ميس اومازيغ
الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:20
المحور:
المجتمع المدني
نظام فاسد يتنازل ويعد
ان المناضل اللبيب لن تنطلي عليه سبل المكر والخداع التي يرى النظام الفاسد سلوكها, كوسيلة لتهدئة اوظاع هبت بها رياح التغير, التي حلت بها سنة2011 على شعوب شمال افريقيا والشرق الأوسط لسبب بسيط هو ان هذه السبل لن تخرج على زعم المسؤولين ان مطالب الشعب قد وصلتهم وانهم فهموها وانهم على استعداد كامل للأستجابة لها. ما يجعلهم يعدون ويتنازلون لما يرونه محققا لهدف تهدئة اوظاع شعوبهم. في هذا الأطار ياتي خطاب ملك المغرب لوم 9مارس لهذه السنة ,اي بعد نزول الشباب المغربي الى الشارع والأعلان عن مطالبه .اعتقادا من نظام الملك ان هذه المطالب هي المبتغاة. غير انه بذلك لم يفظح الا بلادته امام الملء. ذلكم ان الشباب الطالب يعلم مسبقا انه يطلب من نظام فقد مشروعيته منذ زمان. اذ المفروظ في اي نظام ان يكون على دراية باحتياجات الشعب الذي يدير شؤونه دون حاجة لأنتظار مطالبته ثوريا بتلبيتها .ذلك ان لا نظام دون وجود ممثلين شرعيين لهذا الشعب, ولا نظام بدون وجود لجان مختصة شرعية تستبق الأحداث, اعتمادا على دراسات وتحاليل علمية, وبالتالي العمل الجاد على تلبية مصالح الشعب بناءاعلى اختياراسهل واقصر الطرق والوسائل. غيران الملك بصفته راس النظام لم يكلف نفسه كما غيره من رؤساء الدول التي عرفت وتلك التي تعرف ثورات شعوبها من اجل التغيير, لم يكلف نفسه عناء مخاطبة شعبه معلنا عما يراه مجديا وملبيا لرغرباته كما يعتقد الا بعد فوات الأوان. اي بعد ان انتفظ الشعب فاعلن وافصح بواسطة انتفاظته على سحبه لثقته من نظامه بشكل لا يقبل التعامل معه مجددا وبصفة تامة ونهائية.لماذا انتظر الملك الأعلان عما اسماه اصلاحا شاملا للدسور الى ما بعد سماعه لشعارات شباب 20فبرير؟ الم يكن طلب اصلاح هذا الدستور قد تم لمرات عديدة ومنذ زمان؟اين كان الملك؟ الم يبلغ الملك خبر الأوظاع ألأجتماعية المزرية التي يعيش فيها الشعب المغربي ومنذ سنين؟ لماذا اذن صمت اذان النظام وعميت اعينه ولم يصغي ويرى الا بعد 20فبراير؟ ام هو خوف اللص من مصير سقوطه بين ايدي الضحية؟ ان مطالب 20 فبرايرلن تتحقق عن طريق وعود وتنازلات من نظام الملك لأنها لن تكون الا وعودا وتنازلات ماكرة, مادامت لن تصدر الا عن نظام ماكر مخادع يشهد على نفسه بذلك بمجرد واقعة الأعلان عنها بعد ما تحركت الكراسي من تحت المسؤولين وخيف الويل والثبور.
في هذا الأطار لن اتطرق الى خطاب الملك الا فيما يفظح مكره وخداعه ذلكم انه لم يتظمن ألأستجابة لمطالب بداية الثورة على الأقل, اذ ان اس هذه المطالب هي محاكمة الفاسدين وارجاع الأموال المنهوبة وهي العملية التي من خلالها سيتظح للقاصي والداني ان القصر ذاته من ناهبي المال العام ,مال مغربنا الغني الذي لا تسأم ولا تمل عصابة اللصوص من تشنيف آذاننا بادعائها قلة الموارد او انعدامها كلية امام اي مطلب شعبي. محاكمة الفاسدين هي العملية التي سوف تزيل الغشاوة عن العيون, وتظهر العصابة المافيوية التي امتصت عرق ودماء ابناء الشعب المغربي .هذه العصابة المشكلة للصرطان الذي ينهش جسم الوطن من اعلى قمة الهرم الى مخبرالحي السكني.
