أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - عسل الشعوب العربية المرّ














المزيد.....

عسل الشعوب العربية المرّ


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ان بدأ القذافي يكشر عن انيابه ويضرب المدنيين, ومنذ ان صرخنا مع الشعب الليبي من اجل انقاذه من قبضة الدكتاتور الذي يضرب بكل آلة الموت التي يمتلكها من اصدقائه الذين يسلحونه بأسلحة سداسية النجمة, منذ ذلك اليوم كانت اليد على القلب خوفا على ليبيا ووحدتها ومستقبل شعبها, وحين استجابت دول الغرب لانقاذ المدنيين, فرحنا فرحاً مرا ً, حيث لا عسل للشعب الأعزل سوى العسل المرّ.
كان شعب ليبيا مثل بريء مكتوف الأيدي يوضع في صندوق مغلق مليء بالأفاعي القاتلة, ليس أمامه سوى الموت, وليس أمامه سوى صيحة يطلقها مناشداً بها الضمير العالمي المتمثل بالمنظمات الدولية لتتدخل.
الجميع يعلم مامعنى أن يتدخل الغرب ليضرب البلد جواً, وماستخلفه هذه الضربات من دمار لا يتمناه الشعب الليبي الذي لم يترك له القذافي خياراً اخراً كبديل عن الموت المحدق به, فالشعب الليبي في حالة الدفاع عن النفس, وهي حالة مقدسة في كل الشرائع الدينية والوضعية, اذ النفس أغلى ما يملك الانسان أمام خطر لا رادع له, فالقذافي كصديقه المقبور صدام يقول لمرتزقته وأزلامه: اقتلوا, واسلبوا, وفجرّوا, واغتصبوا, بل واستبيحوا كل شيء مادام الثوار استنجدوا بالعالم وصرخوا من ألم الذبح.

وكم خشيت على وحدة ليبيا حينما انسحبت قاذفات الولايات المتحدة الى الخلف,خشيت من فكرة التقسيم, لولا تصريحات كلنتون واوباما والفرنسيين التي اكدت على ضرورة رحيل القذافي جعلني أبعد عني فكرة التقسيم التي ارعبتني, فالتجارب علمتنا بان الدول الغربية لا تتدخل حباً بأبناء الشعوب المضطهدة, ولا لسواد عيونها, انما لأجل أمر وغاية في قلب يعقوب, وهل انتهى الرعب حقا وأخطاء النيتو تتكرر وتقتل الثوار بدلا من حمايتهم؟
ولكن دعونا نتسائل هنا من المذنب في كل مايحصل:
اليس الدكتاتور هو الذي دفع البلاد الى منطق الحرب هذا وحاصر شعبه بالموت ودفعهم للاستغاثة, بالتالي, فهو من خان الوطن وجلب له الدمار والموت؟
هل على الشعوب العربية ان تصمت على القهر اليومي الذي تتجرعه على أيدي حكامها, والى متى؟ وهل هي قادرة على منع الدول الغربية من الحرص على مصالحها وتحقيق الثراء الذي تحتاجه شعوبها؟
هل تستطيع الشعوب العربية العزلاء الفقيرة الخائفة والتي يرتع الجهل والأمية بين صفوف أبنائها بفضل حكامها وفسادهم وسرقتهم خيرات البلد ان تمنع اسرائيل من تمرير ما تريد, خاصة وان أرضها مُغتـَصَبة يرتبط بقاؤها بإضعاف من حولها من الدول العربية؟
فأجدني اجيب بان أول المذنبين بكل مامر بالعرب هم الدكتاتوريون الذين يفسحون طريقا سهلا لكل طامع للدخول لبلداننا كمنقذ ليحقق أهدافا لا تخدم سوى بلده وشعبه على حساب العرب طبعا.
الدكتاتوريون هم الذين يوصلون العرب الى هذه الانفاق المظلمة التي لا يمكن الخروج منها بدون تدخل الغرب.
الديكتاتوريون الذين يضحون بالغالي والنفيس من اجل بقاء كراسيهم وثرواتهم على حساب الشعوب وفقرها, وحينما تثور الشعوب ثورات الخلاص منهم, يثخنونها بالجراح, ولا من مغيث إالا الغرب , وبهذا يفتح الدكتاتوريون الباب لكل طامع, ممثلين دور المدافعين عن الأوطان من دنس المستعمر ودور الشهداء امام بعض الفئات المضلـَلـَة وبسيطة الفهم من العرب.

الدكتاتوريون يفضلون ابقاء اصنامهم وصورهم المنتشرة في بلداننا لتقهرنا صارخة بنا يوميا :
نحن من يقتلكم, ويحطم أرواحكم وطموحاتكم ومستقبل أبنائكم, في أيدينا القوة والسلاح الفتاك, وفدانا الوطن بمن فيه.
من هنا يكون الخلاص من الطغاة وسالبي حرية الشعوب وخبزهم خطوة لا بد منها ولا يمكن تأجيلها لكل الشعوب العربية ومهما كان الظرف السياسي, فالحرية هي الأهم في تحقيق كل هدف, وهي ضرورة لكل مجتمع يريد البناء والتطور, والحرية مبدأ أساسي للخلاص من كل استعباد داخلي وخارجي.
كما أن هناك معادلة كونية لا تقبل النقاش وهي ان للظلم جولة منتهية حتما, وان في أيدي الشعوب قوة خارقة أكبر من قوة أسلحتهم الفتاكة وأكبر من جبروت ودهاء الطامعين.

8-4-2011
www.balkishassan.com



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والطغاة..ايمان العبيدي انموذجا
- ملوك وأمراء الأميّة يذبحون الثوار واللؤلؤة
- من يوقف الطغاة؟ وهل يبقى أطباء اليمن في حيرتهم؟
- ماذا للمرأة ِ في الجنة ؟
- الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي هو المقياس
- لا تَتَصنّمْ
- الشعب الليبي يُقتل, فأينكم
- مع الاحتجاجات الشعبية, ولكن
- ذكرى المجزرة ومقتل أفقر زعيم في تاريخ العراق
- هل لا بد من ثورة ليعتدل الميزان في العراق؟
- هروب الرئيس بثورة الشعب اشرف من هروبه امام جيش الاحتلال
- ثورة تونس, ثورة لا تشبه سواها
- إبعاد سيدة الحكمة والحزن الكوني من صنع القرار
- الهمجية وقتل الجمال
- الخروج من الظلام.. ودفاعا عن العقل
- الفنان منذر حلمي, خفيف الظل حتى برحيله
- تقاسم السلطة, هل تتناسب مع الديمقراطية؟
- شهداء سيدة النجاة
- عذرا أبا جنان, عرفت برحيلك متأخرة
- إهمال المسؤولين, وفواجع الجسور في سوق الشيوخ


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - عسل الشعوب العربية المرّ