أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - لماذا الليبرالية الديمقراطية ؟














المزيد.....

لماذا الليبرالية الديمقراطية ؟


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 18:16
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


سؤال نطرحه نحن ويُطرح علينا ، ولكي نجيب عليه لابد من القول : إن الذين يقفون بوجه الليبرالية الديمقراطية وبوجه مشروعها في العدل والحرية والسلام في العراق هم أعداء العراق وأعداء مشروعه في الحياة الحرة الكريمة ، وتأتي الرجعية الدينية والطائفية في مقدمة من يعمل لخلق المشكلات في وجه الليبرالية الديمقراطية ، كما إن هناك أنصاف المثقفين و أنصاف المتعلمين و الفوضويين ومن في قلبهم مرض من يقف ومن يعمل كي لا يتحرر الإنسان ولا يتحرر الفكر ، أولئك هم المشاغبون والناعقون مع كل ناعق ، ولا نبالغ إذا ما قلنا إن الرجعية الدينية والتطرف هي أسوء من كل سيء لأنها تبشر بكل ماهو قبيح ومتخلف ، وهي تعمل مع غيرها بعلم أو بدونه لكي ينسلخ العراق عن هويته الوطنية ، وتعمل مع الغير كي تفرض على العراق أهواء وأمزجة دول الجوار التي فشلت حتى في التعامل مع شعوبها .

وشعبنا المغلوب على أمره يخضع عن حُسن نية لهؤلاء المتخلفين الذين يجعلون الشعب متخالف مع نفسه ومختلف مع غيره ، وهذه إن تمعنا بها سنجد إنها من عيار الخيانة للوطن وللشعب والخيانة لتاريخ العراق ومستقبله ، ولقد قلتها ذات مرة إن إتباع هؤلاء النفر سيقود العراق وشعبه حتماً إلى الهاوية وسيقوده إلى الوراء ، ولقد تجلى ذلك بطلب البعض من رجال الدين لمنع الإختلاط بين الذكور والإناث في الجامعات ، وهذه بادرة لا تبشر بالخير أبداً كما إنها ناقوس خطر يلف العملية التعليمية برمتها إن هي استجابة لهذا التخبط والعشوائية والتخلف المنقطع النظير .

أقول : ليس ثمة مايبشر بالخير من دعوات هؤلاء غير الجر إلى الوراء وتعطيل حركة النهوض والتقدم ، بل إن الإستماع لهؤلاء النفر سيعقد المشهد السياسي والإجتماعي والثقافي وسيطال مؤوسسات الدولة والحكم في الصميم ، وهذا الذي قاله رجل الدين هذا لم يحصل حتى في إيران التي أظنها اليوم أكثر علمانية منا في العراق .

أقول : إن الإنعتاق من ربقة الدين الرجعي هي المحطة الأولى التي تعدنا بالعيش الكريم بإعتبار إنسانيتنا أولاً وبإعتبار مواطنتنا ثانياً ، كما إن التحرر من الولاءات الحزبية والقومية والمذهبية هو العامل الحاسم في تحديد معنى الولاء للوطن ، فالدين السياسي ليس وحده مصدراً لهذا التخلف ، بل هناك المرتزقة والمطبلين والنفعيين الذين يزورون التاريخ ويشوهون الحقايق ، هؤلاء المندسين واللابسين ثياب الطهر والنقاء المتحذلقين ، هؤلاء النفر مجندين من قبل أجهزة ودوائر لدول الجوار معادية للعراق نجدهم في العادة تحت زير السلطان وحاشيته ، ولا يستطيع أحد ان يطالهم بسهولة لأنهم من زبانيته وعسسه .

كما إن هناك فئة أخرى تدمج في عملها بين الحسن والقبيح ، هؤلاء الذين يسيئون من حيث يريدون العمل الصالح وهؤلاء هم كُثر ، وعلينا واجب تنبيههم وإخراجهم مما هم فيه كي لايكونوا غطاءاً تستغل عواطفهم وتُجير لصالح الناهبين والسارقين من أعداء الشعب .

