أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - سياسات مفتوحة النهايات..














المزيد.....

سياسات مفتوحة النهايات..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 00:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


قد تكون بالغة الدلالة هي تلك الاشارات التي وصفت القمة التشاورية لدول مجلس التعاون الخليجي والمنعقدة في الرياض على انها اول قمة عربية لمرحلة ما بعد الاحتجاجات الشعبية العربية التي طالت ولامست اذيال ثياب بعض الدول الخليجية المجتمعة وارعبت حد الهلع البعض الآخر..
اشارات قد يحيلنا ورودها في صدر النشرات الاخبارية للاعلام الرسمي الخليجي الى حقيقة ان دول مجلس التعاون تتجه الى نقل التناقض المحتدم بين الحكم العربي وقوى الشعب الحرة المنادية بالتغيير الى مستوى اعلى وباستخدام وسائل جديدة ابهظ كلفة واكثر تكلفا والمضي الى آخر الشوط في بناء منظومة مسرفة التخندق خلف الشعارات والايديولوجيات التي تحكم ممارسات الحكم العائلي المغلق السائد في دول مجلس التعاون ..
اشارات قد يثير الاستغراب اشارتها الى الطبيعة العربية للقمة رغم الجهود الواضحة والحثيثة التي بذلتها هذه الدول لاجهاض القمة العربية الاعتيادية والعمل على الغائها والحيلولة المستميتة دون انعقادها في بغداد..كما ان الترحيب الاقرب الى الدعوة الذي ابدته دول الخليج تجاه الطلب الغامض لكل من الاردن والمغرب في الانضمام الى مجلس التعاون تدل على الرغبة الاكيدة والتقليدية للسعودية حصرا في تجنيد مواقف وامكانيات دول اخرى تشترك معها في ملكة التطير من الملكية الدستورية ..ذلك الشعار الاقصى الذي طالبت به بعض الفعاليات الشعبية الخليجية وقوبلت بسببه بالحد الاقصى-كذلك-من القمع والتنكيل وتعطيل الحياة السياسية والعامة..
اي ان القمة التشاورية..ان استثنينا الفقرات الروتينية عن دعم الاستقرار في المنطقة وابداء القلق من التدخلات الايرانية هي في الحقيقة نقطة انطلاق علنية لنشاط باطني متقادم في تطويق الذات وترصين الصفوف تجاه اي بادرة قد تصدر عن الشعوب تجاه المطالبة بالحرية والانعتاق والعدالة والمساواة..كما ان اختيار هاتين الدولتين بالذات لتكونا موضع التغزل الخليجي هو نوع من الرغبة في انشاء مجمع موازي لجامعة الدول العربية يضم الانظمة الملكية الشمولية الوراثية التي تشترك بمقاومتها للمطالبات الملحة بالمشاركة الشعبية بالحكم وحرية التعبير والمساواة..
كما ان مقارنة بسيطة بين الاحضان المفتوحة على اتساعها والسرعة اللاهثة في التهليل للطلب الاردني ودعوة الطرف المغربي مع التدلل والتمنع ووضع الشروط ولسنوات طويلة تجاه الطلب اليمني الاقرب الى الفهم والواقع..ورغم العوامل الجغرافية والاجتماعية والثقافية التي تربط الخليج والجزيرة بالامتداد الطبيعي اليمني..يدل على اولية طبيعة النظم العائلية الشمولية المستبدة في اتجاه الاهتمام الخليجي وتحديد الخيارات السياسية والعلاقات المستقبلية..
كما ان مثل هذه التوجه الذي لا يمكن لنا ان نصفه الا بالخطل الكامل المواصفات والارتباك في تحديد اتجاه البوصلة السياسية للدول الخليجية ..يدل على محاولة لاحياء محور الاعتدال العربي المنهار ولكن باشتراطات محدثة تتراصف في مقدمتها عائلية الحكم ووراثيته وشموليته ورفضه للمشاركة الشعبية في الحكم..
