أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلال محمود - أ.....بنيتي ....حبيبتي














المزيد.....

أ.....بنيتي ....حبيبتي


دلال محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 22:00
المحور: الادب والفن
    


لان الله خلق الأنسان بفطرته الأجتماعية لهذا فانه سرعان ماينساق للألفة مع الأمكنة الجديدة طواعية ودون تكلف ليواصل مسيرة الأيام ، قبل التكيف لهذا لا يمكننا التعرف على تلك الحقيقة وكم نتصورها أمر رهيب ، لكنه في حقيقة الأمر هو شيء بسيط سرعان مانتعود عليه ولكنه يبقى تكيف مصطنع او الأصح نسيان مجازي.
فعلى حين غفلة داهمتني الوحشة وخاصمني النوم جراء تبدل سريري ومفارقة فلذات أكبادي،ناهيك عن تواريخ الأشياء التي أتعبني تقلبها من مكان إلى آخر في محيط البيت الأسري .أشعر اليوم بعجز ممزوج بالقلق مابين نصف إغفاءتي أو نصف يقظتي، الأمر سيّان ، مادامت الرؤيا نصف واضحة.
اه كم صعب علي وصف تلك اللحظات حين باغتني مرور عطر حبيبتي أبنتي ،فأحسست بخصلات شعرها ورائحة قدها وكأنني اقبلها بل هي في أحضاني الآن يارباه ، نعم الآن لِمَ لا تصدقون ؟ رغم مسافات الرحيل التي تفصلنا، أنتابتني قشعريرة لامست مرور خلايا قلبي فصعَّد النشيج الى روحي عطرها الفواح وقد نفذ الى حاسة معنية بتصيّد نقاط ضعفي ،ندمت كثيرا كيف تركتهم في بلاد الغربة ,لكن إصرار الوطن وشغف بقية أهلي كان شديد الوقع ، أي معادلة تلك التي شطرتني إلى نصفين يارباه ، كادت تدمرني حتى بت ُ أُقارن أي الحنينين أقرب لملامستي النوم، حتى النوم، لم يعد مستطاعا، واليقظة ما عدت اتلذذ بها والمحطات كثيرة بإنتظاري بعد غياب ُمرعب عن خارطة الوطن المشرذم بنصفي..., من الذي ذرََ الملح في عيوني وخط دائرة السواد أسفل عيني؟، من ذا الذي ! أيقظني كي أكون في قطب اليقظة الكاملة؟. رباه ماهذا الشوق الذي يغور في شغاف القلب والروح معا؟
اه ياأنت البعيدة القريبة ايّةُ مسافات تفصلني عنك ياروح الروح وغرتهاالفتية؟
عقارب الوقت الحزين أعلنت الثالثة والنصف ليلا حسب توقيت بغداد المحزوزة بشطريّ، نصفي الكرخ يحنُ إلى الرصافة ليبعدك عني والموت المباغت يتداور بين الألسن قبل العقول،,أيها القدر اللعين ,كيف طاوعتك مخططاتك لتجعل مني رمزا للتيِه والحيرَة والغَم والخطوة المباغتة؟
أيُها القدر المُقدر لي ,لماذا خططت كي تكون لي حياتين وخطوات مبعثرة تبحث عن معناها؟
نصفي المؤدلج هناك والآخر يبحث عن بقاياه هنا ؟
بقية خلق الله ينعمون بحياة واحدة ذي خارطة واحدة راضين بنصف كفافهم غير مبالين بما يكتنفهُ الغموض في الضفاف الأخرى...
لماذا خططت لي الآ أجتمع مع اهلي وأحبتي إلا حين الفراق ؟
والآ اجتمع مع فلذات أكبادي الا حين أغادر أهلي وأحبتي؟
كيف جعلتني سخرية بين أن أكون أو لا أكون بين فرضيتين أحلاهما زمهرير؟؟
هل أن الزمن كان سيتوقف لو أكرمني بهدوء قلبي وعقلي وكياني كي أجتمع بكل الطيبين وعلى أرض العراق.
لقد أنقضى من أيام اجازتي نصفها بل أكثر من نصفها وقد بدأ الحزن يداهمني بعد أن خدرني صاخباً برؤية أهلي وأحبتي
أياما معدودات والمغادرة بانتظار ترويض حقائبي ,سأحزمك ياحقائبي اللعينة, نُذر الشؤم أنتِ ، لقد كرهت حمل الحقائب لإنها تذكرني بخياراتها القاسية ،حتى الصغيرة التي احتاجها صرت أُمقتها, كل الأشياء والمفردات التي أحتاجها في الرحيل المُر كرهتها .
المطارات ,المحطات ,والكراجات ألآ لعنة الله عليها
الحقائب ,التذاكر,والهدايا كرهتها...
الهويات ,الجوازات ,الحدود,ونقاط التفتيش أمقتها.
اه ايتها المسافات والحواجز والخرسانات والجدران المرعبة التي جعلت منا لانبدو غيرأارقام وأسماء ورموز تحدد سيرنا وأتجاهاتنا وكل خطواتنا محسوبة سلفا ذهابا وإيابا...
أيتُها الساعه الشقية الاتستطيعين التوقف زمنا كي أنسى موعد السفر المرعب الموحش؟
أراك تسرعين بعقاربك وكأنك مقصودة بإثارتي، تلملميني بسرعة الضوء من أجل ان يأتي موعد الفراق والوداع؟
ياساعة العراق الحبيب سأشكي اليك ظلم ساعتي في غربتي وهي تتوسط – صالة المحفوظات - اه لو تعلمين كم عذبتني وحطمتني قبل المجيء الى وطني ، أيها العراق الحبيب لاأخفي عليك لقد كانت تبطيء السيّر لتعذبني ,كأنها كانت تشمت مني كأنسان غليظ لا يشاطرني الفرح أو ذو نصيحة باهتة لا يعرف معنى الوطن يدعوني. كانت ترمي وتخطط بالنيابة عني كي لاأضمك بين أحضاني
لكنني فكرت في معادلة توحد فكرة الوقت ،ستنقذني من معضلتي هو تبديل ساعة العراق بساعة المنفى نعم سأستبدلها بساعة الغربة كي تسرع وتسرع وتسرع ويأتي موعد زيارتي الثاني بسرعة أما ساعتي في غربتي فسأجلبها معي الى العراق لكي تتطلع وتستزيد وتعرف معنى الوقت الحقيقي وليس الأفتراضي حين تكون قرب الأهل والأحبة، حتما ستعلن أٌفق مؤشراتها ولسوف تراعيني بتأخر إخباري عن موعد الرحيل ...
ولكن ارجوكم ,بل أتوسل اليكم ,حذار,حذار, أن تسربوا ما أوحيت به اليكم ، فما أنا سوى مهووسة بحب البقاء في العراق وكما أخبرتكم فإني نصف نائمة ونصف متيقظة ثم إن الوقت قد أقترب من الخامسة فجرا حسب توقيت العراق
وما كل ما جرى ويجري ، قيل وقال ، أضغاث أحلام لإمراة تريد الرحيل ويتشبثها البقاء ...
أبيات الدعاء مستجابة في الغربة
أدعوا لي بسلامة الوصول



#دلال_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياأيها المباح على مدى العصور.
- الكويت......؟
- سيان , هي الحياة كما الممات
- ,قلب ابي كان , وطن
- اكتب محاسن الزوجة العاشرة)
- قانون غسل العار,ام عار الغسل؟؟


المزيد.....




- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلال محمود - أ.....بنيتي ....حبيبتي