أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - المصداقية المصلوبة في عالمنا !!!!















المزيد.....

المصداقية المصلوبة في عالمنا !!!!


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1014 - 2004 / 11 / 11 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل من أهم و أخطر عيوبنا هو أننا نقول مالا نفعل ونفعل ما لا نقول .. اي ببساطة شديدة نفتقد الي ما يطلق عليه في العالم أجمع المصداقية ..
وأعرف ان البعض ممن يعترض علي ما اكتب لن يجد مدخلا للهجوم علي الا القول انني اسفه حال الامة او انني اثبط عزمها .. وهذا هو في الحقيقة مثال جيد لانعدام المصداقية ..لأنه ببساطة يتجاهل الحقيقة الساطعة ان الجميع غير راضين عما وصلنا اليه .. والحقيقة ايضا ان الجميع يبحث عن الاصلاح وانا كمواطن بسيط احاول ان ادلي برأيي المتواضع في هذا المجال.. ولكن أسأل الجميع بالله عليهم كيف يمكن ان نبدأ الاصلاح والعلاج أن لم نعرف الخلل والمرض .. ان اختزلنا الخلل فقط في حكامنا و المؤامرات الصهيونية .. فلن نصل الي اصلاح ولا علاج وسنظل نردف كما هو حالنا الان في كل انواع التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
أن المصداقية في كل الدول التي تقود العالم الآن سياسيا و اقتصاديا هي رأس مال أي سياسي سواء كان في السلطة او المعارضة او يمارس اي عمل عام ..لا أدعي انهم ملائكة وهناك طبعا قلة تستطيع ان تهرب بكذبها ولكننا نتكلم عن القاعدة وليس الاستثناء .

ومظاهر انعدام المصداقية كثيرة في حياتنا علي المستوي الشعبي والسياسي .. فاحزاب المعارضة في مصر تطالب الحكومة بالديمقراطية ولا تطبقها داخلها .. تطالب رئيس الدولة بانتخابات حرة مباشرة بين عدة مرشحين وتداول سلمي للسلطة رغم ان رؤساء هذه الاحزاب هم جميعا رؤساء مدي الحياة لا فرق في ذلك بين الاخوان واليساريين والناصريين والحزب الناصري بالذات يسمي نفسه تيمنا برئيس " رغم تقديري له " حكمنا مدي حياته ولم يعرف عهده اي نوع من انواع الديمقراطية .. فكيف تتوقع هذه الاحزاب ان يصدقها الشعب الغلبان ويتفاعل معها .
ومما يزيد الطين بلة ان من قضوا حياتهم يتكلمون عن حتمية الحل الاستراكي والعدالة الاجتماعية ومازالوا, نجدهم يعيشون الآن في مستوي اقتصادي وبطريقة تختلف تماما عن كل ما يبشرون به .. يطالبون الشعب بربط الاحزمة علي البطون بينما هم يعانون من التخمة .. فكيف بالله يريدون من الشعب ان يصدقهم .
نجد اننا جميعا نهاجم الواسطة والمحسوبية في أحاديثنا ونكرر مقولة رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم تأكيدا لالتزامنا بها .."لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها " رغم اننا جميعا ان وصل الامر الي ابنائنا نمارس الواسطة والمحسوبية والحقيقة أن الذي يطبق عليه القانون في مجتمعاتنا هو الفقير والضعيف ..لافرق في ذلك بين شيخ الازهر وزعيم اي حزب سياسي يصدعنا ليل نهار بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ..
ندعي ان الحميع امام القانون سواء ثم نسترجع قصة واحدة من تراثنا عن ابن عمرو ابن العاص اصابتنا جميعا بالملل من كثرة تكرارها .. رغم ان الحقيقة ان عمرو بن العاص كان يعتبر مصر ملكا خاصا له وعندما عزله سيدنا عثمان انقلب عليه ثم انضم الي معاوية بن سفيان مقابل ان يقطعه مصر وقد حدث .
الحقيقة انه طوال تاريخنا كله من بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم وحتي هذه اللحظة لم يكن الجميع سواسية امام القانون مهما ادعينا العكس تجملا ولن أقول كذبا.. لم يكن خالد بن الوليد مثل العامة امام القانون ولم يكن ابن عمر مثل باقي المسلمين امام القانون ولم يكن يزيد بن معاوية مثل باقي المسلمين أمام القانون .. والان ابناء رؤسائنا وحكامنا وملوكنا ووزرائنا ليسوا متساوين مع اي فرد من الشعب أمام القانون .. ولا حتي ابناء رؤساء احزاب المعارضة متساوين مع باقي الشعب امام القانون .

