أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - راغب الركابي - ما يصح وما لا يصح














المزيد.....

ما يصح وما لا يصح


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 03:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما أشاهد في شاشات التلفزيون التراشق بالكلمات وأسمع التنابز بالألقاب ينتابني شعور بالأسى والإحباط على حاضر العراق ومستقبل شعبه ، ذلك لأني مؤمن بان محنة العراق لا تحل عبر هذا السلوك ولا من خلال تلك الأخلاقية .

ودعوني أقول لكم بصراحة : إن العراق الشعب والعراق الوطن لا يحتملان البحث من البعض منا عن أمجاد في هذه النتوءة أو في ذلك الشباك ، ذلك لان من يريد للعراق الخير لابد له ان يلتفت إلى ماهو عملي وبناء ، وليس لما يثير الأحقاد ويباعد بين المواطنيين خاصةً والشعب لم يخرج بعد من كبوتة التي حطمت فيه الشعور بالأمل بالحياة وبالمستقبل .

لقد قلت في مقال سابق إنه ليس من الحكمة بمكان ان نظل نتصيد للحكومة العثرات ، بل الواجب علينا جميعاً أن نكون معها وفي جانبها لتتجاوز ماهو سيء وقبيح من أمراض ومحن ، وقلت : إن في العراق مشاكل جمه لا أحد يُنكر ذلك ، ولكن حل تلك المشاكل لا يأتي بتعقيدها أو بالضغط في إتجاه التصعيد ، صحيح ان المسؤولية الوطنية تلزم الجميع متابعة عمل الحكومة وجميع مؤوسسات الدولة ولكنها متابعة في التحرك وفي رصد الخطأ والتنبيه إليه من أجل تصحيحه ، شرط أن يتم ذلك بالكلمة الطيبة بالحوار وبالعمل معاً وليس من خلال مبدأ - أذهب أنت وربك - ، فالقضية ليست مغانم كي يبحث عنها ولا هي إنتصارات كي يُقال لمن تحسب ، قضية العراق ومشكلاته مسؤولية جماعية وفيها لا يجب ان نُلقي اللوم على طرف ونحيد بأنفسنا وكأننا برئيون أو إننا وحدنا المنزهون ، في حال العراق وحين أرتضى البعض كي يكون شريكاً فعليه أن يكون حريصاً على سلامة العراق ووحدته ، وهذه لا تأتي بالشعارات وبالخُطب ، إنما تأتي بالعمل ونكران الذات والشعور الحقيقي بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية .

التظاهر في كل جمعة صار مملاً وليس له ما يبرره ، نعم هو حق ولكنه حق ناقص وفاقد للشرعية ، بدليل إنه غدى عملاً للتشتييت وليس للوفاق كما إنه ليس من أجل التصحيح ، بل صار هدفاً لتسقيط عمل الحكومة ، أكرر مشكلات العراق لا تحل بالتظاهر ولا بالتجمهر ولا في حشد الفرقاء في الساحات العامة ، مشكلات العراق حلها بالعمل وتوجيه هؤلاء الشبان للإيمان بالعراق الجديد الذي فيه مسؤولية البناء شراكة وليس شركةً ، الدول حين تنمو وتزدهر يبنيها الناس كلاً من موقعه وكلاً حسب قدرته ، أعني في البناء والعمل لا إتكالية ولا خمول طالما الوطن للجميع ، فتنظيف الشارع ليس مهمة الحكومة وحدها والحفاظ على نظافة المدينة ليس مهمة البلديات وحدها كما إن الأمن ليس مهمة رجل الشرطة وحده ، هي مسؤولية جماعية ويجب ان يُعلمها الطامحين والسياسيين للناس إن كانوا صادقين فيما يدعون إليه ، يعلموهم إن البناء مسؤولية جماعية والتنمية عمل جماعي واجب لا يستثنى منه أحد ولا يُميز ، وحينذاك تنتفي ظاهرة النظر الى المغانم والمكاسب والنفوذ ، وفي هذا يشاطرني جمع كثير على إن الفوضى والتخريب تأتي من تشجيع بعض الزعامات للبعض في إستحلال الفوضى والضغط بإتجاه التخريب ، هم يشجعونهم على ذلك ناسين إن من مصلحة العراق الأولى هو الإستقرار والهدوء لكي لا تضيع على العراق فرصة الحياة والنمو .

