أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جمشيد ابراهيم - مسألة اللغة الرسمية














المزيد.....

مسألة اللغة الرسمية


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3400 - 2011 / 6 / 18 - 21:07
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لم تكن للانسان لغة رسمية معينة اضافة الى ما تسمى بالعامية او المحكية سابقا و لكن اصبحت مسألة اللغة الرسمية مهمة للشعوب و القوميات بعد ظهور الكتابة و الحاجة الى التخاطب و التبادل المكتوب اما لاجل دعم ذاكرة الانسان او لاسباب كثيرة اخرى امنية سرية خطابية عدية و بظهور الكتابة طغت اللهجة التي تم فيها التدوين على اللهجات الاخرى وارتفعت الى مقام اللغة الرسمية بسبب هيمنتها اقتصاديا او عسكريا او ثقافيا و بعد اكتسابها صفة الحيادية لكي لا تقوم مجموعة معينة تنتمي الى لهجة اخرى بالاعتراض او الرفض.

اي ان الرسمية لم تكن الا لهجة من اللهجات لا تملك صفة الفصحى و الجمال و الكمال لانها تعطي هوية واحدة لجميع لهجات القوم الواحد اي ان الكتابة حتى اذا كانت مستعارة في كثير من الاحيان فانها تؤدي الى ظهور ظاهرة المجتمع السياسي و الدولة و الهوية القومية وتضفي عليها صفة رسمية و تساعد على تثيبت الاديان و اطراء صفة القدسية عليها (قارن عبارة اهل الكتاب بالقرآن و و مزاعم المسلمين التي لا تستند على ادلة علمية في امية محمد رغم ان كلمة - قلم - اليونانية الاصل وردت في القرآن و كانت متداولة قبل القرآن) و الا لم يتكمن الاسلام على سبيل المثال اطلاقا على الانتشار دون الاعتماد على الخط الارامي النبطي المسمى بالخط العربي اليوم و لم تستطع العربية الوصول الى ما وصلت اليه اليوم. كانت شعوب الارض سابقا قبائل تتكون من مجموعة من العوائل و لكن ظهور لغة رسمية مكتوبة وحدت اللهجات تحت راية الرسمية مما ادى ايضا الى ظهور انظمة سياسية و دينية و في كثير من الاحيان يصعب علينا اعتبار لغة محكية لهجة ام لغة منفصلة دون وجود لغة رسمية.

و لكن كثير من الناس لا تزال تجهل مسألة اللغة الرسمية و تأريخ تطورها من لهجة من اللهجات و تنسب اليها دائما صفة النقاوة و الكمال و الجمال والفصحى و تجعلها اكثر قيمة بالمقارنة مع اللهجات و كانما هي لغة الهية ظهرت قبل اللهجات المحكية.

مسألة اللغة الرسمية و المسألة الكردية:
من الممكن ايضا ظهور لغة رسمية محلية دون وجود كيان سياسي مثل طغيان سورانية السليمانية في الكردستان الجنوبية. و لكن مسألة عدم وجود دولة كردية ترجع الى عوامل كثيرة اذكر منها غير السياسية:
اولا الثقافية: عدم وجود كتابة كردية سابقا لدعم لغة كردية رسمية و طغيان الاسلام و القرأن على معظم انحاء كردستان و بذلك طغت الهوية الاسلامية على الهوية الكردية الى يومنا هذا
ثانيا الجغرافية: لربما لم تساعد الطبيعة الجبلية الوعرة التحول من النظام القبلي و اللهجات الكردية الكثيرة الى نظام سياسي اجتماعي لانتماء معظم الاكراد لحد هذا اليوم الى قبائل لكي لا يتعارفواو هذا هو سبب وجود هذا العدد الكبير من اللهجات الكردية اليوم نسبيا بالمقارنة مع عدد نفوس الاكراد الذي يصعب تحديده بسبب السياسات العنصرية في الدول التي يتواجد فيها الاكراد و هناك خطر تحول بعض هذه اللهجات الى لغات منفصلة بدون سيادة لغة رسمية واحدة في كيان سياسي مستقل.
ثالثا النفسية: رغم بعض المحاولات الكردية التحررية فان تمزيق كردستان ترك اثر نفسي عميق في نفوس الاكراد و ضعف ثقتهم و ايمانهم بكرديتهم و جعلهم يشعرون بانهم مواطنون من الدرجة الثانية او الثالثة و شجع على هجرتهم او حتى تركهم لقوميتهم.

و عندما انتظم العالم في دول فات القطار على حلم انشاء كيان كردي مستقل و منفصل. و اليوم يعاني الاكراد من عدم وجود لغة رسمية واحدة لجميع اجزاء كردستان و لكن حتى اذا توحدت جميع اجزاء كردستان فستبقى مسألة اختيار لغة رسمية عالقة قد تؤدي الى اصطدام و منافسة عنيفة بين اللهجتين الكرديتين الرئيسيتين السورانية و الكرمانجية رغم ان عدد نفوس ناطقي اللهجتين لا يلعب بالضرورة دورا مهما في اختيار الرسمية بقدر تسلط العامل الثقافي علما ان سورانية كردستان الجنوبية اقوى من كرمانجية الكردستان الشمالية اليوم على الاقل ثقافيا. و في عالمنا اليوم النموذج النرويجي الذي يتبين في وجود لغتين رسميتين جنبا الى جنب في بلد واحد.

و اليوم و في عصر الانترنيت و العولمة و طغيان الانجليزية يتحول الخط العربي و الصيني و غيرها من الكتابات اضافة الى لغاتها الى عائق في طريق التطور و لكنني لا اشجع على تقليد اتاتورك في هجرة الخط العربي لاسباب قومية عنصرية لان المسألة ليست بهذه السذاجة.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفخر بين العرض و الطلب
- الأغلبية الصامتة
- لحد الحضارات
- الموت قمة الحياة The Peak
- مختارات الخبر و اللاخبرAnthology
- ما هو ذنبك و لمصلحة من تم اغتيالك يا سلام؟
- ضحايا الافكار القسرية Depersonalisation 2
- ضحايا الافكار القسرية Compulsive Disorder
- العلاقة بين الهدوء و المعرفة
- ليس المؤمن غبيا بارادته
- يجب ان نتعلم و لكن ماذا و كيف؟
- الانسان بين الانظمة الثابتة والتقلبات المستقبلية 1
- آلام الانتظار
- زفة دجلة و الفرات
- من اين اتت بركة مبارك؟ 2
- من اين اتت بركة مبارك؟ 1
- السمكة الكبيرة في البركة الصغيرة
- الانسان بين معايير الاخلاق و الازدواجية القاتلة
- الصغير فوق الكبير
- من اين اتت (مزبلة التاريخ)؟


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جمشيد ابراهيم - مسألة اللغة الرسمية