|
عندما يخطأ الكِبار
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3394 - 2011 / 6 / 12 - 21:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتخاصم الكِبار أحياناً ، فيدفع الصِغار الثَمَن ... المالكي في مناسباتٍ عديدة ، غَمَزَ بإتجاه علاوي ، متهماً أياه ، بأنه جزءٌ من الحكومة ويقوم بدور المعارضة الهّدامة .. لّمَحَ ان علاوي ، يحتضن إرهابيين أمثال فراس الجبوري ... بينما رّدَ علاوي ، بدون تلميح أو غمْز ، إذ قالَ ، ان رئيس حزب الدعوة ، كاذبٌ ومُخادع ، وإستطاع الإستحواذ على السلطة ، بمُساعدة ايرانية مُباشرة !. طبعاً نحنُ لسنا في بريطانيا ، ولا في السويد ... حيث يقوم زعيم حزب ، بإنتقادٍ لاذع لرئيس حزب آخر قبل الانتخابات مثلاً ، أو يتهمان بعضهما البعض بمُختلف الاتهامات .. ولكن لايوجد بين أتباعهما ، مَنْ يتحّمَس او يتهّور ، او يتشابك بالأيدي او يختلق المشاحنات العنيفة .. ففي تلك البلدان ، كّفوا منذ زمن بعيد ، عن [ الفِداء بالروح والدم للزعيم او الرئيس ] !... تركوا عن قناعة ودِراية ، [ تقديس الفرد ] ... وحتى إذا شطحَ أحد السياسيين ، وتمادى أكثر من اللازم ، فنادراً ما ينجرف الآخرون وراءه ... ولهذا ، فأن تعامُلهم مع بعضهم البعض أكثر رُقياً ، من تعاملنا مع بعضنا .. ولهذا فان مشاكلهم السياسية أقل من مشاكلنا ، وأبسط وأسهل حلاً . قبل أشهرٍ عديدة ، من الانتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة ، وفي مرحلة " تصفيات " الحزب الديمقراطي ، لتشخيص مُرّشحه ، إنحصرَ التنافس الشَرِس بين " هيلاري كلينتون " و " اوباما " ، ولم تبقى شاردة ولا واردة ، لم يستخدمها الخَصمان اللدودان ، في الإنتقاص من بعضهما في كُل الولايات الامريكية .. بحيث ان الحزب الجمهوري ، لم يكن بحاجة الى إبراز نواقص ومثالب المُرشحَين الديمقراطيين ، فأوباما وكلينتون ، كانا يقومان بذلك طواعيةً !!. وعندما رَسا المزاد أخيراً على " أوباما " ... إستغربتُ انا على الأقل ... حين أعلنتْ " هيلاري كلينتون " في نفس اليوم ، بأنها تُهنيء أوباما على ترشيحه ، وانها ( تقف بكل قوة معه وتدعمه في الانتخابات وتدعو كافة الذين إختاروها ، ان يُصوتوا لأوباما ) ... استغربتُ ، لأنني بعقليتي العراقية الكلاسيكية ، كنتُ أتصور ، ان هيلاري ستغضب وتبقى حاقدة على اوباما طيلة حياتها ! .. وزاد إستغرابي ، حين إختارها اوباما لأرفع منصب الا وهو وزارة الخارجية ... وتناسى الإثنان بكُل بساطة ، أطنان الانتقادات المتبادلة ، وحتى الشتائم ، خلال فترة الانتخابات الاولية !... هذا كُله في كفة ، وكلمة مُرّشح الحزب الجمهوري المنافس القوي ، بعد إعلان النتائج وفوز اوباما ، في كّفة .. حينَ باركَ له الإنتصار ، متمنياً له النجاح في مهمته ، مُبدياً إستعداده للتعاون المثمر . ........................................ اليوم ، الاحد 12/6 ، قبل الظُهر ، وفي باحة مجلس النواب العراقي ... تشاجَر نائبان بالشتائم والأيدي ، صَقران .. أحدهما من جماعة المالكي " كمال الساعدي " ، والآخر من جماعة علاوي " حيدر الملا " .. طبعاً لوجود الكثير من النواب في الباحة ، فلقد فُضّ الاشتباك خلال دقائق .. هؤلاء هم مُمثلي الشعب ، وكلاهما من حاملي الشهادات الجامعية ، ويُفتَرض بهما ، ان يكونا قدوة ، ومثالاً ، للكياسة والمرونة والدبلوماسية .. فإذا بهما يُثبتان ، بأن لافرق بينهما ، وبين مُراهِقَين في الشارع ! ... هنا تكمن الخطورة ، فنحن في العراق ، فإذا كان النواب ينجرفون خلف تصريحات وبيانات زعماءهم وقادتهم ، فيتعاركون بالأيدي ... فكيف سيتصرف ، المواطنون البُسطاء ، والأميون وقليلي الوعي ؟ عندما تمتلك قواعد الاحزاب ، درجة من الوعي والثقافة ، بحيث لاتنجَر وراء أخطاء القائد والزعيم .. حينها سيكف الزعيم والقائد ، عن إرتكاب الخطايا ، ويتوقف عن إصدار البيانات المتشنجة والتصريحات النارية !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاوي والمالكي ينشرونَ الغسيل القَذِر
-
مُظاهرات الجُمعة في العراق
-
- عملية تَجميل - للرئيس اليمني
-
العراق واُفق المُستقبل
-
تقييم المئة يوم
-
الحاج - ش - أفضل من المالكي
-
الرياضة بين الهِواية والإحتراف
-
العجوز المسيحي الذي أصبح مُسلماً
-
سُخرِية
-
شّرُ البَلِيةِ ما يُضحِك
-
مِنْ الحياة اليومية
-
السيستاني لم يستقبل السفير الإيراني
-
صديقي الذي يتمنى أن يكون مصرياً
-
- إستعراض -التيار الصدري
-
السعودية والنَهي عن المعروف
-
عند الحّلاق الخبرُ اليقين
-
ما الفرق بيننا وبين النمسا وألمانيا ؟
-
ضوءٌ على الانتخابات التركية العامة
-
على هامش ميزانية أقليم كردستان
-
جماهير الأقليم في إنتظار الحلول
المزيد.....
-
قمة السلام الخاصة بأوكرانيا تحمل روسيا مسؤولية المعاناة والد
...
-
-شبيغل-: ألمانيا تدرس الترحيل إلى أفغانستان عبر أوزبكستان
-
زيلينسكي في ختام قمة أوكرانيا: روسيا غير مستعدة -لسلام عادل-
...
-
السديس يثير تفاعلا بما قاله عن الفلسطينيين في خطبة عيد الأضح
...
-
مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين بإطلاق نار خلال احتفال -بيوم الحري
...
-
47 درجة مئوية في الظل.. الأرصاد السعودية تسجل أعلى درجة حرار
...
-
ساركوزي يحذر من قرار مفاجىء لماكرون سيدفع فرنسا إلى الفوضى
-
حريق كبير يلتهم 300 نخلة في محافظة الوادي الجديد المصرية
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تجمد التحقيق بشأن عمل الجيش الإسر
...
-
مصدر مصري رفيع المستوى يعلن تكثيف القاهرة اتصالاتها لتطبيق ه
...
المزيد.....
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
المزيد.....
|