أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - ترجمة الفصول الخاصة باتفاقية أوسلو (1) أكبر عملية نصب سياسية في التاريخ














المزيد.....

ترجمة الفصول الخاصة باتفاقية أوسلو (1) أكبر عملية نصب سياسية في التاريخ


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كتابي "دفاعا عن الشعب الفلسطيني"، أظهرت كيف نجح ياسر عرفات في تدجين الفلسطينيين من أجل القبول بأي حل سياسي، وإلا ما كان بإمكانه أبدا أن يجرؤ على الذهاب إلى أوسلو ليفاوض اتفاقا تصفويا هدفه محو القضية الفلسطينية نهائيا وهضم الحقوق الوطنية والإنسانية لشعب بأكمله. كان على عرفات أن يفسد كل مثقف، كل كادر، كل موظف. كان عليه أن يضع يده على كل مؤسسة، كل هيئة، كل جهاز. وبقوة النقود التي كانت السعودية وبلدان الخليج تصبها عليه بأمر الأمريكيين، جعل من نفسه إله كل نفس ضائعة أو قابلة للضياع. رفع إلى الذُروة (عدا البعض الذين خانوا طبقتهم واصطفوا إلى جانب الوطنيين) أبناء وأحفاد العائلات الكبرى البائعين أبا عن جد، والذين اشتهروا بتواطئهم الدائم مع السلطات القائمة سواء أكانت إنجليزية أو أردنية أو إسرائيلية –ويبقى مصطلح "خونة" ضعيفا جدا لوصفهم. وفي الوقت نفسه، جرجر سكان الأحياء الفقيرة ومخيمات اللاجئين في الوحول، أولئك الذين كان يدعي عدم ادخار أي جهد باسمهم من أجل تحرير فلسطين، بينما كان يعمل كل ما بوسعه من أجل التنازل عنها للإسرائيليين قطعة قطعة. لعبة مزدوجة كانت –وإلى اليوم- لوضع القناع على حقيقة أفعاله وأهدافه، فالقول شيء، والفعل شيء آخر. والقول لم يكن يكلفه أي شيء يذكر، كلمات اغترفت من قاموس البلاغة السياسية –الفصيحة والتقهقرية- للحكام العرب، والتي لا تقلق لا الإسرائيليين ولا الأمريكيين على الإطلاق بما أن بضاعة عرفات موجهة إلى السوق العربي الفلسطيني، وأقل من ذلك بما أنها لا تبدل شيئا من استراتيجيته المتآمرة والمفسدة، والتي ترمي إلى تركيع الشعب الفلسطيني، والعمل من يأسه عُملة تبادل بين الفلسطينيين. القليل أو لا شيء! كان يقول. اليوم، حتى القليل من المستحيل الحصول عليه، لأن الهدف النهائي هو التخلي عن كل شيء للإسرائيليين، عن الأرض، وعن الناس الذين عليهم أن يرضوا بحياة الأسرى والتبعية الكاملة في أرض إسرائيل. هذا هو اتفاق أوسلو، المدعو باتفاق رقم 1، للرابع من أيار/مايو 1994: حياة أسرى وتبعية كاملة في إسرائيل الكبرى التي تجمع إسرائيل المحددة بحدود 1948، الضفة الغربية، وقطاع غزة، أي فلسطين التاريخية.

