ثامازيغث الدسترة وجيوب المقاومة

ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 17:10
المحور: المجتمع المدني
    

,ثامازيغث الدسترة وجيوب المقاومة


قبل ان اتطرق لمظمون عنوان المقالة ارى من الضروري وجوب تصحيح ما يتداوله البعظ تعريفا لثورات شعوب الشمال الأفريقي والشرق الأوسط من انه ربيعا عربيا .وذلك لسبب بسيط, هو ان هذه الثورات كان مبدؤها ومعظمها بالشمال الفريقي الذي لا يعتبر عربيا كما يريده البعض. سيما حراس المعبد القديم خدام ايديولوجيا القومية العربية البائدة. والتى لم تجن من ورائها الشعوب حتى العربية القحة منها سوى المآسي والتفرقة والحكرة. التي ماكان لمشيل عفلق التنبء بها عند اطلاقه لمفهومه وما يزال دليل ذلك واضحا من خلال ما ترتب عن حزب البعث في العراق من ظهورالمقموع والمسكوت عنه, الذي شكل عصى في عجلة الدمقرطة والتطور كما يتبدى ايضا في سوريا تحت ذات الحزب الديكتاتوري الدموي.ان شمال افريقا كما يعلم القاصي والداني هي بلاد الأمازيغ. وليس من المنطقي الباسها هويه غير هويتها الحقيقية اعتمادا على ادعاء تواجد عرب بها واختلاط الأنساب. فالكل يعلم ان العربان لم يدخلوا شمال افريقيا ضيوفا مرحبا بهم بل غزاة قتلة سفاكي الدماء تحت يافطة نشر عقيدة من اعتبروه نبيا مرسلا من السماء. فكان السيف وقطع الرؤوس ثم ارسالها لتعلق على اسوار مدنهم .انها الحرب و السبي والنهب الهدم والتخريب .وما استتب امرهم الا اعتمادا على بعض ابناء الأرض الذين اصطفوا الى جانبهم كما هو معروف عبر التاريخ وفي كل الحروب. حيث يغرر بالبعض لنصرة العدو ضد ذويهم. ويعود ذلك لعدة اسباب لا مجال للحديث عنها في هذه المقالة. وحيث ان هذه الحرب من الطبيعي ان تنتهي بقتلى من الجانبين فان عدد الغزاة لن يكون بعدها الااقل مما كان عليه. اظافة الى ان الغزاة لن يستقروا بالأرض المغزوة كلهم حيث ان عددا ليس بالقليل سوف يعود بما نهبه وسباه الى مستقره السابق. حقا لقد هاجرت قبائل عربية الى شمال افريقيا واستقرت به, لكن السؤال هو ما يكون تأثير تواجد هذه القبائل على التركيبة الأجتماعية لشمال افريقيا؟ سبق لأول مؤرخ عرفه الأنسان وهو المسمى هيرودوتس ان قال.( كانت شمال افريقيا ظلا واحدا من البحر الى البحر )فشمال افريقيا كانت اكثر اعمارا وعمرانا من شبه جزيرة العرب.بل واكثر تحضرا ذلك ان شبه جزيرة العرب ماكانت لتعرف الا بعد ما روجت له من انه نبيا مرسلا .بل حتى لغة العربان ماكانت لتعرف الا بعد هذا الشخص. فاللغة العربية الكلاسيكية ما كانت موحدة عند العرب اذ اللغة التي يدعي القوميون انها لغتهم لم تكن سوى لهجة قبيلة قريش التي ينتمي اليها صاحب القرآن, في الوقت الذي كانت تتداول فيه عدة لهجات حتى انه لا يفهم متحدث لهجة بعظ الفاظ لهجة اخرى كالذى يسمي التابوت هابوتا. فهذه القبائل المهاجرة يتعين الا ينظر اليها نظرتنا الى القبائل المعروفة بتاريخنا من حيث العدد. ذلك ان اعدادها لم تكن بالكم الذي قد يسمح لها بالتاثير لدرجة تعريب ابناء الأرض. بل العكس هو الذي سيحصل بحيث انه في اليوم الأول من دخول قبيلة