أنا لا أتهم طرفاً بعينه ولكني حزين حين يصل بنا الحال ونحن لا زلنا بعد كل هذه السنيين نراوح في مكاننا ، لذلك أقول دعوا الحكومة دعوا رئيس الوزراء يعمل وأنظروا ولا تكونوا مثل ذلك الذي كفر الناس لقولهم - لا - من غير أن ينتبهوا لما بعدها ، دعوه يمسك بمن تبقى من مثيري الفتن والإرهاب ، دعوه ينفذ ما وعد به وبعدها قولوا له أخطأت هنا و أصبت هناك ، ولا تفتنكم مايحدث في العالم العربي من حراك فهذا له منطق يختلف عما يحدث عندنا ، في العراق كلنا رضينا بالعمل الديمقراطي والكل شركاء في العملية السياسية والكل يعرف طبيعة العمل الديمقراطي فلا يتغافل ثم يدعوا للتغيير وكأن العراق لازال هو العراق القديم ، ثمة مفارقة أرجوا أن ينتبهوا لها من يثيروا الشارع فليس كل ما يلمع ذهباً ، ولينته البعض من تغرير الشباب وزجهم في قضايا خلافية شخصية وطموحات للحكم ليس أكثر ، شباب العراق عليهم دور ومسؤولية في الإلتفاف مع العراق الدولة والمؤوسسة والشرعية ، وليس هم اللعبة التي يتقاذفها تجار الكلام وبياعي الهوى ، وأقول مكرراً ماقلته سابقاً ليس في الإمكان أفضل مما كان ، وهذا يقين وعلم وحقيقة والتاريخ والتجارب شاهدة فلانضيع الشباب ولا نضيع العراق ، طالما كان هناك ثمة أمل بان يبقى العراق واحداً موحدا ...



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد الذاتي
- رد على الشيخ ناصر العمر
- الحكومة يجب أن تُحترم
- الوجود الأمريكي في العراق
- نهاية الإرهاب
- البحرين لا تنقذها الدبابات السعودية بل ينقذها الحوار الوطني ...
- الثورة الليبية في مواجهة الطغيان
- أحذر الحكام العرب
- الشعب يريد إسقاط النظام
- هل أفاق العرب من سباتهم ؟
- الثورة المصرية ... الحلم العربي
- ثورة الشعب المصري
- الحرية والثقافة
- الثورة التونسية في مواجهة التحديات
- لماذا الليبرالية الديمقراطية ؟
- على أبواب عام جديد
- أردوغان والوحدة
- الخمر بين الحلال والحرام والإباحة
- العام الهجري الجديد
- الليبرالية الديمقراطية في مواجهة الطائفية والعنصرية


المزيد.....




- تسلقت سياجًا وقفزت إلى مسبح.. طفلة بعمر عام تفارق الحياة بعد ...
- مسؤول أردني: جهد إسرائيلي -مُمنهج- لإعاقة وصول قوافل المساعد ...
- مستقبل غامض يواجه حزب الله المطالب بنزع سلاحه - مقال في نيوي ...
- ثورة غوارديولا التكتيكية: من التموضع إلى -كرة قدم حديثة-
- بريطانيا تبدأ بإعادة مهاجرين إلى فرنسا خلال أيام بموجب اتفاق ...
- ماذا نعرف عن جلسة الحكومة اللبنانية لمناقشة ملف سلاح حزب الل ...
- السودان: الحرب تطارد مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في ال ...
- ديمتري مدفيديف يستفز دونالد ترامب.. تجاوزات -زعيم التحريض- ف ...
- الكشف عن هوية -إنتل بروكر-..الشبح الرقمي الذي أرعب الحكومات ...
- تخرج يوميًا للبحث عن طعام لوالديها المريضين وإخوتها وسط الجو ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - راغب الركابي - ما يصح وما لا يصح