أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس حميد حسن - ياسر العظمة.. مبدعٌ زاهدٌ إلا بالحقيقة














المزيد.....

ياسر العظمة.. مبدعٌ زاهدٌ إلا بالحقيقة


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 19:36
المحور: الادب والفن
    


منذ اكثر من عشرين عاما, قدم الفنان الشامل, المتعدد المواهب ياسر العظمة مسلسله الفكاهي الذي حمل عدة اسماء, فقد بدأه ب"مرايا" لسنوات طويلة, ثم "شوفوا الناس" ثم "عشنا وشفنا".
وفي كل هذه الأعمال الراقية كان الفنان ياسر العظمة ممثلا بارعا وكاتبا وانسانا مثقفا طامحا بخلق مجتمع الرقي والحضارة الحقة. ولاشك ان أعمال ياسر العظمة أثارت افكارا جديدة وشجاعة, حركت ركود المجتمع العربي الرازح تحت تقاليد ومفاهيم لم تتغير منذ قرون.
من هنا يندرج ياسر العظمة ضمن أبرز الرواد في مجال الفكاهة الناقدة والتي أسست لفن يناقش القضايا الاجتماعية والسياسية العالقة في المجتمعات العربية بكل صراحة ووضوح, فلم تكن فكاهته هابطة ومملة, ولم يضحي بالفكر على حساب الحصول على جمهور بسيط,, لأنه لم ينزل بوعي المشاهد كما فعل بعض الفنانين- في محفل تقديم الفكاهة- بخلقهم الضجيج والصخب على الشاشات والمسارح, انما رفع الوعي والشعور بانسانية المرء مهما كان في مجتمعاتنا التي يتعامل فيها البشر فيما بينهم على اساس معايير غير انسانية غالبا, حيث فتح فناننا امام عيني المشاهد حوارا يجعل العقل البشري لا يقبل العودة الى الوراء بعد ان يرى أمامه اعمالا فنية بأهداف نبيلة لا تجارية قائمة على اساس خدمة المجتمع لاعلى اساس الحصول على شهرة او مال.
لقد قدم لنا ياسر العظمة ما أبكانا واضحكنا بإهاب محبب وبشفافية لا تضاهى, ترينا اعماقنا وأعماق المهمشين في مجتمعاتنا العربية, وترينا الأنا المتضخمة عند البعض والتي هي سبب كاف لتهديم أرواح وتحطيم نفوس فئات كثيرة تعيش على هامش المجتمع العربي المليء بالخلل والخراب وتعطيل الطاقات الخلاقة.
بالاضافة الى ذلك فالفنان قد فتح افاقا واسعة للعمل أمام بقية الفنانين وقدم في أعماله وجوها جديدة اصبحت من الوجوه المعروفة والناجحة في الاعمال التلفزيونية, حتى اصبحت مسلسلاته مدرسة لتخريج موهوبين جدد في الفن والابداع والجمال.
انني حينما اكتب عن الفنان ياسر العظمة - الذي لا يشكل سلطة ما, ولا واسطة ما, ولا نفعا ماليا بالنسبة لي على الأقل- انما انطلق من منطلق رسالتي في الكتابة والحياة, وهي الدعوة لان تكون اعمال البشر من أجل الانسان اولا,. كما انني أردت تسليط الضوء على درجة الزهد بالشهرة والمال والسلطة التي تمثلت بهذا الانسان الراقي والحضاري الذي يندر امثاله عندنا نحن العرب. فقد تابعت على مدى ما يقارب العشرين عاما أعماله ولم أر له يوما لقاءً تلفزيونيا واحدا ينفخ به ذاته امام الجمهور كما يفعل الكثيرون, ولم اره حاضرا مهرجانا او حفلة فنية ما, كما لم نره يـُكرم او يـُبجل رغم كل دأبه في العطاء. انه يذكرني بشخصيات تاريخية كنا نقرأ عنها في الكتب ونعتبرها اليوم - ومع الاسف- في عداد الأساطير, ومن صنع الخيال لا الواقع, فعلاقته بالشاشة علاقة مُنجز بالناس لا أكثر.
وفي هذه الوقفة الصغيرة التي لا تسع منجزه العظيم الشأن, لابد وان نتذكر ان هذا الفنان المبدع قد حقق لنا الحلم الذي كنا نتمناه, فكان اشبه بالملاك او النبي في غير زمن الانبياء هذا, زمن لم يعد فيه للملائكة والقديسين ذكرى في حياتنا, حيث تـُحاصر القيم والمباديء الانسانية, ويسمى الزهد نقصا وعيبا أوغباءً, وباتت الفضيلة مظاهرا براقة يرتديها المجرم, والخاطيء, والمغتصب لتزييف الحقيقة.
ألا سقيا لزهدك ياسر العظمة.
سقيا لتألقك الروحي بين ملايين العرب.
سقيا لك حينما أعطيتنا قوة المثل الذي افتقدناه على أرض الواقع خاصة في الوسط الثقافي العربي المليء بأوهام العظمة وأمراضها المتفشية.
شكرا لك إذ منحتنا أملا كان كالحبل نتمسك به كي لا نقع في هوة اليأس القاتل.
وأسأل هنا شوقاً لأعمال الفنان ومحبة به:
أين فنان المظلومين, والمقهورين, والفقراء, والمهمشين ياسر العظمة اليوم؟
لماذا يبتعد عن جمهوره؟ ولماذا لم نر َ له جديدا رغم كل المستجدات الحاصلة في واقع المجتمعات العربية اليوم؟
هل توقفت رسالته عند هذا الحد؟ أم ماذا؟
www.balkishassan.com



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للدكتاتوريين, قالتها الشعوب العربية بالدماء
- ثورة اليمن العملاقة
- الازدواجية وحق الكرد في تقرير مصيرهم .. في ذكرى مجزرة الانفا ...
- عسل الشعوب العربية المرّ
- المرأة والطغاة..ايمان العبيدي انموذجا
- ملوك وأمراء الأميّة يذبحون الثوار واللؤلؤة
- من يوقف الطغاة؟ وهل يبقى أطباء اليمن في حيرتهم؟
- ماذا للمرأة ِ في الجنة ؟
- الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي هو المقياس
- لا تَتَصنّمْ
- الشعب الليبي يُقتل, فأينكم
- مع الاحتجاجات الشعبية, ولكن
- ذكرى المجزرة ومقتل أفقر زعيم في تاريخ العراق
- هل لا بد من ثورة ليعتدل الميزان في العراق؟
- هروب الرئيس بثورة الشعب اشرف من هروبه امام جيش الاحتلال
- ثورة تونس, ثورة لا تشبه سواها
- إبعاد سيدة الحكمة والحزن الكوني من صنع القرار
- الهمجية وقتل الجمال
- الخروج من الظلام.. ودفاعا عن العقل
- الفنان منذر حلمي, خفيف الظل حتى برحيله


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس حميد حسن - ياسر العظمة.. مبدعٌ زاهدٌ إلا بالحقيقة