أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلال محمود - قد كانَ , يوماً لي وطن














المزيد.....

قد كانَ , يوماً لي وطن


دلال محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 23:24
المحور: الادب والفن
    


قد, كان يوماً لي وطن
قد كان يوماً لي وطن.
وحبهُ في القلب قد وطن.
باعوك , للأغراب ,ياوطن
بسلاسلٍ من حديدٍ قيدوه, وطن.
همي قد قارب الآلآف طن ,وطن.
أنا الصغيرة, مابين أفراد عائلتي, وتسلسلي الثامنة, بعد اشقائي وشقيقاتي ، تعودت أن يناديني, كل منهم بألأسم الذي يحلو له ، غير أني لم أكن أستمتع إلا بألأسم الذي يناديني به أبي رحمه الله. كان,.

كان له وقع خاص في قلبي,فهو يناديني بـــ (دلال ) ويترنم به ليجعل معناه فعلاً وقولاً ، كان يغمرني بالحب الذي يفضي الى معنى كلمة دلال .بكل شيء في حياتي.


أبي, كان يعني وطني, بكل ماتحمل تلك الكلمة, من مشاعر, صدق ,وفيض حب لاينضب,الوطن لم يعني لي, تلك المساحة الجغرافية, من الأرض التي يعيش عليها مجموعة, من الناس, تربطهم, رابطة التاريح المشترك, والعادات المشتركة, واللغة المشتركة, كلا. فأنا , كنت أفهم كلمة الوطن, على أنه كل مايستوطن النفس, من حب وطيب, ونقاء,لهذا أكتشفت, أن أول ماأستوطن قلبي, هما(والداي)نعم, فأن الوالدين الطيبين هما أحلى معاني الوطن وأسماها, بعدها يكون الأخوة الكرماء,والجار الغيور بمثابة الوطن ,وحين تمر السنين ,دون شعور منك, تُختزل كل تلك الصفات, والمعاني الراقية بفرد واحد ,هو رفيق الدرب الذي دائما ماتحسن الظنون به, وتزكيه وتجعل منه ألهاً في الارض بعد الله ,ويكون هو الوطن, وياله من وطن, تبيع كل أوطانك المفترضين من أجله, أهلك, وأشقائك, وجارك, وتستغني عن وطنك الكبير.,

>>>>>>>>>>

أمي, رحمها الله ,كان في قلبها ,من الحنان, والطيبة, مايكفي العالم كله,لكني لاأدري لماذا لم تكن تظهر مشاعرها , نحونا ,رغم أنها كانت تغدق بالمشاعر, تجاه أقربائها , وتتواصل معهم, في كل مناسباتهم, المفرحة والمحزنة .وكانت رحمها الله خدومة لدرجة مذهلة,تكرم الضيف, أياً كان, حتى وان كانت لاتود زيارته. ..
شخصيتها قوية, لدرجة كنت اتمنى, ان اكون, هي عندما أصبح بعمرها ,صلبة وجدية ,لاتتردد في اتخاذ القرارت ولاتغير مواقفها بسهولة...

احزن الآن حين أتذكر أنني كنت أتوق كي أشعر بحنانها, لقد , كانت تأبى أن تظهره الا عند الشدائد, وكأنه دُرَرٌ, تخاف عليها ,من الضياع ,أسفاً لم تكن تعلم, أنها كلما أظهرته, كلما ,أزداد ثمنه, وأتقّد توهُّجه...

في أحدى المرات, وأنا كنت, أماً لولدين وأبنة .تصوروا عاندت نفسي, وقلت كفى يادلال, كل يوم أنتِ التي تسألين وأنتِ التي تذهبين لتطمأني على أهلكِ , أتخذت موقفي على مضض وقررت الا أذهب اليهم رغم يقيني أنني حين لاأراهم سأكون حطاما لاحول له ولاقوة ,وكأن أنفاسي معلقة بهم فأنا الجنين وهم الحبل السري.. .
مرت الأيام , يوما بعد يوم ,وانا على موقفي ,كنت أحس ,أن ناراً ملتهبة, تتقد في حنايا قلبي, لهذا طلبت ,من زوجي ,ان نمر بالسيارة من منطقتهم دون علمهم , وفعلاً ذهبنا ومررنا في منطقتهم ,كنت أفتح نوافذ السيارة ,وأستنشق هواء المنطقة .عندها يقول لي زوجي هل ردت اليكِ روحكِ الان ؟ كنت أجيب بنعم والدموع تتساقط من عيناي. َ.

