أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم الموسوي - عيّاري بغداد














المزيد.....

عيّاري بغداد


عبد الكريم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 07:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاهدنا عبر شاشات التلفزة وأجهزة الميديا الأخرى ، الاستعراض العضلي في بغداد ، لِجموع قَطِيعيّه من الشباب – الواعي – والشابات المُلطّخات بالقير الأسود تحت شمس بغداد الصيفيّة الحارقة ، وتَخيّل درجة حرارة الجسد وما ينبعث منه من روائح ... !! ، وجاء هذا الاستعراض تنفيذا لأوامر سيّدهم قُبة الإسلام مقتدى الصدر، في الردِّ على رغبة البعض في حكومة المحاصصة الطائفيّة ، لِتأجيل إنسحاب القوات الأمريكية من الأراضي العراقيّة . هذا الفصامي المعمم - لا أجد في تاريخ معممي العراق مَثلَه في الأميّة ومرض النرجسيّة وإنعدام الضمير- التابع المطيع لأسياده الجاثمين على أنفاس الشعب الإيراني ، بِأدّعاء ولاية الفقيه ، تبعاً للأسطورة ، الذي يقود هذه الجموع أو الجمهور الغريزي وبالتالي الهمجي الذي يُشبّههُ الفرنسي غوستاف لوبون ( بالمخلوقات البدائيّة في عُنفِها ووحشيّتها ) ، يقودها حَسبَ ما يشاء ، وهذه سَخَريّة القدر وهذا رَحم العراق الذي ينجب أجنّة مُشوّهه، مِثلَ هذه الجموع وقُوادها . هذا ألهذياني يطالب قوات الاحتلال بالانسحاب حَسَب أوامر طهران ، ليتُمَّ ابتلاع العراق سياسياً واقتصاديا وعسكرياً . وهو يَعلم تماما أن لولا هذه القوّات لِما أستطاع ( وغيره من يحكمون العراق اليوم ) ، أن يغادر جُحره عندما كان جرذاً منعزل في عهد النظام البائد .

منذُ السقوط عام 2003 أنشَأ هو وأعوانه ميليشيات عسكريّه دينيّه وطائفيّه مِن تَجمّعات واطئة وغير متعلّمة ومتخلّفة ولا تملك أيَّ واعز أخلاقي ولا شعور بالمسؤوليّة إزاء المجتمع والمؤسسات والبيئة وعُصاب وسواسي إزاء المرأة وجسدها وقيمتها وحقوقها وحريّتها كفرد في المجتمع ، تمّ هذا الإنشاء بِأشراف وِدعم مادي هائل ومعنوي من المخابرات الإيرانية . لعبت هذه الميليشيات دورها ، كَغيرها من ميليشيات الإسلام السياسي السلفي بِفكيهِ السني والشيعي وفلول البعث ، في تمزيق ونحر روابط الشعب بتكويناته المتنوعة وانتهاك واغتصاب الحقوق والأجساد وقتل جماعي على الهويّة الطائفيّة وتهجير مناطقي أحال العراق إلى كونتونات طائفيّة مُلأى بالفضلات والأمراض النفسيّة والجسديّة .

تقول كتب التاريخ، كانت بغداد منذ منتصف القرن الرابع إلى الخامس الهجري، مسرحاً لسلسلة من الفتن الطائفيّة والمصادمات وحروب أهليّة وقتل على الهويّة، وبِشَكلٍ خاص بين الطائفتين السنيّة الحنبليّة والشيعيّة . كتبَ جورج طرابيشي في مُؤلّفهِ – مصائر الفلسفة بين المسيحية والإسلام – حول هذه الفِتن ( مما زاد في خطورة هذه المصادمات أن كلتا الجهتين – الطائفتين – زوّدت نفسها بِميليشيا شبه عسكريّة عُرفت في كتب الحوليات باسم – عيَّاري بغداد – وكان الهم ّ الأول لهؤلاء العيّارين ، المُتَكَسّبين من الفتنة ، إشعال نارها كُلّما واتتهم الفرصة ، ليجنوا المزيد من الغنائم من جرّاء نهب الدور وإحراقها ، بل أنّ تلك المواجهات غالباً ما كانت تتطوّر إلى حرب شوارع حقيقية ) .
هذه الفوضى العارمة في عراق اليوم ، بلد الطوائف والميليشيات والعشائر التي تتحكم في مصير المجتمع وثرواته وتَنأى به بعيدا عن القيم الإنسانية والحضارية وتُقهقره إلى عصور الأسطورة والخرافة والحروب الدينيّة .
وأختم هذا الحفر في الهواء والبصاق في البحر، بِكلمة لِبرهان غليون – إن أمّة لا تستطيع أن تستوعب القيم الجديدة للحضارة تخرج من التاريخ وتتقهقر نحو البربريّة - .



#عبد_الكريم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصرٌ في الشامِ
- جثةٌ في بحرِ العرب
- توقيع كتاب ٌشعريّ
- نبيٌّ ضيّع بوصلتهِ
- لِمَ الوهم ؟
- لصوص العراق وجمعة 25 فبراير
- ما الفرق بين الشعوب ؟
- كارئةٌ تُدعى الله
- العراق من الشريعة البعثية إلى الشريعة الإسلامية
- العراق الكحولي من البداوة إلى الدين
- أًخيّطُ أحلامي
- رُبَّما
- بلاد عائمة
- قبل الرحيل
- خواءٌ يسيل
- ثورُ غرنيكا
- سُباتٌ خادِع
- أدعوك
- بلا أثر
- تمثال


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم الموسوي - عيّاري بغداد