أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - سوريا إلى أين؟ - الحل الثالث للشارع السوري














المزيد.....

سوريا إلى أين؟ - الحل الثالث للشارع السوري


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجب أن تحرر سوريا أولاً لتحرير الإنسان!

هذان المطلبان اللذان أحدهما اجتماعي والثاني سياسي هما مطلبان جوهريان من مطالب الثورة السورية، فالنظام السوري يحتل سوريا منذ عقود طويلة مارس خلالها أبشع أنواع الجرائم في حق السوريين واخترق ببوليسه السياسي البيوت والعقول ولم يتردد لحظة واحدة عن إطلاق النار في صدور الناس كأي محتل يعامل محتليه، والنظام السوري يترك الجولان محتلاً من طرف أخوته في "النضال" الإسرائيليين دون أن يطلق رصاصة واحدة في سبيل تحريره، فكيف تحرير فلسطين وكل ذلك الادعاء المضلل؟ فالأخوّة الرابطة بين النظامين الإسرائيلي والسوري حقيقة واقعة هي في جذورها حقيقة توراتية عميقة عندما يعتبر الإسرائيليون بشار الأسد "ملك إسرائيل" الحامي لها ليس من الحدود السورية فقط بل واللبنانية بعد أن نقل المعركة بينه وبين إسرائيل إلى الحدود اللبنانية تحت شعارات المقاومة الزائفة ليأتي بجنود كل دول العالم من أجل منع أقل فعل للمقاومة، لهذا لا تنام الحكومة الإسرائيلية الليل وهي تخطط وتضغط كي يبقى هذا النظام الفاشي قابعًا على صدور السوريين إلى الأبد تطبيقًا لشعاره الذميم "الأسد إلى الأبد"! ولأن إسرائيل لا تريد أن ترى التجربة المصرية تتكرر في سوريا، فتفقد في المنطقة حليفًا آخر من أقوى حلفائها. لهذا بقيت مواقف الغرب مائعة، فلم ينحز إلى ثورة الشباب كما انحاز في بلدان أخرى، وترك مصالحه معلقة بين دعم مطالب الإصلاح والتغيير وبين تجاهل هذا المطالب والاكتفاء بالتنديد الكلامي أو الإجرائي الخجول دون أن يؤثر ذلك كثيراً في نظام أسد القمعي. ولن ننسى مواقف الروس والصينيين النذلة إلى جانب النظام، فلعبة المواقع لديهم أهم بكثير من حرية شعب وحتى ذبح كل أفراده.

الثوار في سوريا تركهم الغرب والشرق وحيدين أمام مصيرهم، والشعوب العربية في معظمها لم تزل ضحايا خوفها وانهزامها، لم يخرج واحدٌ منها إلى الشارع لدعمهم، بينما رفع الفرنسيون يافطات الدعم للأحرار السوريين في مظاهرات الأول من أيار، والثوار في سوريا لا يشكلون حتى اليوم تهديدًا للنظام وكل شيء يشير إلى بطشه وجبروته: دباباته، قتلته، أولئك القتلة للثوار ولرافضي الأوامر من قواته ثم الادعاء المنفضح بأنهم قُتلوا على يدي من لا سلاح في يديه، مقوسوه، مطبلوه، مزوروه، زماروه، طابور حزب الله الخامس، وحتى إسرائيل إذا ما شعرت ببدء انهياره لن تتردد عن شن هجوم مفتعل يجعل من نظام الأسد نظامًا معتدى عليه، وخذ من أذيال النظام وأبواقه ولولةً وزعيقًا: سوريا يا سوريا! وتعالوا لحماية سوريا ورد المعتدين عن سوريا! يا معقل الثوار يا سوريا! فتنهي الثورة نفسها بنفسها، وتقف إلى جانب النظام بعد أن كانت ضده.