اني اتحدي ان يعلن لنا زعيم اي حزب معارض فما بالك بحزب حاكم مصادر ثروتة ويسمح لجهة محايدة ان تتحقق من مصادر هذه الثروة .. وامامنا مايحدث من مهازل في باريس بين سهي عرفات واقطاب السلطو الفلسطينية خير مثال .. ونفس الامر ينطبق علي الكثير ممن يتصدون للعمل العام ويحتفظون بعلاقات مع اقطاب الحكومة يهاجمونهم علنا كبرو عتب رغم انهم وفي السر سمن علي عسل ولعل افضل مثال علي ذلك الصحافي الثوري الحنجوري مصطفي بكري هو مثال آخر علي انعدام المصداقية والتزلف للحكام وكل صحف الثورجية الحنجوريين في لندن .

ان انعدام المصداقية ليست مشكلة حكام فقط ولكنها بالاساس مشكلة شعوب .. فكل حاكم قبل ان يصل الي الحكم كان ينادي بالديمقراطية ثم فجأة ينقلب ليصبح اكثر خلق الله ديكتاتورية بعد وصوله الي الحكم ثم يجد لنفسه ويجد له مجموعة المنافقين الذين يتجمعون حوله كما يتجمع الهاموش والناموس حول اي ضوء هافت كل المبررات اللازمة لتحولة للديكتاتورية من المعارك الواهية مع اعداء وهميين ..الي اهمية التنمية الاقتصادية والاصلاح الاقتصادي واولويته عن الاصلاح السياسي .. رغم ان الجميع يعرف انه لن يكون هناك اصلاح اقتصادي قبل ان يكون هناك اصلاح سياسي .

وانعدام المصداقية ينطبق ايضا علي من ينادون بضرورة المقاومة ضد الجميع واننا شعوب تفضل الموت علي الحياة ويدبجون البيانات والتصريحات والفتاوي الملتهبة عن الجهاد والاستشهاد فيصدقهم شباب طاهر يحب دينه ووطنه فيفجر نفسه ومعه من كان حظه عاثرا ومتواجدا في نفس المكان سواء كان له علاقة ام لا بالقضية التي ضحي هذا الشاب بنفسه من أجلها .. يتحفنا أمثال عبد الباري عطوان والتميمي بمثل هذه الخطابات الملتهبة من اماكن اقامتهم المكيفة في بلاد الكفر , بلاد الانجليز وهم يرتدون أفخم البدل من انتاج اشهر الماركات الراسمالية الكافرة .. ويطلقون بياناتهم النارية من خلال قناة الجزيرة الثورية والتي تبث برامجها من جزيرة محتلة تماما من قبل أمريكا ولكنها برو عتب ..خطة امريكية لتنفيس البخار بينما تكمل أمريكا واسرائيل عملهما في السيطرة علينا .
لماذا لم تسال شعوبنا المغيبة بفعل افيون الشعارات الدينية والثورية ..اين يتعلم اولاد هؤلاء واين يعيشون .. مامدي الرفاهية التي يتمتعون بها بينما هم يعانون شظف العيش ويقتلهم الجميع .. أمريكا واسرائيل و عملاء الحكومة والامن واتباع بن لادن والزرقاوي .. لماذا لا تسأل شعوبنا شيوخ الفتاوي لماذا تخرص السنتهم امام اولياء نعمتهم بينما يدفعون الشباب ليموتوا في ارض لا يعيش عليها سادتهم .. لماذا لا يقول لنا شيخ الشيوخ القرضاوي كم يقبض مقابل فتاويه التي تحرض الشباب علي الامريكان في كل مكان الا قطر .. فالقاعدة الامريكية في قطرهي هناك لخدمة الاسلام والسلام العالمي بينما هم في العراق لخدمة الشيطان .. لماذا لا نستطيع ان نسأله من اين لك هذا ونسأله عن عدد زوجاته مثلا وسن كل منهن لآن الحقيقية ان من يتصدي لعمل عام معناه كما هو الحال في كل الدول المحترمة ان كل حياته الشخصية ومصدر امواله اصبح تحت المجهر ومصداقيته اصبحت في الميزان .. من حقنا عندئذ ان نسأل القرضاوي وغيره ممن يتحفوننا ليل نهار بفتاوي الجهاد والقتال ضد الاعداء لماذا لا تبعثون أولادكم للجهاد في العراق وفلسطين ليموتوا دفاعا عن الوطن والدين مثلما يموت اولاد العامة والغلابة من الشعوب .. هل يستطيع ان يقول لي هل قام ابن واحد من ابناء قادتنا وشيوخنا بعملية انتحارية واحدة ..من مات منهم فقد مات لان اسرائيل استهدفته ,, لماذا لم يقم اي من ابناء قادة كل الفصائل الفلسطينية بعملية استشهادية واحدة ..أم ان أبناء القادة هم قادة ايضا ولا يمكن الاستغناء عنهم مثل ذويهم ..

