جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 18:53
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تقلص حجم ودور وزارة الدفاع و تغيير مفهوم القوى العظمى تدريجيا
رفع الحدود بفضل المعلومات الرقمية لايعني فقط صعوبة تعقب مصدر الهجمة في حالة صدور اعمال عدوانية لان المهاجم يستطيع ان يختفي في خبايا الارض اينما كانت و لكن ايضا اختفاء الحدود بين المؤسسات المدنية و الحربية و هذا يعني توسع حروب المستقبل على جميع الاهداف و نواحي الحياة بغض النظر عن الزمان و المكان. فالحرب لربما تبدأ الكترونيا بالهجوم على مصادر الماء و الطاقة و الغذاء و شبكة الاتصالات قبل العمليات الجوية و العسكرية على الارض. ليس هناك اليوم فرق بين هدف مدني و عسكري فكل المؤسسات تشترك في الحرب و بهذا تنتهي الحاجة الى وزاة الدفاع بالمعنى التقليدي لان وزارة الدفاع ليست فقط للدفاع و لا تستطيع ان تفي بواجباتها لوحدها فوزارات الدفاع المستقبل تتقلص حجمها الى درجة كبيرة.
هجرة الانسان اليوم لاسباب سياسية و اقتصادية ايضا تعني انك لاتتعرف على جنسية معينة عن طريق تقاطيع الوجه او لون البشرة و ترى ذلك بوضوح في فرق كرة القدم فاا نظرت الى اعضاء الفريق الفرنسي فانك سترى لاعبين من جميع انحاء افريقيا و اذا ذهبت الى بروكسل فستعتقد انك سافرت الى موزبيق الافريقية و التزاوج يزيد الطين بلة تدريجيا.
فكيف نستطيع اذن ان نمييز اذا تلاشت الحدود؟ على ماذا تستند الهوية اذا تزاوجت القوميات و تبنت الانجليزية كلغة التفاهم؟ هل هذا يعني القضاء على العنصرية و الفرق بين الغني و الفقير و بين الكبير و الصغير بالسن؟هل هذا يعني بان القوى العظمي بالمفهوم السابق للاشارة الى الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي السابق تغيرت لان الدولة القوية هي التي تستطيع ان تتحكم بشبكة المعلومات و لا تحتاج بالضرورة ان تكون من القوى العظمى بالمفهوم القديم. هي بحاجة الى كادر معلوماتي يستطيع التحكم بشبكة المعلوات و قادرة على اختراق دوائر العدو و تشويشها. كم مرة قرأنا اخبارا عن اختراق شبكات وزارات الدفاع و البنوك و الشركات الكبرى كسوني اليابانية. فاليوم يقدر شخص واحد التلاعب بمقدرات دولة بكاملها. يا للسخرية كلما تطور بلد و زاد اعتمادها على المعلومات الرقمية كلما زاد خطر استهدافها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