نهاية الإرهاب

راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 18:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

يبدو إن هناك ثمة أمل وثمة حقيقة بنهاية متوقعة للإرهاب الذي عاث فساداً في الأرض العربية وبلاد المسلمين والعالم ، وهذا الأمل وهذه الحقيقة تعززها عندنا ليس فقط هلاك أبن لادن قبل أيام في باكستان ، لكن أملنا كبير وهو يزداد بهذا الحراك الشعبي لأمة العرب ، التي أنتفضت بل قل ثارت على واقعها الفاسد المتخلف ، ثارت على الجهل وعلى الأمية وعلى هيمنة فئات من العصر القديم على مقدرات الأمة فسلبت ونهبت وأذلت .

الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تمسكت بخيار التغيير والتجديد ومهما كلفها ذلك من تضحيات ، وهاهي تنتصر في مواقع متعددة من بلاد العرب ، ولهذا صار من غير الممكن بقاء شخص مثل ابن لادن في خضم هذا التغيير ، أمريكا أحست مثلنا بوجوب تغيير قواعد اللعب في المنطقة ليكون أكثر إنسجاماً مع المتغير العلمي والتقني وثقافة الناس وإرادتها .

وهنا أقول : إن نهاية الإرهاب غدت وشيكه وإن مايسمى بالإسلام السياسي في طريقه إلى الزوال ، وأنا واثق إنه

ستكون السنوات القادمة بدءاً مع السنة القادمةإنحسار للمد الإسلامي الذي تمكن من الحركة في العقدين الماضيين ، إنحسار ذلك المد سيكون لصالح الليبرالية والديمقراطية

وهذا هو الممكن الوحيد والمتصور ، وعلى الشعوب العربية واجب ان تنهي ماتبقى من إشكاليات ، لتدخل العام الجديد وهي قد نالت كرامتها وحقوقها ، وبذلك تكون قد دخلت العصر الجديد من غير تلك الوجوه التي أساءت لسمعتها من حكام ورؤساء مستبدين طغاة .

وإذا كنا في العراق قد أتيحت لنا فرص ذهبية للتغيير ، لكن الإرهاب بفرقه وبعقلياته التي تنوعت حسب فرقنا ومذاهبنا ، قد أرجعنا إلى الوراء فنسينا إننا الأجدر على تغيير المنطقة ، وكنت أقول : كان يجب على العراق ان يمسك بدور الريادة في التغيير والتحول نحو الديمقراطية والحرية ، لكن ثمة معوقات دينية وحزبية وأمية سياسية حالت بيننا وبين ماكنا ننشده ، لكن مع كل هذا فنهاية صدام كان لها الأثر في عملية التغيير الجارية في المنطقة .

وأقول : لجيراننا شعب إيران أن يستغل الفرصة ويقوم بالتغيير ليكون مع إخوانه العرب على خط واحد وهدف واحد ، فهذا له ولمستقبله وإني أعلم اكثر من غيري حاجة الشعوب الإيرانية إلى التغيير والتحول نحو البناء الجديد ، فعصر ولاية الفقيه قد ولى وليس له مايبرره في هذا العالم الجديد ، كما إن الوقوف عند نقطة واحدة من الحياة أمر غير مبرر وغير مرغوب فيه ، ثم إن ثقتي بالشعب الإيراني كبيرة وأملي أن لا يتخلف عن الزحف فيعيش اياماً سود ، وإنني لعلى يقين إن احزاب الطوائف من حماس لحزب الله تلفظ إنفاسها الآن وماهي إلاّ أيام لتنزوي وتذوب وتعترف بإنها كانت على خط في التفكير وفي الممارسة ..

نعم إن الإرهاب إلى زوال وكل من يعمل أو يشارك أو يفكر على أساسه إلى زوال كذلك ، ذلك لأن عصر الحرية سيبدأ مع العام القادم فلنستعد لذلك ..

#راغب_الركابي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل