أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - آخر الدواء الكي يا شعب العراق !















المزيد.....

آخر الدواء الكي يا شعب العراق !


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 03:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



المثل العربي الخالد ( آخر الدواء الكي ) يصلح كعلاج ، حتى في احسن ظروف التقدم العلمي والتكنولوجي ، خصوصا في بلد كالعراق ، الذي هجرته التكنولوجيا والخبرات العلمية ، ولم يعد هناك سوى غابة من خرافة ، لا يحكمها قانون او بروتكول ، بل الذي يحكمها ، شريعة شبيهة بالتي كان يحكم بها صدام حسين وأجهزة أمنه ومخابراته .
وحتى تتاح الفرصة للعطار لأصلاح ما افسدته مارثونات الكتل السياسية اللاهثة وراء المصالح والمنافع الخاصة بها ، فليس امامه غير الكي كآخر وسيلة للعلاج .

وعلاج الكي الذي يمكن أن يصلح للعراق بعد الفلتان الأمني والخلافات والأختلافات بين الكتل النيابية الفائزة بالأنتخابات ، وعنايتها فقط بمصالحها الحزبية والفئوية الضيقة ، وكذلك الفشل في تشكيل حكومة عراقية كاملة بعد مرور اكثر من سنة على الأنتخابات البرلمانية ، ولأنه لم يتحقق اي نجاح ملموس في مهلة المئة يوم التي اعطاها فخامة رئيس الوزراء لنفسه ليخرج بتصور عن امكانات حكومته برسم خارطة طريق لتنفيذ ما وُعِدَ به الشعب العراقي منذ الخامس والعشرين من شباط الماضي ، هو الذي ربما سيبعث الحياة من جديد في الحياة السياسية العراقية التي غابت عنها شمس الثقة المتبادلة بين الكتل الكبيرة ( دولة القانون والعراقية ) التي بيدهما مقدرات البلاد والعباد .
الكي هو آخر الدواء الذي يمكن ان يصنع ويصحح مسار البناء الديمقراطي في العراق الذي كان متوقعا نجاحه في سيرورة العملية السياسية المتفق عليها من الجميع .

هذا الأتفاق الجمعي المفقود الذي اصبح كلام صحف يصرحون به بالمجان ، وبمناسبة وبلا مناسبة أصحاب الكتل الكبيرة ، دون ان يمس صروح الأرادوية التي تحبسها في دواخلها تلك الكتل الحالمة بالأنفراد والتسلط . ولعل السيد حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي قد اصاب الحقيقة كلها في حديثه لوكالة اصوات العراق حين قال ان " الخلافات بين العراقية ودولة القانون متوقعة ، وهي نتيجة طبيعية لنظام المحاصصة السائد في تشكيل الحكومة وحصيلة الأنتخابات المشوهة التي جرت خلال العام الماضي ، وهذه الخلافات ليست صراعا بين قوى دينية وعلمانية ، بل هو صراع على السلطة في ظل محاولة كل من الطرفين الهيمنة على مراكز صنع القرار " .

والكي كعلاج ، يراد به هنا أصلاح العملية السياسية شكلا ومضمونا ، حيث باتت هذه العملية قاصرة عن أنتاج اي فعل سياسي وطني جمعي ، بعد وصول لغة التخاطب بين الكتلتين الى مستوى لا يليق بمستوى حجمهما الأنتخابي ، خصوصا لغة التخوين وعدم الثقة التي يتناطح بها الطرفان ، والغرق في تفاصيل يراد منها التيئييس ، لغرض الأنفراد بالسلطة من قبل طرف على حساب الطرف الآخر ، حيث لم يعد الأمر خافيا على أحد .

والكي هو عبارة عن اجراء انتخابات برلمانية مبكرة ، انتخابات عابرة للطوائف والتقسيم المجتمعي الذي يكرس للطائفية التي تلغي كل ما يمت للوطنية العراقية التي تمترست في تأريخ العراقيين السياسي والأجتماعي بأي صلة .
لا اقول ذلك بموجب ما ردده علاوي رئيس القائمة العراقية الذي سمح بمواقفه المتقلبة بهذا الأنفلات السياسي ، كما أني لا اتناغم مع أسباب مقولته الداعية الى انتخابات مبكرة بعد فشل اللقاء الثنائي بين العراقية ودولة القانون حيث صرح " اصبح ضرورة ملحة ( يقصد أجراء انتخابات مبكرة ) لتعديل مسارات العملية السياسية ووضعها في الأطار الصحيح الذي يفضي الى نهايات مشرقة وواضحة المعالم والمتاهات السائرة بها اليوم " .

الأنتخابات المبكرة بلا اعادة نظر في الضوابط التي تضمن سلامة الأنتخابات وخلوها مما ساد في انتخابات آذار 2010 ، هي عملية أعادة انتخاب نفس الكتل كما اشار بخبرته ممثل الكتلة الكوردستانية النائب المخضرم محمود عثمان حين تحدث الى وكالة الأنباء الكوردستانية " اجراء انتخابات مبكرة من دون تغيير قانون الأنتخابات ، لن يغير أي شيء ، إلا في حالة تغيير القانون الأنتخابي بحيث تكون الأنتخابات دائرية والترشيح فرديا والناخب يكون له الحق في اختيار الشخص الكفوء من بين المرشحين " مضيفا " لن يحدث أي تغيير ، لأن الكتل نفسها والقوائم نفسها ستفوز ، وعلية لا اؤؤيد اجراء انتخابات مبكرة بدون تغيير القانون الأنتخابي بحيث اما أن يصبح العراق دائرة واحدة ، او أقامة انتخابات دائرية " .

