أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الليبرالية في الفكر النبوي














المزيد.....

الليبرالية في الفكر النبوي


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 08:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقال سابق كنا قد تحدثنا عن العلاقة التلازمية بين الليبرالية والإسلام ، وقد قلنا هناك : ان لاتضاد ولاتناقض بينهما ، بل إن الإسلام في جوهره يدعوا لليبرالية ويحث على التمسك بها وبخيارتها لصنع إنسان حر مسؤول وواعي ومدرك لخياراته ومساراته في الحياة ، وكلامنا هذا كان ولازال عن الإسلام بإعتباره دين الله للإنسان كما نعتقد وكما نظن في فكرتنا عن وحدة الدين ووحدة الإنسان ، فالدين كما نفهمه هو دعوة للعدل وللحرية وللسلام ، وهذه القواعد هي منظومة القيم الليبرالية كما هي مقررة ومعلومة في المواثيق وفي المدونات .
فتحرير العقل من المواقف المسبقه على الأشخاص أو على الجماعات ركيزة وقاعدة أساسية في الفكر الليبرالي وفي الفلسفة الليبرالية ، فالعقل الحر الغير منحاز والغير مؤدلج يساهم في خلق سلوك إجتماعي يخدم الإنسان من حيث هو من دون النظر لإعتقاداته وأفكاره ، أي إنها تخدم الإنسان من حيث هو ، وهذه الرؤية المنفتحة تبناها الأنبياء في سلوكهم تجاه الجميع من الموالين ومن المعارضين ، وكان همهم حسبما قرئت تحرير عقل الإنسان من الوقوف عند الإنتماءات الضيقة ، الآبائية أو القبلية أو الحزبية ، والإنفتاح على الجميع من دون النظر في سجلاتهم وماضيهم إلاّ إذا كانوا مجرمين بالفعل وليس على الظن أو التهمه ، وقد جاء هذا التوجيه في مناشدة الأنبياء للتابعين لهم أو المؤمنين بفكرهم ، من خلال تحريم متابعة الغير أو تتبع أثره في سبيل الإيقاع به ، كما جاء النهي عنهم بعدم السعي في البحث عن درجات التدين عند كل واحد منهم ، وإعتبار ذلك شأن خاص أو خيار من الخيارات الفردية الشديدة الخصوصية - فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - ، وهم في هذا التوجيه يحاولون جر التابعين لكي يكونوا طبيعين في علاقاتهم مع الغير وفي الموقف منهم ، وهذا إشعار بعدم الحكم على الغير أو إتهام الغير في سلوكه أو في ملبسه أو في مشربه لأنه فقط مختلف عنه ، فالحرية الفردية في السلوك وفي التعامل لا ضابط لها سوى القانون العام الذي يجري ويطبق على الجميع من غير تفاوت ، والحرية الفردية عامة ومطلقة وغير مقيدة ، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الله وكيف يجب ان تكون هذه العلاقة ؟ .
ومن هنا إعتبرت الليبرالية الحرية الفردية هي الركن الأساسي الذي يؤسس عليه وتُبنى عليه كل الأسس اللازمة للحياة ، والقانون العام حسب المبادئ الليبرالية العامة إنما يؤسس بناء عليها ، فالحرية الفردية أو حرية الفرد هي ليست الفوضى أو عدم الإلتزام ، إنما هي عنوان لمجمل الحقوق المدونة والغير مدونة التي تهب للفرد القدرة على تحديد خياراته من دون كوابح أوقيود غير واقعية حادة من النشاط ومن الحركة ، كما يجب التنبيه إلى إن الحرية في هذا المعنى ليست كما يشاع عنها بالكفر أو الإلحاد فهذا القول سياسي إعلامي بإمتياز ، لأننا نعلم إن شرط الإيمان هو الحرية ومن دونها لايصح إيمان المؤمن فإيمان المكره باطل كما هو معلوم . ،