ليقل لي انسان واحد وقد اكون ذو عقل قاصر .. لماذا تعيش سهي عرفات بهذه الرفاهية بينما تعاني غيرها من نساء فلسطين الغلابة كل هذا الشظف .. لماذا أبناء حسنين هيكل منظر الاشتراكيه وحتميتها هم رجال اعمال يمارسون الرأسمالية في اقسي صورها وفسادها ..لماذا لا يذهب الستة وعشرين ممن اصدروا فتواهم بخصوص الجهاد في العراق ليجاهدوا بانفسهم وهم ماشاءالله معظمهم بصحة جيدة وقادرون علي حمل السلاح .

ان المصداقية من الممكن أن تفرض علي الجميع بحكم القانون سواء كان هذا القانون هو قانون مدني او اسلامي فنحن لاتنقصنا القوانين ولكن ينقصنا العمل بها والايمان الحقيقي ان الجميع امام القانون سواء .. الايمان الحقيقي وليس الطقوسي كعادتنا .

ولو نظرنا الي أعدائنا ولماذا تفوقوا علينا سنجد أن هذا هو السبب الرئيسي لتفوقهم ..ان النظام الذي يحكم مجتمعاتهم مهما ادعينا انها مجتمعات كافرة فاجرة .. هو ان الجميع امام القانون سواء .. ان السيد الحقيقي هو الشعب وليس الحاكم .. لافرق بين ابن أمير وابن غفير .. أن المصداقية هي رأسمال اي سياسي او متصدي لاي عمل عام فان فقدها فليس له الا ان يتقاعد ..
وحتي نعي هذه الحقيقة ونصبح شعوبا تقول ما تفعل وتفعل ما تقول ونعرف لماذا تفوق علينا الاعداء وأنه ليس عيبا اطلاقا ان نتعلم منهم ونتخلص من حالة الفصام التي نعيشها ..فالبلد التي تصدر لنا الستة وعشرين شيخا من اصحاب فتاوي الجهاد في العراق هي نفس البلد التي يملك أمراؤها وشيوخها كل فضائيات العري والعهر الفني والسياسي .
وحتي نستعيد المصداقية ونعرف السبب الحقيقي لتخلفنا و انتصار اسرائيل علينا .. فلا أمل في المستقبل المنظور .
لنا الله



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله بن سبأ ..حفظه الله لنا!!!!
- الفلوجة ولحظة الحقيقة
- انتخاباتنا وانتخاباتهم ..وبن لادن وبن علي
- خلاصة الكلام .. الدين قضية فردية
- الغلو و التطرف ..هل هو سمة عامة للعرب ؟
- نحو الاسلام كدين بلا مذاهب وارهاب
- عمرو ابن العاص
- أني أحلم .. وأحقد علي الشعب الامريكي!!
- عملية طابا الارهابية وعلامات استفهام علي رد فعل البعض؟!!!!!!
- نحو عالم أكثر أنسانية .. كل من له نبي يصلي علي النبي
- لماذا أنا ضد العنف..ردا علي اتهامات ظالمة
- رسالة أتمني ان يقرأها أيمن الظواهري !
- عزرائيل- آليتنا لتداول السلطة والتغيير
- لقد جنت علي نفسها براقش
- من حق صدام أن يدعي أنه كان علي حق!!
- متي نعي الحقيقة المرة ؟
- كفانا نفاقا .. لابد ان نجد حلا لهذه النصوص
- رؤوس أفعي الارهاب الثلاث
- هل هذا هو الاسلام ؟
- الدين والسياسة في عصر الديمقراطية


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - المصداقية المصلوبة في عالمنا !!!!