ان هدف الليبرالية الديمقراطية في هذه المرحلة هو كشف هذا التلاعب والإشارة إليه ، كما إن هدفها هو تُذكير المخلصين من أبناء العراق كي لايقفوا على الحياد ، بل يجب عليهم الدخول في معترك الصراع وبيان وجه الحق لمن ضُلل ولمن خدعته الدعاية والرشوة ، فالليبرالية الديمقراطية تنشد في عملها هذا تقوية عناصر القوة لدى الخيرين ودعم كل مخلص شريف يعمل لرقي هذا البلد وسعادة أبناءه ، كما إنها تُشير للطريق الواجب إتباعه لمن يريد العمل الصالح ، و تلك هي الغاية التي تنشدها في بناء المجتمع ، كما إنها تسعى لبناء منظومة قيم أخلاقية وإجتماعية داعمة ومؤوسسة لحب الخير ونكران الذات وسلامة التفكير وتجريد النفس عن الهوى والطمع .

إن هدف الليبرالية الديمقراطية هو تحفيز عناصر القوة والغيرة على سلامة الوطن وتعافيه وإستمرار بقاءه في ظل هذا التآمر الذي يزحف ويُعمل عليه من الداخل والخارج ، وهذا من الليبرالية الديمقراطية تعبير عن الحب والإيمان ، وهو بالنسبة لها مسؤولية تشعر بها تجاه من يُريد خداع الناس والعمل في الليل و تحت جنح الظلام ، إستغلالاً للظروف الإستثنائية التي يمر بها العراق ، فالليبرالية الديمقراطية بمعناها الصحيح هي إنقاذ شعب العراق من هذا المستنقع الذي وقع فيه من غير ان يشعر ، وهي بهذا تقدم رؤيتها المختلفة لبناء المجتمع وبناء الثقافة وتفكيك كل عناصر الهدم والتخلف التي سادت نتيجة لغياب الوعي والتثقيف الصحيح ، فهي إحياء لروح الأمة وتذكير بكل ماهو خير فيها وفي غيرها ، قبل ان تهوى وتسقط في الحظيظ .

إن الليبرالية الديمقراطية التي نبشر بها وندعوا لها تعني عندنا التحرر من كل رواسب التاريخ والجغرافيا وكل عقد الماضي وجهالات أهل الملل والنحل ، ولا يكون ذلك ممكناً من غير كشف لكل هذه العقد وماسببته من آلالام أحدثت شروخاً عميقه في ضمير ووجدان الشعب والوطن ، و لا يكون ذلك ممكناً من غير أسترداد العراقي لهويته ولعنصر بقاءه ولازم هذا العدل والحرية والسلام ، ولكي يكون هذا اللازم حاضراً يجب علينا المبادرة في فعل الخير والمساهمة المباشرة وغير المباشرة بتطبيق القانون وحماية الدولة وعدم الترويج للتصدع وحماية مابقي من ممتلكات وطن ، وبنفس الوقت نقول أو نريد ان يكون القانون للجميع وعلى الجميع كي يكون الحق والواجب عاما لا يستثني ولا يميز ...



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على أبواب عام جديد
- أردوغان والوحدة
- الخمر بين الحلال والحرام والإباحة
- العام الهجري الجديد
- الليبرالية الديمقراطية في مواجهة الطائفية والعنصرية
- القرآن والمرأة
- الليبرالية طريقنا للنجاة
- حاجتنا لتشكيل نظام الأقاليم العراقية الثلاث
- ماذا بعد تقرير ويلتكس
- العراق بين خيارين
- الليبرالية الديمقراطية من أجل الحياة
- الإسراء والمعراج بين الوهم والحقيقة
- مأزق الديمقراطية في العراق 2
- معالم في الطريق إلى الليبرالية الديمقراطية
- ماذا تريد تركيا ؟
- مابين الليبرالية والرأسمالية من تفاوت
- الليبرالية في الفكر النبوي
- شركاء يتقاسمون الخراب
- كيف نفهم الليبرالية ؟
- قول على قول


المزيد.....




- تصريح صحفي بالندوة الصحفية لتقديم نتائج المؤتمر الوطني 14 لل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي :كل الإدان ...
- الحكم الإيراني في ورطة من صنعه منذ ساعة واحدة
- ش??ي ئيسرائيل ب?س?ر ئ?ران و ناوچ?ي ??ژه??اتي ناو??است، د?ب? ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- الحقوق لا توهب ولكن تنتزع… لا لقانون طرد المستأجرين
- مداخلة النائب البرلماني الرفيق أحمد العبادي باسم فريق التقدم ...
- مداخلة النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق الت ...
- -القرآن الأوروبي-: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين ا ...
- نحن ندين الهجوم الإسرائيلي على إيران وندعم الهجوم الإيراني ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - لماذا الليبرالية الديمقراطية ؟