وضع سوريا الراهن يختلف عن وضع تونس ووضع مصر حيث لعب الجيش دورًا هامًا إلى جانب التغيير السياسي في هذين البلدين، فالحل على الطريقة المصرية أو التونسية ليس حلاً سوريًا، وكذلك الحل الليبي ليس حلاً سوريًا وشعار الثوار "سلمية" هو المعمول به، فلا الحل الأول ولا الحل الثاني سيسقط النظام، فهل هناك من حل ثالث؟

الحل الثالث هو الحل الجزائري أيام الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي: حرب العصابات، فالمنتفضون سيُقتلون سواء أكانت سلمية أم غير سلمية، وهم يصارعون وحدهم، المجتمع الدولي كالمجتمع السوري لا يتحرك إلى جانبهم، والنظام يراهن مع الوقت على تفكك حركتهم بعد تعب ويأس، وعلى فشلهم، وعلى عكس كل من دعا وطالب بالعمل السلمي في الساحة السورية هذا العمل الذي سينتهي والظروف الراهنة إلى الاستسلام أدعو وأطالب بالمواجهة القتالية على جبهتين جبهة الجيش وجبهة المجتمع، جبهة الجيش عن طريق إرهاقه واستنزافه حتى تنتفض عناصره الوطنية التي لا أشك أبدًا في إخلاصها إلى جانب المنتفضين، فحرب العصابات دومًا ما كانت قوة للجماهير كما يقول غيفارا وإرادة لها في التغيير والتثوير، وجبهة المجتمع عن طريق إرهاب عناصره المستسلمة الخانعة المترددة، فمئات الضحايا وعشرات آلاف الجرحى والمعتقلين في دمشق ودرعا وحمص وحماة وحلب واللاذقية وبانياس وباقي المدن السورية الباسلة، كل هذه الجرائم البشعة لم تؤثر فيه، هذا الإرهاب الثوري هو العامل الأساسي في التفاف كل المجتمع الجزائري من حول الثورة لأنه يزعزع تحت إرهاب الدولة ثقة المنهزمين بالنظام والذين سيختارون تحت إرهاب الثورة الثورة كبديلٍ له، الثورة الحبلى بألف حلم، وقد غدت أحلام الجميع.



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد فتح وحماس على الشارع الفلسطيني أن يتحرك
- اتفاق فتح حماس طبخة أمريكية-إسرائيلية جديدة
- في لهيب محمود درويش
- يهودي حائر أضاع الطريق إلى الصحراء
- شاعر شيوعي قديم يشرب كأس بيرة في بار الفردوس
- المثقف الفلسطيني وحالة التهميش والحصار التي يتعرّض لها
- ثلاث ملاحظات أساسية حول الثورة المصرية
- حكومة البخيت للإصلاح أم للإرعاب؟
- نافذة على الحدث الثورة المضادة
- حكاية فلسطيني عاد إلى يافا*
- شومسكي المخيب للآمال
- الوقت الضائع في عالم عربي ضائع
- ترجمة الفصول الخاصة باتفاقية أوسلو (2) تمهيد للأسر والتبعية ...
- ترجمة الفصول الخاصة باتفاقية أوسلو (1) أكبر عملية نصب سياسية ...
- حوار مع د. عزمي بشارة
- نحو مؤتمر بال فلسطيني (28)
- قوى العقل في إسرائيل والعالم العربي
- يا عبد الله الثاني هل أنت مقتنع بما تقول؟
- ما تبقى من: حوار مأزوم حول الأدب وقلة الأدب وما بينهما...!؟ ...
- حوار مأزوم حول الأدب وقلة الأدب...!؟


المزيد.....




- -نساء الزرافات- في تايلاند..هكذا وثق مغامر إماراتي واحدة من ...
- كيف تحوّلت ألعاب الفيديو إلى ساحة لتجنيد المتطرفين؟
- فاديفول في زيارة رسمية لأوكرانيا تأكيدا لمواصلة الدعم الألما ...
- حرب السودان.. عندما يصبح الصحفي سائقا والمهندس مزارعا
- هل تحتوي الإيصالات الورقية على مادة سامة؟
- هل تنجح ضغوط واشنطن في التوصل إلى صفقة تنهي حرب غزة؟
- سلاح حزب الله بين الضغوط والجدل اللبناني وترقب الرد
- أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب
- غروسي ينسف رواية ترامب.. مشروع إيران النووي لم يُقبر بعد
- ضربات ترامب على إيران تعزز تمسّك كوريا الشمالية بترسانتها ال ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - سوريا إلى أين؟ - الحل الثالث للشارع السوري