وللخروج من الأزمة السياسية المستفحلة التي يؤجج فتيلها كل من كتلتي دولة القانون والعراقية ، لابد من خطوات تتزامن مع فكرة أجراء انتخابات مبكرة تضمن عدم حدوث ما اشار اليه النائب محمود عثمان .
وهذه الخطوات كما حددها النائب السابق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، والتي تتعلق ب :
" ثمة امورعلينا اجراؤها قبل الشروع في انتخابات برلمانية ، لضمان نجاح الأنتخابات المقبلة بشكل افضل من سابقاتها " مؤكدا على وعي الناخب حين قال " الشعب العراقي ليس كتلة صماء ، وهو يعيش معاناة جميع مناحي الحياة ، وقد تكونت لديه خبرة وتجربة اضافية ومعرفة اعمق مما كان عليه سابقا ، فقد بات هذا الشعب قادرا اليوم على الأدلاء بصوته لمن يستحق ثقته ، واحداث الفرق من خلال صناديق الأقتراع وأعادة التوازن الى العملية السياسية بعد ان تحرر من خوفه " . و جملة هذه الأمور التي أشرها السيد موسى هي : -
1 - قانون جديد للأنتخابات . " على مجلس النواب مراجعة قانون الأنتخابات الجائر ، خاصة بعد أن حكمت المحكمة الأتحادية بعدم شرعية ودستورية التعديلات التي أدخلها مجلس النواب السابق على قانون الأنتخابات ، وهناك أجماع من قبل الكتل السياسية على ضرورة سن قانون جديد " .
2 - انتخاب لجنة وطنية حقيقية للأنتخابات . " انهاء عمل مفوضية الأنتخابات ، لأنها غير قادرة على ادارة انتخابات نزيهة في البلاد ، أذ ان مدة عملها الشرعية قد انتهت بجميع الأحوال ، ولابد من تأسيس مفوضية جديدة تتمتع بالمهنية والحيادية ، وتمنع التجاوزات ، بالأعتماد على قانون جديد للأنتخابات ، يمنع المال السياسي من التدخل في نتائجها ويحد من قدرة الدول الأقليمة على التلاعب بمصائر الناس " . وأضيف أنا لما تفضل به السيد موسى بأن هذه المفوضية لايكون تشكيل هيكلها قائم على المحاصصة السياسية كما هو جار .
3 - اقرار قانون الأحزاب . " اقرار قانون للأحزاب . وقد قدمت الحكومة مشروع قانون ، وعلى مجلس النواب مناقشته وأنجازه خلال فترة قصيرة ، وهو لا يحتاج الى أكثر من شهر لأنجازه " .
4 - اجراء التعداد السكاني . " أجراء التعداد العام للسكان ، بعد أن انجزت وزارة التخطيط كافة التحضيرات اللوجستية والأمور اللازمة لأجرائه والتحرر من العرقلات السياسية اللامشروعة والتي ينبغي تسويتها بقرار جماعي من البرلمان " .

هذه الأجراءات الأربعة وغيرها ، هي الكفيلة بعملية انتخابية مبكرة أو دورة انتخابية أعتيادية ، تحقق للناخب والمنتخب سواء بسواء انتخابات افضل بنتائجها من سابقاتها ، وتؤسس لأجواء صحية ضمن السياقات السليمة للمسار الديمقراطي الذي يرنوا اليه العراقيين .

وقد فصل السيد حميد مجيد موسى بتلك المحاور تفصيلا وافيا حين أكد على قدرة الشعب العراقي على الأختيار الصحيح حين قال " نحن نجد انفسنا أمام حاجة ملحة الى البحث عن حل ديمقراطي ودستوري وسلمي ومخرج لهذه الأزمة من خلال العودة للشعب وأجراء أنتخابات برلمانية مبكرة ، ليقول الشعب كلمته ويختار الأجدر لقيادة البلاد ، وانهاء مأساة السنة والنصف الماضية ومأساة السنوات السبع التي سبقتها "

أن جملة ما قيل يشكل في نهاية المطاف محصلة للمثل الماثور ( آخر الدواء الكي ) فلربما يتم اصلاح ما افسدته المصالح الضيقة الأفق ليعود العراق يمشي على اقدامه بدل رأسه من جديد .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انوفهم تشم رائحة اربعة هويات مزورة ولا تشم عطور شهادات نواب ...
- لماذا تتأخر رواتب الأرامل ولا تتأخر رواتب الوزراء والبرلماني ...
- مكاييل حكوميه
- ألا تستحق هذه الفضيحة الأستقالة !؟
- بخدم من هذا التراضق يا ساده ؟؟!!
- يَللي بلبنان الحال من بعضوه
- شر البلية ما يضحك يا سيادة النائب
- ما زلت أحلم برئيس وزراء كعصام شرف
- هل قُتِلَ ابن لادن أم لايزال حيا ؟!
- الصورة
- هل إستقرار العراق محكوم بتقارب العراقية ودولة القانون ؟
- الحزب الشيوعي العراقي يقود العمال الى ساحة التحرير في عيدهم ...
- يا غافلين إلكم الله
- نوازع الحكام كي يبقوا حكاما ... النماذج عديدة
- لجنة النزاهة تكشف عن تحايل حكومي بمبلغ 800 مليون دولار فقط
- هل إستعصى فعلا إيجاد بضعة وزراء ؟!
- ملاذهم نصب الحرية فقط حتى تُسمعْ أصواتهم
- دوار اللؤلؤة قد صار شهيدا
- بلاغ إجتماع لجنة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي الكوردستاني مفعم ...
- التغيير في المنطقه قانون أجتماعي سياسي مستحق


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - آخر الدواء الكي يا شعب العراق !