وكما هي عادته عندما يتعلق الأمر "بعدم حل" في صالح إسرائيل، صفق الغرب، المُرائي والمتواطئ، للمبادرة، مرتديا ثوب العار والخزي إلى الأبد. أيد اليمين، لأن ذلك ما كانت تريده إسرائيل، وأيد اليسار، لأن ذلك ما كانت ترغب إسرائيل فيه وعرفات. والشعب الفلسطيني؟ ولكن للغرب يمينا ويسارا الشعب الفلسطيني هو عرفات! فساهموا بصوت واحد في حملة تبرير لهذا الاتفاق من أجل تعمية ملايين أخرى من النساء والرجال، وذلك بإخفاء مصيبة ما ترمي إليه لفلفة كهذه، وليبدوا كما يبدو أولئك الذين يقولون متحضرين عن أنفسهم، أناسا عاشقين للسلام والعدالة. ولكن، تحت قناع البنود والملحقات التي لا يقف واحد منها على قدميه، في الواقع هم قدموا دعمهم اللامشروط للعدوانية الإسرائيلية، وكذلك لشهية المستعمر، المؤلهة بصخب إعلامي يومي، والتي هي من خُلق كل سياسي إسرائيلي منذ هرتزل إلى شارون. إنه هذا الغرب الذي يمد الحكام الإسرائيليين بالمال والسلاح، حكام يعملون بسياسة دموية ومدمرة. وهذا الغرب الذي يصمت ويترك الإسرائيليين يفعلون ما يفعلون، بينما، وهو الواضع يده على الإقتصاد والعسكرة، يقبض على إسرائيل من خناقها: دون الغربيين، لا يمكن لإسرائيل العيش ولا حتى الوجود. ولكن لنقل صراحةً: في صالح الغربيين أن تسوء الحال، وفي صالحهم أن يبقى العالم العربي في حالة إنذار دائم دون أن تُترك له أية فرصة للنهوض ولعب الدور العائد عليه من أجل بنائه ومساهمته في بناء العالم. خطر دائم وحرب دون توقف لا تترك له الوقت ليستعيد أنفاسه. آخر حرب كانت هي حرب العراق على أيدي الأمريكيين وتواطؤ كل الغربيين بمن فيهم "أبطال" جبهة الرفض السلبي.

وهكذا مدعوسة ومفرقة، لا توجد البلدان العربية إلا بالإسم، وقد غدت عنابر نوم لملايين من الأفراد، محكومين من طرف طغاة يبدي لهم الغرب إعجابه ويشجعهم، وهم في الحقيقة جبناء تحت إمرة الموساد والسي آي إيه. وكان بإمكان هؤلاء المستبدين أن يضغطوا على الغرب، وذلك بإغلاق حنفية النفط، من أجل أن يفرضوا حلا مشرفا يرضى عنه الطرفان –الإسرائيلي والفلسطيني- ولكن كما هي عادتهم عندما يتعلق الأمر بالرهانات الوطنية الكبرى والقرارات السياسية التي تمس سلطاتهم وامتيازاتهم مباشرة، يمتنعون بعناية عن القيام بكل مبادرة في هذا الاتجاه، ولا يبقى لهم من اختيار آخر سوى الصف في صفوف اتفاق أوسلو. فلسطين التي لا تدعهم ينعمون بالنوم الهادئ في الليل وقّعت أخيرا على وثيقة إبادتها بيد فلسطيني، عرفات، ونَعَمّا حدث! هو حل آت من الفلسطينيين أنفسهم أيا كانت النتائج! ومنذ الآن فصاعدا فُتحت لهم الطريق إلى تل أبيب من أجل الذهاب إليها والصلاة في وضح النهار. سيتم خلق بلد هو عنبر للنوم جديد، والتعاضد بين الأنظمة الدكتاتورية شيء موجود، وهنا يكمن معنى القوة "الجبارة" للشرطة الفلسطينية المشترط عليها في اتفاق أوسلو (بند VIII، تصريح المبادئ).

ما تبقى لا حساب له، لأن الأمريكيين عبر هيمنتهم الإقتصادية والعسكرية صنعوا من هذه الشبه البلدان حجارة شطرنج لا أكثر ولا أقل، وبالتالي تعتمد أكبر عملية نصب سياسية في التاريخ الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية على قاعدة عالمية مصانة بقوة من طرف الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية، أمريكا وإسرائيل الحليفة التي خصتها أمريكا بنعمها، طالما بقي النفط العربي موجودا والهيمنة على المنطقة مطلبا استراتيجيا.

د. أفنان القاسم: خطتي للسلام، الإتحاد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دار لارماطان، باريس 2004، ص ص 9-14.

ترجمة د. بريجيت بوردو / الكيبيك

الفصل القادم: تمهيد للأسر والتبعية الكاملة

www.parisjerusalem.net



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع د. عزمي بشارة
- نحو مؤتمر بال فلسطيني (28)
- قوى العقل في إسرائيل والعالم العربي
- يا عبد الله الثاني هل أنت مقتنع بما تقول؟
- ما تبقى من: حوار مأزوم حول الأدب وقلة الأدب وما بينهما...!؟ ...
- حوار مأزوم حول الأدب وقلة الأدب...!؟
- نحو مؤتمر بال فلسطيني


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - ترجمة الفصول الخاصة باتفاقية أوسلو (1) أكبر عملية نصب سياسية في التاريخ