من هذه ارض الغير يفرض عليها تعلم لغتهم لضرورة التعامل اليومي الحياتي, من طلب ماء وضروريات العيش الأخرى. اظافة الى ان هذه القبال بفعل التعامل المذكور سوف تظطر الى الأرتباط بابناء الأرض عن طريق المصاهرة. بحيث لا يعقل ان تنكمش على نفسها داخل محيط ارتأت الأستقرار فيه مولية ظهرها لمستقرها السابق والى الأبد. اذ ان علاقة المصاهرة هذه سوف ينظر اليها على انها عامل بل اقوى العوامل التي سوف تحمي تواجدها على ارض الغير. مما يستخلص منه منطقيا بالنضر الى الأقلية التي تشكلها هذه القبائل المهاجرة وعلاقة المصاهرة مع ابناء الأرض ثم طول مدة الأقامة ما يجعل من وجود العربان بشمال افريقا ضربا من ضروب الخيال .فكيف يعقل اذا وصف ثورات شعوب هذه المنطقة على انها (ربيع عربي)؟
ان الصراع الهوياتي في شمال افريقيا سيبقى قائما كالبركان الخامد الذي سينفجرعاجلا او اجلا ما لم يحسم امره بارجاع الأمور الى نصابها ,اعتمادا على اعادة كتابة تاريخ المنطقة وتخليصه من المغالطات التي اعتمدها الساسة الوصوليون والأنتهازيون, والباس المؤسسات التعليمية لبوسها الوطني الحق بتعليم ابناء شعوب هذه المنطقة لغتهم الأصلية التي هي ثامازيغث. هذه اللغة الصامدة التي قاومت كل اسباب اماتتها لدرجة انها انتفظت انتفاظة ما كانت متوقعة واظحت تخاطب العدو والصديق ان( اني قادرة على البقاء والعطاء وما على انظمة بلاد تامزغا الا الأهتمام بي ولو في الحدود الدنيى)
جيوب مقاومة ثامازيغث:
ساخص حديثي في الموضوع بلدي المغرب لأعتبارات تهم اقباله على اجراء ما اعتبره ملك البلاد اصلاحا شاملا للدستور بما يشمله من مطلب ترسيم اللغة الأمازيغية.هذا المطلب الذي اصبح ملحا بل قد ينتج عن عدم الأستجابة له دخول المغرب دوامة من الا استقرار لن تحمد عقباه .ليس مطلب دسترة اللغة والهوية الأمازيغية مطلبا خارج الواقع الأجتماعي المغربي بل من اعماق المغرب الحقيقي .وبالتالي فانه مطلب معبر عن آمال هذا الشعب والتي لن تتحقق الا بالأعتراف بهويته الحقيقية التي بواسطتها يشعر بتميزه ليتنافس مع الغير في خدمة الأنسانية. غير ان هذا المطلب لم يسلم من المواجهة من قبل اشخاص اعمتهم ايديولجية لم يعد لها سبب وجود في عالم اضحى قرية صغيرة, تتداول فيه المعلومة بسرعة فائقة. هؤلاء المقاومين الفاشلين اتظح من خلال مبررات رفضهم للترسيم المذكور انهم يجادلون في موضوع يجهلونه جهلا تاما ومطبقا ,علاوة على تشبثهم بلغة لا يتكلمها ولو 1من المليون مغربي لا بالمنزل ولا بالشارع العام. اذ اللغة العربية المرسمة لسيت سوى لغة الورق التي ما كانت يوما لغة التخاطب والتعامل الأجتماعي. بحيث ان فرضها على الشعب المغربي يعود لأسباب دينية ومصلحية للذين اختاروها بدل اللغة الوطنية التي لم يعيروها أي اهتمام منذ الأستقلال المغشوش. فاللغة العربية لم يكن لها من وجود الا ببلاط الصلطان. اما خارجه فلم يكن من وجود الا للأمازيغية بلهاجاتها الثلاث الى جانب العامية المغربية والتي هي في معظم الفاظها امازيغية, حتى انه يصعب على غير المغربي ان يفهم معانيها .