التعامل معكم؟
ج:كان السجن يدار من قبل السجناء انفسهم ، انتخبنا لجنة تدير الامور كافة ، حيث توزع الادوار والاعمال على السجناء ، من حيث الطبخ واستلام الارزاق والتنظيف ، وحلاقة الراس والطبابة والمكتبة ، لاستعارة الكتب فيما بين السجناء ، والقاء المحاضرات ، وفتح صفوف للدراسة وتعليم القراءة والكتابة وتقويتها ، والتعامل فيما بين السجناء انفسهم متضامنين ، بمودة واحترام.
س: كم وصل عددكم في نقرة السلمان؟
ج:تجاوز العدد عن الفين سجين سياسي ، كانت لنا معناة كبيرة جدا لكثرة عددنا ، حيث الارزاق تقل نتيجة الزيادات المستمرة ، على فترات من دون حساب الزيادة الا بعد فترة ، وهكذا دواليك.
س:ما هي معاناتكم الصحية بسبب بعد السجن عن المدن ؟
ج :معاناتنا الصحية لا تخلو من الخطورة أطلاقا ، حيث لنا قصص في هذا المجال ، تبدو خيالية في هذا الوقت ، لكنها الحقيقة بعينها ، دعني اروي لك قصتين مثالا وليس الحصر:
الاولى:كان عندنا ضابط برتبة ملازم اول ومن اهل الموصل ، عانى من المغص الكلوي ، ولم يكن بامكاننا معالجته داخل السجن ، كما ارساله الى السماوة ، بسبب عدم وجود سيارة أسعاف او نقل ، وبعد السجن عن المدينة من الصعوبة ايصاله ، وبعد مدة ونتيجة للاوجاع والاعدام بانتظاره ، قرر هو ورفيق آخر السير في الصحراء ، بعد اخذهم الاحتياطات اللازمة من ماء وغذاء ، وبعد فترة من الزمن ، كان الموت حليفهما في صحراء خالية من البشر ، والطيور تنبش بجثتيهما ، وبسبب ذلك تم العثور عليهما.
الثانية:في احد الايام كانت الاوجاع تزامن احد الرفاق ، وبقوة في الجهة اليمنى من البطل ، ولم تكن لدى الاطباء الشيوعيين المعتقلين معنا ، أبسط مستلزمات اجراء العملية الجراحية ، مما حدى بالطبيب الجراح اجراء العملية للمريض ، من دون بنج ولا خيط ولا ابرة للعملية ، فاستخدم الطبيب الجراح ، موس الحلاقة وخيط الملابس وقيادة المريض من قبل رفاقه السجناء ، وفعلا نجحت العملية الجراحية ، وتحسنت صحة الرفيق المريض بعد استئصال الزائدة الدودية منه.
س:يقال المعلم الكبير يحي القاف المصلاوي كان معك في السجن ، ممكن ان تحدثنا عن هذا الانسان الكبير السن في ذلك الوقت ؟
ج:فعلا وصل المرحوم سجن نكرة السلمان ، وهو في حالة يرثى لها ، لكبر سنه في ذلك الوقت متجاوزا السبعون من العمر ، أستقبلناه بترحيب كبير ، محاولين مساعدته لحمل فراشه ، فوجئنا بالرفض من الشرطة الذين اصطحبوه للسجن ، ولا انسى ذلك الموقف المشين والغير الانساني ما حييت ، وعلى اية حال ، كان مستاءاّ جدا من موقف ولده سعد ، لاعترافه على رفاقه في الخط الخط العسكري ، طالبا الموت لولده ، بديلا عن الاعتراف ضد رفاقه ، كان شامخا صلبا مؤمنا بقضية شعبه وقدسية وطنه ، للتطلع نحو الحرية والاستقلال من براثن العمالة والخيانة للاجنبي ،كان انسانا لطيفا ودودا صبورا ، اكبر سنا من كل المعتقلين ، ان يفتخر بتنفيذ الواجبات اسوة برفاقه ، مهما تحثنا عن هذا الانسان من طيبة وخلق وادب وثقافة وفكر سياسي وطني اصيل ، لا يمكننا الايفاء بما يصف به ، ولا يمكننا ان ننصفه وصفاته الممتازة وروحه المرحة ، رغم مرارة السجن وتأثيراته الكبيرة من جميع النواحي الحياتية ، وخصوصا فراق الاهل والعائلة والظروف القاهرة ، التي يمر بها الجميع.
س:كيف تديرالامور وانت معيل لعائلة واولاد ، وما مصيرهم بغيابك؟
ج:الحقيقة الامر لم يكن سهلا بل في غاية الصعوبة ، حيث والدي ووالدتي يسكنان في القوش ، والدي يعمل فلاحا في بستان للكروم بالقرب من الدير الاسفل على شرق القوش ، والامور الاقتصادية لم تكن بالمستوى الكفاف بل دونها ، والمعيشة صعبة جدا وزيارتي شبه مستحلة ، خصوصا في نكرة السلمان ، فكرت كثيرا بالامر ، تعلمت وانا في السجن صناعة الجنط النسائية والتحف الجميلة مطعمة بخرز ملونة ، كنت ابيعها واصرف من تعبي واعيل عائلتي في بغداد ، كان العمل فني ومتعب وملذ انتاجي الفردي في آن واحد.
س: بعد خروجك من السجن هل تغيرت الامور نحو الافضل ام العكس هو الصحيح؟
ج:لم يكن الامر هينا اطلاقا ، انا سجين سياسي ومراقب امنيا واستخباريا ، كوني عسكري مطرود من الجبش ، والعمل صعب جدا والحصول عيه نادرا ، والاكثر من هذا ، ليس بامكاني الحصول على اي عمل ، بسبب دفتر خدمتي مدون فيه ، تفاصيل اعتقالي وسجني لانتمائي الشيوعي ،وكانني مرتكب جريمة وجنحة ، تصور حتى اجازة سوق عمومية لم يكن ، بمقدوري الحصوص عليها بسبب انتمائي للحزب الشيوعي ، ومع هذا كنت اتجازف واسوق تكسي من غير اجازة ، وفي حالة طلبها من قبل الشرطي ، كنت مظطرا لاقدم له رشوة ، مع الاعذار ، خاصة وانا كنت املك عائلة كبيرة يتطلب اعالتها باي ثمن ، ولهذا لم اتمكن من مواصلة العمل السياسي لاحقا ، لكن فكري وتفكيري وثقافتي هي شيوعية ومعتز بها لحد اللحظة وحتى الوفاة المترقب.
س:يقال انك بعد الجبهة رجعت الى وظيفة مدنية ، ممكن ان تحدثنا عن ذلك؟
ج:فعلا بعد قيام (الجبحة) (هكذا سماها) رجعت وعملت موظفا في مؤسسة نقل الركاب ، كموظف مراقب وبمعاناة هي الاخرى اليمة حقا ، ولا تقل خطورتها لفقدان الحياة والاعتقال باية لحظة ، من قبل البعث وسلطته الفاشية الاجرامية ، بعد سنوات احلت نفسي على التقاعد ، نتيجة المظايقات الكثيرة ، وبعد انتهاء الجبحة ، اظطريت الذهاب الى القوش والبقاء والعمل في دير السيدة (الاسفل)، تخلصا من الملاحقة والسين والجيم ، كذلك ملاحقتي الدائمة من قبل ما يسمى بالجيش الشعبي ، كما وعملت طباخا في الدير، كي اعيل نفسي وعائلتي.
س:كلمة اخيرة ، كيف تقدر الوضع العراقي الحالي؟
ج:الوضع العراقي الحالي عسير ومعقد جدا في هذه المرحلة ، لكنني متفائل في نفس الوقت ، ولابد ان يتحرك للامام باتجاه وطني وديمقراطي ، والشعب يجب ان تأخذ مكانتها اللائقة ، وانا متفائل ، اقدم شكري الخاص لك ولجهودك .
شكرا لك ولنضالك