وعلى هذا يجب التأكيد من جديد إن : الليبرالية التي هي بمعنى الحرية والتي ندعوا لها ونبشر بها ، هي ليست دينا من فئة الأديان المتداولة ، إنما هي منظومة قيم وهي منهاج للسلوك والعمل الحياتي العام ، ولا تتدخل في قضايا العقيدة والشريعة الدينية المحضة ، وهذا الإقرار هو ما قاله بالضبط - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي - في ميثاقه العام وفي مناسبات متعددة ، فالتعارض المزعوم والذي يروج له بين - الليبرالية والدين - إنما هو تعارض مختلق قام به و يقوم بالترويج له رجال دين ورجال سياسة معروفي الدوافع والأهداف .
وفي هذه المناسبة لا يفوتني التذكير بما تعرض ويتعرض له الفكر الليبرالي من حملات تشويه مقصود في المنتديات القريبة من التكفيرين والظلاميين ، ومن موجة حوارات مبتورة لا تنتمي لفئة الحوارات المحترمة كما في بعض شاشات التلفزة المأجورة ، وأنا على يقين بان ذلك كله نابع منهم من خوف من تمدد الفكر الليبرالي بشكل ملحوظ في أوساط الشباب العربي والمسلم في المنطقة العربية وفي الشرق الاوسط ، لأن الفكر الليبرالي لديه مشروع متكامل للحياة ونظرة متوازنة للكون ، لهذا فهو القادر على المنافسة الحقيقية بعد هذا الإنفتاح الإعلامي وثورة المعلومات الباهرة .
كما إن الفكر الديني العتيق أثبت فشله وتداعيه في ساحات عمله في إيران وأفغانستان وباكستان ، وفشل في لبنان بعد الإنتخابات الأخيرة وفشل مشروعه في العراق كما هو ظاهر وجلي ، فالأحزاب الدينية العراقية يممت وجهها بعيداً وهذا شيء حسن ، لأنها شعرت ان قطاعات وفئات الشعب المختلفة قد رفضتها ، لكونها تحولت إلى زمر تلهث وراء المناصب من دون النظر إلى القيم الأخلاقية ، وفي هذا المجال أيضاً تتقدم الليبرالية ككونها مذهب أخلاقي وإنساني نبيل ، لأنها تعتمد الصدق و الشفافية وتحارب الكذب والسرقة والغموض ، وتحث على إحترام القانون والنظام العام ، وتعمل جاهدة لتصنع مجتمعاً خالياً من الرشوة ومن المحسوبية ومن الفئوية ، وفي هذا المجال تدعوا للعمل على تحقيق القدر اللازم من العيش الكريم لكل فرد من افراد المجتمع من دون تمييز بين الرجال والنساء ولا بين الأقاليم والمحافظات لا في المناصب ولا في كل شؤون الحياة ، الليبرالية هي فكر الأنبياء في الدعوة وفي المنهاج وفي العمل ، إنها فكر الرب للحياة ...



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركاء يتقاسمون الخراب
- كيف نفهم الليبرالية ؟
- قول على قول
- الليبرالية والحكومة القوية
- واحد آيار عيد العمال العالمي
- الحل في طهران لا في بغداد
- إنتخابات الخارج ومشكل الوطنية
- المثيولوجيا والدين 2
- قول في الإجتثاث
- قراءة في كتاب نقد العقل الإسلامي
- بعض من الأخبار المزيفة في قضايا وقعة كربلاء
- الوحدة الإسلامية كما يرآها الشيخ المنتظري
- دراسة موجزة في الفكر السياسي للآستاذ المعظم آية الله الشيخ ا ...
- العراق بين إحتلالين
- الشخصية الليبرالية ج1
- عيسى المسيح وأمه مريم
- قصص من الكتاب المجيد
- ضياع الهوية الوطنية
- الليبرالية الديمقراطية والسلطة
- العراق والمرحلة المقبلة


المزيد.....




- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الليبرالية في الفكر النبوي