ان عملية الترقيع التي اتى بها الملك في خطابه فزمر لها وطبل حلفاؤه من احزاب سياسية ووسائل اعلام انتهازية لن تجدي نفعا امام تسونامي التغييرالذي هب على المنطقة. ولن ينتهي بالمألوف من رتوشات وتبييض للواجهة من قبل النظام الفاسد.ان الوحش الأنسي الذي دمر مقدرات الشعب وحرمه من مواكبة الركب الحضاري للبشرية يستوجب وظعه في القفص حتى تنهار قواه ما دام اختاران يعيش على انين المهمشين, المقموعين ,المفقرين ,المهجرين و المحبوسين.
ان وعود وتنازلات العصابة المافيوية لم تاتي عن حسن نية, وانما لربح الوقت في انتظار مخلص لها مما ينتظرها من قصاص من قبل الشعب, هذا الذي لاو لن يرحم من لم يرحم عذابته فحق له بذلك القصاص.
بمجرد المرورمر الكرام على خطاب الملك يتظح وببساطة انه مازال يعتمد على طرق اظحت بائدة عفى عليا الزمن وهي تلكم المتمثلة في اللعب بيسراه ويمناه بعد ان يضع بين اصابعهما خيوط اللعبة.
ان الملك كما علمه اسلافه وبتشجيع وتحريض من ثلة من اعداء الشعب المغربي من المقربين,ما يزال يراهن على التلاعب بالنصوص القانونية اعتمادا على خليط من انظمة دينية ودنيوية ,لا يفصل بينها الا خيط رفيع يكون في متناوله القفز عليه كلما دعت ضرورة ومصلحة النظام القيام بذلك.
ان مجرد قيام الملك بتعيين اعظاء ما اسماه اللجنة الأستشارية وتكليفها باصلاح الدستور بعد وظعه لها خارطة الطريق التي يتعين عليها عدم الخروج عليها ,هو في حد ذاته تحدي لشباب بداية الثورة وافصاح عن فردانية الحكم والتدبير.اذ التعيين من قبل شخص هو مطلوب اساسا من قبل شباب 20 فبرايران يرضى لنفسه باقتصاره على صفة ملك يسود ولا يحكم انما هو جواب صريح برفض الطلب, وان عملية الأصلاح انما هي مجرد ذر للرماد في العيون.
ان مجرد اعتبارالملك فرض الأبقاء على ثوابته دون اعادة استشارة الشعب بشانها هوضرب بمطالب 20فبراير عرض الحائط.
ان التمسك برسمية الدين الأسلامي للدولة واعتبار الملك اميرا للمؤمنين هو وحده مفقد لشرعية حكمه للشعب المغربي, مادام ان هذا الشعب يظم بين ثناياه مسلمين ,مسيحين, لا دينين وملحدين تجمع بينهم مظلة المواطنة حقوقا وواجبات. وبالتالي فمن المنطقي عدم اعتبار اية صفة دينية للدولة وألأبقاء على العقيدة امرا شخصيا لا دخل فيه لها .اما وان يفرظ على المواطن نظام من اعلا يفقده حريته في التمييز والأختياربشان اعتقاده الديني وعدمه انما هوتسلط وقهر الذين هما اسوأ وجوه الديكتاتورية.
ان المطلوب بدون لف ولا دوران هواقالة الحومة والبرلمان بغرفتيه, وان كان الشعب المغربي يعلم ان اعظاء المؤسستين ما هم الا كراكيز بيد الملك ,وظيفتهم تمثيل وجود دولة مؤسسات امام الراي العام العالمي وذر للرماد في عيون الشعب المغربي بعد الهائه بعمليات انتخابية جوفاء.
ان المطلوب هو حل جميع الأحزاب السياسية والهيآت النقابية التابعة لها وتقديم زعمائها للمحاكمة لما ارتكب من قبلها من جرائم الخيانة العظمى للوطن.
ان المطلوب هوتشكيل هيئة من الحكماء الوطنيين لأعادة كتابة دستور جديد للدولة يكون محوره الرئيس ملك يسود ولا يحكم الى جانب التنصيص على علمانية الدولة وهويتها الأمازيغية.
ان المطلوب وقبل ألأنخراط في اية عملية من شانها الرقي بالشعب المغربي الى مصاف الشعوب المحترمة من قبل انظمتها ضرورة تقديم لصوص المال العام وكل المفسدين الى المحكمة مع وجوب ارجاع المال المنهوب وبكل الطرق.
#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