ذلكم ان قول المغربي لمشرقي بان اللحم الغير الطازج هو لحم اخضر سوف يقابل بالقول بانه احمر. ذلكم ان وصف اللحم المذكور بانه اخضر هوترجمة حرفية لوصفه بالأمازيغية. ان الكتابة بلغة غير اللغة الأم قد يحد من العطاء مادام ان الكاتب يفكر بغيرها في الوقت الذي يكتب بها هي. بل ان تعليم الطفل بلغة غير لغته الأم هو عملية غسل للدماغ وتجريد من الهوية, لألباسه هوية اللغة الأجنبية. اليست هذه جريمة ضد الأنسانية ان يرسم للطفل الأمازيغي ضفدع على اللوح ويلقن اسمه في الوقت الذي يعلم بمجرد نضرة الى صورته انه (ايرو)؟
لقد حاول الساهرون على اللغة العربية بالمغرب جهدهم في نشرها وتعميمها .بل نادى بعظهم بضرورة تعريب الحياة العامة لدرجة فرض عقوبات مالية على استعمال غيرها. الا ان المثير للأنتباه ان هولاء انفسهم لا يتقنون اللغة المدافع عنها. فمجرد القاء احدهم خطابا ما امام الملء يجعل المتلقي ينفجر ضحكا. كما هو شان صاحبنا الوزير الذي قال في خطاب له لقد( سيفطني) صاحب الجلالة عوض ارسلني. الى جانب ركاكة الأسلوب ونصب ما يجب رفعه وهلمجرى. لقد اتظح وبجلاء ان الممانعين هؤلاء لا تهمهم اللغة المدافع عنها بقدر ما يركبون المطالب المصيرية لهدف تثبيت وجودهم ونيلهم نصيبا من الكعكة بين يدي اهل الحل والعقد. فيشكلون بذلك بوعي او بدونه عصى في عجلة التقدم المرغوب فيه من قبل الشعب المغربي. ان هذه الطفيليات التي تغني خارج السرب يتعين فظحها وبكل الطرق سيما اولائك الذين يتاجرون بقضايا اجنبية كالقضية الفلسطينية. فتراهم ينصبون خيما ويصيحون في مكبرات الصوت ان ان القضية الفلسطينية قضية وطنية في الوقت الذي يناون بانفسهم عن ابسط حق من حقون ابناء الشعب المغربي ,ليتضح ان دجلهم واحتيالهم انما ورائه هدف النصب على المواطن المغربي, الذي يتالم كما غيره لما يعانيه أي شعب مقهور. فيحصل على مساعدات لن تصل ايدي احد من الفلسطنيين او غيرهم .ان الممانعين لللغة الأحق في الأستعمال بالمغرب انما يرتكبون جريمة الخيانة العظمى للوطن عن سبق اصرار وترصد. ان اللغة الأمازيغية هي لغة الشعب المغربي التي بدونها لن يكون له من وجود الا كشعب منسلخ عن تاريخه الذي من خلاله يستخلص العبر. اذ ان الشعب الذي يفقد تاريخه الحقيقي لن ينضر ابدا الى المستقبل الا نضرة فاشل فاقد للأرادة الحرة.
ان دسترة اللغة الأمازيغية هو اعتراف رسمي بخطا النظام الفظيع تجاه الشخصية المغربية وتميزها .ذلكم ان عدم الأهتمام بهذه اللغة منذ ألأستقلال افظى الى ارتجالية وضبابية في الأختيار بالشان التعليمي, حتى اضحت المدرسة المغربية مختبرا لتنشئة مواطن على مقاس افكار شرذمة من الوصوليين الأنتهازين الذين لا يهم الا نهب خيرات البر والبحر المغربيين .حتى اضحت هذه المدرسة مصدر تخريج اميين بشواهد مدرسية لتتلقفهم ا زقة وشوارع البطالة والتهميش والأقصاء.
ان دسترة الأمازيغية هي عملية ارجاع المغربي الذي كان معلقا بين السماء والأرض الى ارضه التي تتكلم ثامازيغث منذ الاف السنين وبالتالي فسح المجال امامه للمبادرة الحرة والعطاء.

#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات