أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بلقيس حميد حسن - عذرا أبا جنان, عرفت برحيلك متأخرة














المزيد.....

عذرا أبا جنان, عرفت برحيلك متأخرة


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 19:16
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


التعازي لذوي الفقيد زهير ابراهيم جعفر الزاهر" ابو جنان", والى روح الفقيد اقف حدادا.
كيف لم اعرف بخبر هذا الرحيل المبكر؟. كنت مسافرة في تلك الأيام, ولأنني حينما اكون على سفر لا أتصفح النت يوميا, تفوتني اشياء كثيرة مع الاسف..
كيف لم اسمع عن ذلك الخبر الذي هز كياني, ابكاني وأعادني الى سنوات النضال في بيروت, الى القصف الاسرائيلي والحرب الأهلية, الى الفاكهاني حيث عرفت الراحل في درب النضال والترحال وفي اصعب الظروف, حيث كان الانسان يخرج من بيته صباحا في بيروت ولا يعرف هل سيعود أم سيتمزق بانفجار على الطريق أو قصف بالصواريخ أو الطائرات.
كيف هكذا وبسرعة يرحل ابو جنان, المناضل, المثقف, الواسع الصدر والحكمة.
أبو جنان, الانسان المرح المحب للحياة والذي يستطيع ان ينثر على الجلسات ورود الابتسام والفرح. كان اكثرنا حبا للحركة والسفرات العائلية واحياء المناسبات المفرحة, حتى كنا ندعوه تندرا منظم الحفلات والافراح, ورغم أن افراحنا كانت قليلة جدا وربما غير موجودة حقيقة, لكنه كان يصنعها من روحه البيضاء, وينظمها لنا لنحيا, اذ كان يؤمن أن طاقة الانسان الروحية تتجدد بالفرح والمحبة بين البشر.
كيف أن أخينا وصديقنا ورفيق دربنا ابو جنان النبيل رحل وحيدا دون وداع؟
هل هذا يعني اننا لم نعد نراك يا أبا جنان؟ ولم نعد نستذكر أيام بيروت والمواقف المرعبة والمحرجة التي مررنا بها هناك حيث الحرب والجثث المتناثرة على طول شارع الجامعة العربية في بيروت, كانت القضية الوطنية والمباديء الانسانية التي نحملها تجمل لنا كل شيء, فعشقنا بيروت عشقا لا مثيل له, واعتبرناها نداً للوطن, وكم بكينا بعد ان غادرناها, ولم ترعوي قلوبنا التواقة للوطن من عشق المدن الحبيبة, فأحببنا دمشق مثلما احببنا بيروت, وانقسمت قلوبنا بين المدن والعواصم, فما أصعب ماحملناه من عشق لبغداد وبيروت ودمشق؟
كيف رحل ابو جنان بسرعة صامتة هكذا وهو الذي كان صديقا ورفيقا للجميع؟
آه من الغياب والفقد القسري؟
وآه من الترحال وضياع الوطن. وآه من الموت الذي يحيطنا من كل الجوانب, شفافا, هلاميا, لا يـُلمس لكنه كالصلب حين يحط على هياكلنا الضعيفة ويسلب الروح.
آه يا أبا جنان, لما تركته في أرواحنا من حسرة وداعك الأخير.
آه يا أبا جنان, من ابتسامة وكلمة جميلة ظلت عالقة بين الأصدقاء تروي طيبتك وتفانيك ونبلك من اجل العراق وشعبه.
وحيدون في الغربة, نرحل بلا ضجيج, قد لا يسمع برحيلنا من أحبنا وعاش معنا لسنوات, هذا ما أراده لنا حفنة من الدكتاتوريين والمتعصبين والسياسيين المرضى بداء العظمة, لقد ضيعوا وطننا, وأعمارنا, ومن لا وطن يعزّه, ستشفق عليه عطور الورود وقلوب الغرباء بشيء من محبتها.
سعيد انت ياعزيزنا أبا جنان, رحلت وحيدا, هادئا, مهيبا, مكللا بالحزن والياسمين الدمشقي.
وسعيد انت اذ أحتضنت رفاتك تربة دمشق العطرة بذكرى من سبقوك من الوطنيين والغرباء من اصحاب المواقف الانسانية, والذين منحوا حيواتهم فداء للمباديء العظيمة. وسعيد انت اذ ستبقى في ذاكرتنا وارواحنا دوما, وسعيد اذ احتضنك هناك في دمشق شعب احبنا واحببناه.
أبا جنان, باغتنا ذهابك المفاجيء هذا والذي سيعذبنا كلما تذكرنا سنوات عمرنا الكثيرة التي قضيناها بصحبتك الطيبة.
وداعا ايها الراحل, والصبر لرفيقتك الصديقة والاخت الحبيبة ام جنان ديانا..
ولابنتك الحبيبة فيان ونجلك العزيز ليث اقول: ارفعا رأسيكما, فوالدكما ليس انسانا عابرا في الحياة,
فهو الوطني والمناضل الكبير والانسان الحقيقي "زهير ابراهيم جعفر الزاهر"..
www.balkishassan.com



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إهمال المسؤولين, وفواجع الجسور في سوق الشيوخ
- المثقفون ووضع المرأة في العراق
- أخطاء فضائية العراقية في تكريس الطائفية
- -هناك في الأعالي, في كردستان-
- لاحجة للحكومة مهما كانت التبريرات
- ومازال الغناء العراقي دمويا
- هل استطاع الاعلام العربي التأثير على الغرب؟
- السعودية تذبح المتهمين بلامحامي؟ فأين العدالة؟
- من مستلزمات الحضارة الحلقة الخامسة/ الضمان الاجتماعي حق للمح ...
- هل ان الصامت عن الحق يصلح للقيادة سيادة الرئيس؟
- الدراما العربية, جودة يقتلها العنف
- حَرروا الله من فتاواكم
- خُذِلنا
- شكرا أمل بورتر, فالزمن أكد نبوة الأميرة البابلية ...
- آه, ياوطني المغدور
- يذهبون, ويبقى الحوار المتمدن
- كسوة الكعبة 120 كيلو غراما ذهبا وفضة
- من مستلزمات الحضارة .. الحلقة الثالثة- التعليم الإلزامي
- البعث , يريد العودة على الجماجم
- نوبل للسلام ام رسالة غفران كاذبة؟


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بلقيس حميد حسن - عذرا أبا جنان, عرفت برحيلك متأخرة