#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الكلداني الاول مزايا وآفاق
- مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ(2)
- زاد الوطنيون الشيوعيون فخرا ، أنتهاك حكومة المالكي للقوانين ...
- نصيحتي الانسانية لأبو أسراء(المالكي)..الرحال هو الأفضل!!(2-2 ...
- نصيحتي الانسانية لأبو أسراء(المالكي)..الرحال هو الأفضل!!(1-2 ...
- انتصرت ارادة الشعب على الأداء الحكومي المتخلف!!
- مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا) شهادة للتاريخ (1)
- لا .. يا دولة المالكي ما هكذا يعالج الاخفاق!!
- المؤتمر الكلداني جزء من الحل الوطني والانساني
- ستبقى تونس ينبوع التحرر والتقدم
- أحقا!! المشاركة الوطنية ، توفقت ي تغييب 60% من شعب العراق ؟؟
- التطور الاجتماعي ، كفيل بالبناء الديمقراطي في العراق
- العراقيون في فكر وقلب الدكتور كاظم حبيب
- حكومة بغداد ومحافظات الجنوب تمارس دكتاتوريتها من جديد!!
- لا .. يا منظمات شعبنا الكلداني لسنا ضد الوحدة .. ولكن!!
- الرفيق العزيز يوسف ألو
- الحزب الشيوعي جامع للقوميات المختلفة وليس العكس
- البرلمان العراقي محقا في اختياره ، لكنه عليل في أنصافه
- لا مزايدة على نزاهة وأخلاص ووطنية المسيحيين
- الدروس المستخلصة من ضحايا سيدة النجاة


المزيد.....




- مداخلة النائب البرلماني الرفيق أحمد العبادي باسم فريق التقدم ...
- مداخلة النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق الت ...
- -القرآن الأوروبي-: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين ا ...
- نحن ندين الهجوم الإسرائيلي على إيران وندعم الهجوم الإيراني ا ...
- حرب الإبادة بالعطش: الماء كسلاح تطهير جماعي في غزة
- حرب إسرائيل على إيران والمنطقة، يجب أن تتوقف
- مراسلة RT: مسيرة تقترب من قيساريا حيث منزل نتنياهو الخاص
- فيتنام، 30 نيسان/أبريل 1975 – مرور 50 سنة على انتصار تاريخي، ...
- هولندا: عشرات آلاف المتظاهرين في لاهاي لمطالبة الحكومة بوقف ...
- إرحلْ.. رسالةُ المتظاهرين للرئيس ترامب في عيد ميلاده


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ناصر عجمايا - مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ(2) الاخيرة