مشكلة الدول الخليجية والمملكة العربية السعودية على الاخص بانها لا تستطيع العمل تحت الشمس وان تتحمل مسؤولية قراراتها ..وتحتاج دائما الى التعكز والاتكاء على –او شراء-قوى دولية او اقليمية لتمرير متبنياتها وقراراتها وسياساتها تجاه الدول الاخرى المتقاطعة معها في المواقف ..والمشكلة الاعظم في انها تعتمد سياسة الحلول –او التعقيدات-مفتوحة النهايات انفتاح الصحراء القفر على الافق البعيد..فهي تستمر في التحشيد وتكوين المحاور ونسج التحالفات بدون وجود استراتيجية واضحة وقابلة للاستيعاب والتطبيق ومن الممكن ان تحدد اهدافا مستقبلية لهذه السياسات..
فمن غير المعقول ولا المقبول ان تستمر دول الخليج في سياسة شراء المواقف المعادية والمحشدة تجاه الطرف الآخر من الخليج ..الى درجة القفز على خطوط العرض والخرائط والمسافات دون القيام بالخطوة الوحيدة التي تضمن لها الحسم النهائي لهذا الخلاف المتقادم حد السخف..فدولة يتجاوز انفاقها العسكري الارقام التي تمثل الميزانية العسكرية لدول اقليمية عظمى مثل مصر واسرائيل وتركيا وايران ..يستغرب ان لا تبادر الى ضرب التهديد الوجودي الذي تكابده وتقوم بتحرير الجزر العربية المحتلة على الاقل وحرمان ايران من موطأ قدم مهم في الخليج ان لم نقل الدخول في معارك كسر عظم نهائية مستندة الى الدعم الغربي والاسناد العربي الكامل وعدم الاكتفاء بتوسل امريكا واسرائيل للقيام بما تتمناه او تبديد ثروات مواطني دول مجلس التعاون في عملية التمترس خلف جيوش ودول اصغر منها حجما واضعف تسليحا واقل انفاقا..
ليس استخفافا ولا انتقاصا من دول مجلس التعاون الجارة والقريبة منا دما وتاريخا وتراثا ومصير..وليس تضخيما لقدرات نعرف جيدا حجمها وامكانياتها ونعي ان مثل هذه السياسات هي نوع من الاعتراف عالي الصوت بضحالتها وتواضعها على الارض وخارج نطاق القمع ونشرات الاخبار الرسمية..ولكنه ضجر وملل من اصرار عنيد لممارسات احالت منطقتنا وشعوبها الى مصدر للخراب والموت المجاني المسفوح..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة لم تعد نائمة..فلنفقأ عينيها..
- سقوط ثقافة الحزام الناسف..في عصر الشعوب الحية..
- يا ايها الطائفيون..لا نعبد ما تعبدون..
- ثقافة التلقين..والخطاب الفكري المدجن..
- نعم..ليس دفن البحر من الدين في شئ..
- القضاء على بن لادن..خطوة في منتصف الطريق..
- المبادرة الخليجية..حل الازمة أم أزمة الحل..
- تضامن الشعوب الحرة ضد عولمة القمع..
- فقه الثورة..وفقه الثريد..
- النظام الرسمي العربي..وازدواجية التخوين والتهليل..
- افيال النظام..وحقائق الارض الجريحة..
- يخرج الحي من الميت..
- الثورة المضادة والهجوم المعاكس..
- انصافا لحق الشعوب في تحقيق ارادتها..
- أم القمم..
- التدخل السعودي في الشأن المصري..نفي واثبات وتاريخ..
- مشاكل لنظام السوري ..مابين توجيهات الرئيس وحلول جاري الطيب ا ...
- اتهامات النظام السوري..اصابع كثيرة وجهات اكثر..
- ليس بالمبادرات وحدها تحيا الشعوب..
- محنة الاعلامي الحكومي عندما يكذب على الهواء..


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - سياسات مفتوحة النهايات..