المهم بقيت لمدة أسبوعين أو أكثر بقليل وأنا لم أذهب لزيارة أهلي وفي وقتها لم يكن في منطقتنا شبكة للتلفونات كونها مدينة حديثة التكوين فمرت الأيام وكأنها دهراً لن يفلح قلبي على المكابرة ,قررت ان أفك الحصار عن قلبي فذهبت ,ورأيت والدتي في حديقة المنزل, حين رأتني أنهالت علي بالعتاب القاسي والذي هو أقرب الى التوبيخ منه الى العتاب . ظلت تلومني كوني لم أسأل عنهم طيلة الاسبوعين الماضيين .تعجبت أنا من غضبها وحزنها فهي صلبة وغالباً ماتهزأ بمن يبكي أو يضعف أو, أو. بادرتها أحقا أنني عزيزة عليك لهذه الدرجة ياأمي؟قالت طبعا الاتعرفين محبتك في قلبي؟

قلتُ في نفسي.... الزهور تذبل, حينما لانداعب أوراقها ,والأرض تبور أن لم تلامسها سواعد الفلاحين ,والجماد هذا الجماد يعاند ولايعمل أن لم نمر عليه بأستمرار. .
الن تجربوا حين تتركون سياراتكم لفترة من الزمن بلا تشغيل الا تجدونها عصية على الحركة.هلا سألتم أنفسكم لماذا؟ لأننا أهملناها ولن نمر عليها حتى ولو كان مر الكرام. اذاً فكيف للقلوب الأنسانية المرهفة؟ الا يحق لها أن تأخذ نصيبها من المداراة ومن من؟ من الأم التي هي أول صدر للحنان أجتباه الله..
عذراً يااماه فوالله لو كنت أعلم بحبك هذا لما سمحت لنفسي ان أنقطع عنك طول تلك الفترة..
لاأخفي عليكم فرحتي وهي تظهر حبها لي في تلك اللحظة ولكن الف اسفٍ عادت في الأيام الأخرى لتخفي مشاعرها وتحتفظ بها لنفسها ولاتظهرها الا في المواقف الصعبة . أنا كنت, متيقنة من كبر حبها, لكنني كنت أتمنى, ان أشعر به دائماً وأن تغمرني بحنانها. ..

في سنوات عمري الاولى كنت أمثل أنني, مريضة, وكنت أجيد هذا الدور بمهارة فائقة,أتدرون سر تمثيلي هذا؟
فقط كي تمطرني بقبلاتها التي كانت أغلى الأشياء الى قلبي وأروعها.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفاءُ, الروح
- مامعنى إطفاء التعويضات ؟
- ليلى, والألم, والأغتراب
- ألقي محجورٌ, قلقي
- وطني, سجني, وسّجاني
- 22/ 4 جمعة شعارها , إركلوا كل المفسدين
- شموخ ,صبي ,عراقي
- أوقفوا مسلسل( أمان ,أمان) كي يعم الأمان
- شهر رمضان,وفُقراءُالعراق
- أريد الكفن بلون الراية
- كرهت ضعفك.....ياعراق
- اه....عليك أيُها المنفى
- في دوامة زمن ما
- ها ...هي الشرارة, من البصرة الجبارة
- أمواج القلب
- أ.....بنيتي ....حبيبتي
- ياأيها المباح على مدى العصور.
- الكويت......؟
- سيان , هي الحياة كما الممات
- ,قلب ابي كان , وطن


المزيد.....




- هل تصدق ان فيلم الرعب يفيد صحتك؟
- العمود الثامن: لجنة الثقافة البرلمانية ونظرية «المادون»
- في الذكرى العشرين للأندلسيات… الصويرة تحلم أن تكون -زرياب ال ...
- أَصْدَاءٌ فِي صَحْرَاءْ
- من أجل قاعة رقص ترامب.. هدم دار السينما التاريخية في البيت ا ...
- شاهد/ذهبية ثالثة لإيران في فنون القتال المختلطة للسيدات
- معرض النيابة العامة الدولي للكتائب بطرابلس يناقش الثقافة كجس ...
- شاهد.. فيلم نادر عن -أبو البرنامج الصاروخي الإيراني-
- تمثال من الخبز طوله متران.. فنان يحوّل ظاهرةً على الإنترنت إ ...
- مسك الختام.. أناقة المشاهير في حفل اختتام مهرجان الجونة السي ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلال محمود - قد كانَ , يوماً لي وطن