|
الوجود الأمريكي في العراق
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 18:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يجب أن يُفهم كلامي هذا على إنه دعوة للقبول بالوجود الأمريكي ، لكنما يجب أن يفهم هذا الكلام في سياقه الموضوعي والمنطقي ، ذلك إن الوجود الأمريكي في العراق حاجة ضرورية ولازمه هكذا أفهمه أنا ، ضمن الواقع وضمن ماهو مُشاهد ومسموع ولطالما لم يخرج العراق بعدُ من أزماته الأمنية الكثيرة والمعقدة ، كما أن ذلك الوجود مرتبط كما هو بحيوية وتطور العملية الديمقراطية ونشاطها في العراق ، ونحن جميعاً نعلم وندري إن الديمقراطية في العراق في شكلها الحالي ومن خلال المشتغلين فيها مريضة وعرجاء وتعاني من جملة أشكالات ومعوقات جمة ، ساهم في هذا الإنقباض الديمقراطي وإنكساره دول الجوار التي كان لها النصيب الوافر في هذا المجال ، كما كان للعامل الطائفي والحقد المذهبي الدور المحلي في إنتكاسة المشروع الديمقراطي .
لهذا لايمكننا القبول بتلك الصيحات التي تأتينا من أناس جُل خبرتهم الثرثرة والكلام في الفاضي والمليان ، لهذا لانجد الجدية والصدق وحسن النوايا بل هي عادة قديمة في التشهير والطعن في الموافق والمخالف ، لهذا أقول : إن بقاء القوات الأمريكية من عدمه لا تحدده هذه الثرثرة التي نسمعها والتي يفتعلها بعض أعضاء برلمان الملالي والمُلايات ، ذلك لإن هذا الفعل تحديداً يجب ان يكون من صلاحيات رئيس الوزراء حسب الدستور ، وهو وحده القادر على النظر في الأولويات الأمنية والمخاطر الجدية في هذا الشأن ، وليس هو الرغبة فيما نريد أو لا نريد ، وحين أقول رئيس الوزراء فإنني أعني به حتماً المؤسسة الأمنية من جيش وشرطة ومخابرات وغيرها من أجهزة ، هذه المؤسسة هي وحدها القادرة على النطق في القبول أو الرفض ، ولهذ لا تجوز المزاودة هنا في هذا المجال لا من قبيل التهريج ولا في في سبيل إرضاء دول جوار بعينها ، التي ترغب بحدوث الفراغ الأمني كي يتسنى لها إحكام السيطرة على العراق ، وأظن إن رئيس الحكومة يعلم حجم هذا التحدي وخطورته ، وهو لن يبادر ليكون الضحية خدمة لمصالح دول لايهمها سوى مصلحتها ، والواقعية السياسية تفرض علينا جميعاً نوعاً من الكلام قد لا يستسيغه البعض في هذا الوقت بالذات ، لكن مصلحة العراق أهم عندنا من كل هذا الضجيج والتهويل ، كما إن مصلحة العراق كما أرآها اليوم هي مع إبقاء القوات أو بعض منها حتى يتعافى العراق من شدائده ومحنه وهي كثيرة كما نعلم .
وإذا كنا نريد للعراق أن يعيش حراً مستقلاً قوياً فعلينا العمل المخلص على بناء العراق وتوسيع نطاق المشاركة الوطنية بل كل ما من شأنه رفع المعاناة والعوز لدى سكانه ، ولنترك قضايا الأمن لمن هم أهل الخبرة في ذلك ، وكلامي هذا أوجهه لرجال الدين وإلى بعض البرلمانيين لتحديد ماهو مطلوب منهم فعله في هذا الشأن ، وليدعوا هذه المهمة لرئيس الحكومة وعلىيهم الإيمان بذلك وتوجيه الشعب للقبول بذلك ، وطبعاً قد يحتاج رئيس الحكومة ليوضح لماذا وكيف ولكنه غير ملزم ببيان كل قضايا الأمن للجميع ، والذي نعلمه كلنا إن هناك تحديات تواجه الدولة العراقية في الصميم منها ماهو إقتصادي ومنها ماهو خدمي ومنها ماهو إعلامي وثقافي ، هذه التحديات تتطلب توجيه الأنظار إليها والعمل لحلها من خلال الإسهام في وضع البرامج الصحيحة ، وعدم التحايل على القانون فهناك جهات تعمل لتقويض أمن المواطن الإقتصادي والخدمي كي يبقى العراق يدور في حلقة مفرغة وفاشلة ، ويبقى المواطن يشكو العوز والحاجة ، وهذه هي الطامة الكبرى أما الحديث عن بقاء القوات من عدمه فهذا تفريغ متعمد من البعض والزحف لكسب منافع للمناكفة وتبديد الوقت .
الكويت الآن تتحدى العراق في مينائها الجديد ولم نسمع سوى ثرثرات تصدر من هنا وهناك ليس لها وقع وقوة ، إن الذي يمكنه ردع الكويت عن الإضرار بالإقتصاد العراقي هو تمساك الشعب ووحدته ثم تقوية العلاقة مع أمريكا فلنتمسك بهذين الخيارين إن كنا حريصين بالفعل على مصالح بلدنا بالفعل ، ولندع الشعارات والكلام الفارغ فالحقيقة مرة ، وأقول : للذين يراهنون على إيران ، أقول لهم هي تعاني وقد لا يطول الأمد بها وبمعاناتها غير سنة أو سنتين ، كما أنها ليست الحيط الذي يمكن الإتكاء عليه ، ذلك لأنها الجدار المائل المهزوز فلندعها لشعبها هو أكفل بها وأبصر ، ولا نعلق مستقبل بلدنا على ماتريد فهي لاتريد لنا الخير مطلقاً
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نهاية الإرهاب
-
البحرين لا تنقذها الدبابات السعودية بل ينقذها الحوار الوطني
...
-
الثورة الليبية في مواجهة الطغيان
-
أحذر الحكام العرب
-
الشعب يريد إسقاط النظام
-
هل أفاق العرب من سباتهم ؟
-
الثورة المصرية ... الحلم العربي
-
ثورة الشعب المصري
-
الحرية والثقافة
-
الثورة التونسية في مواجهة التحديات
-
لماذا الليبرالية الديمقراطية ؟
-
على أبواب عام جديد
-
أردوغان والوحدة
-
الخمر بين الحلال والحرام والإباحة
-
العام الهجري الجديد
-
الليبرالية الديمقراطية في مواجهة الطائفية والعنصرية
-
القرآن والمرأة
-
الليبرالية طريقنا للنجاة
-
حاجتنا لتشكيل نظام الأقاليم العراقية الثلاث
-
ماذا بعد تقرير ويلتكس
المزيد.....
-
مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
-
هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال
...
-
مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
-
الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
-
-حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار ..
...
-
اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
-
مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
-
4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
-
سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا
...
-
ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|