منفيون من جنة الشيطان31

وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3378 - 2011 / 5 / 27 - 14:23
المحور: الادب والفن
    

منفيون من جنة الشيطان31

مثلَ النّفايَاتِ السّامّةِ
تُوزّعُنا الأقدارُ
عَلى البُلدانِ المَنفِيَّةِ
…….
يَقِفُ المَلَكُ الأسْوَدُ
عِندَ الرّأسِ وَيسْألُ
لِمَنْ تُهْدي زَهرَةَ عُمْرِكَ
لِلحَربِ أم لِلعَولَمَةِ
ألَيْسَتْ هَذِهِ دِمقراطيّةً
أنْ تختارَ مَوتكَ
فلا تقولُ غَرّروا بي!..
أو تقولُ تَفاجَأتُ..
دِمقرَاطيَّةُ الذّبْحِ
مَهمَا سَمّنوها
فلا بُدّ تذهَبُ إلى المَجْزَرَةِ
دِمقرَاطيّةُ رُعَاةِ البَقَرِ!..
الأبْقارُ الّتي لا تَسْتَشهِدُ في الحَربِ
تُقادُ إلى حَظيرَةِ العَلَفِ الأميركيّةِ
في انتِظارِ حَربٍ جَديدَةٍ!..
………
لِتَحتَرِقْ قلوبُكُنَّ أيَّتُها الأميركيّاتُ
كَمَا احْترَقَتْ قلوبُ العِرَاقيّاتِ
من أجلِ أولادِهُنَّ وَأزوَاجِهُنَّ!..
الجُنديُّ الأميركيُّ
لا تقتلُوهُ
عَلّقوهُ من خِصْيتهِ عَلى شَجَرَةٍ
يَتَلذّذُ بِالمَاسوشيّةِ
بَعْدَ تَلذّذِهِ باِلسّاديّةِ العَمْياءِ
[طائِرةٌ أميركيّةٌ تضرِبُ تَجمّعاً عَسْكريّاً أميركيّاً
جَنوبَ غربي الكُويت/13/3/2001]
…………
إذا كانَ الطيّارُ الأميركيُّ انسَاناً
فلِمَاذا لا يشعُرُ بِالنّدَمِ
لأعْدادِ ضَحَايَاهُ من الشّعوبِ
وإذا كانَ يُحسّ بِالنّدَمِ
لِمَاذا يقتلُ الأبْرياءَ
وإذا كانَ يقتلُ الآخَرينَ
بِأقذرِ الأسْلِحَةِ
فلِماذا يَخافُ أنْ يُعاديَهُ الآخَرونَ..
وَيُسَمّي المُقاوَمَةَ إرهاباً..
وَالمُدافعينَ عن أنفسِهُم
ارهابييّنَ!..
"واقتلوهُمْ حيثُ ثقِفْتُمُوهُمْ"
ألا يَعرِفُ أنَّ السّنّ بِالسّنّ
وَالعينَ وَالدّمَ لا يستحيلُ مَاءً!..
هَكَذا عَلّمَنا حَمُورابي
هَذا مَا كتبَهُ الطَيّار الأميركيُّ عَلى الشّعُوبِ
وَهَذا مَا تُنتِجُهُ هوليودُ العَرَبيّةُ
بِمُعَادَلَةٍ بَسيطةٍ
هَذا مَا كتَبَهُ عَلى نَفسِهِ
"يدُهُ على الجميعِ، ويدُ الجميعِ عليهِ" *
أنْ يكونَ مَطلوباً وَمُلاحَقاً وَمَنبوذاً..
قاتِلاً هَمَجيّاً وَتافِهاً..
نازيّاً عُنصُريّاً وَسَاديّاً
فارِغاً وَمَريضاً وَمَصّاصَ دِماءٍ
أميركا هِي العَالمُ الجَديدُ
الّذي يُدمّرُ العَالمَ القديمَ
ثمَّ يُدمّرُ نفسَهُ
حَضارَةُ النّفايَاتِ النُّوَويّةِ
وَغرامُ الأشعَّةِ غيرِ المَرئيّةِ
هَا هِي تُدَمِّرُ نفسَها!..
أميركا هِيَ شِنعارُ العَصرِ النّوَويِّ
ولم تكنْ شنعارُ ذاتَ يومٍ أميركا
تلكَ اكتشفَتِ الانسَانَ
وَلم يَكتشفْهَا انسَانٌ
تلكَ أعْطَتِ العالَمَ
وَالعالَمُ انتقَمَ مِنها
لأنَّه هَكَذا
الانسَانُ يقتلُ الأمَّ التي أنْجبتهُ
وَيَهدِمُ النبعَ الّذي رَواهُ
وَيَعَضّ اليَدَ الّتي سَاعَدَتْهُ
حَتّى لا يشعُرَ بِالنّقيصَةِ
"عَمّ الفسَادُ البَرَّ وَالبَحرَ
مِمّا كسَبتهُ أيْدي النّاسِ"
لا..
لا تقتُلوا الجُنديَّ الأميركيَّ
اربُطوهُ من خِصيتِهِ إلى شَجَرَةٍ
قربَ النّاصِريّةِ
أو أبي الخصيبِ
وَدَعُوه يَسْتلذّ بِريحِ الجّنوبِ
نحنُ نُعطيهِ فرصةَ التلذّذِ
لأنّنا نَعرِفُ أنَّهُ مَريضٌ
وَلن يُداويهِ
غيرُ ضَحايَاهُ
نَحنُ الّذينَ خلقنا التاريخَ
وَشرَحْنا خُطُواتِ الزّمَنِ!.

الثلاثاء- 13/3/2001
ـــــــــــــــــــ
استعارات نصوص قرآنية وانجيلية وبابلية قديمة.

#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل