أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بلقيس حميد حسن - آه, ياوطني المغدور














المزيد.....

آه, ياوطني المغدور


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 19:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


جاءت تفجيرات الثلاثاء الدامي بعد اتفاق البرلمان على قانون الانتخابات وبعد تحديد موعد لها , اذن, فان اي انسان عاقل يستنتج ببساطة, ان من قام بهذه الاعمال الاجرامية لا بد وانه لا يريد ان يقوم للعراق قائمة , ولا يريد ان يستقر الوضع , ولا يريد ان يكون هناك نظام فيه انتخاب وديمقراطية ومشاركة للشعب العراقي المنتهكة حقوقه اكثر من اربعة عقود, اي انه يريد ان يبقى الناس يترحمون على النظام السابق , او يطالبون بتدخل خارجي ما , لانه يريد الاثبات بان الشعب العراقي لايمكنه ان يقود نفسه بنفسه وعن طريق صناديق الاقتراع..
لست هنا في معرض الدفاع عن الحكومة العراقية التي انتقد ادائها دوما , وكما كنت معارضة لنظام البعث طوال حياتي فانا اعارض أية حكومة تقوم على أساس المحاصصة واعارض اي حزب يقوم على اساس سلفي ديني لايمت للحياة العصرية فكرا وانفتاحا, انما
المنطق يقول :
ان الأيدي المجرمة والأثيمة لايمكن ان تكون سوى من خارج الاحزاب والكتل المساهمة بالعملية السياسية, لان هذه الجهات اتفقت جميعها بعد جهد ونقاش طويلين في البرلمان على الاتفاق ووضعت قانون الانتخابات بعد اشباعه نقاشا وبعد ان تمت القناعة الظاهرة به , من هنا لايمكن لمن يريد خلط الاوراق ان يكون مصيبا حينما يقول ان كتلة من الكتل المساهمة بالعملية السياسية قامت بهذه التفجيرات ,
ولكن
هل ان كل اعضاء البرلمان هم وطنيون حقيقيون ؟
هل كل من ساهم بالعملية السياسية ظاهريا يدين بالولاء لعراق مابعد البعث؟
هل هناك جهاز حكومي نظيف من اعداء العراق وهل لايوجد في البرلمان او الجهاز الحكومي من لديه ولاء لدول اخرى يرى بها امتداده القومي او الطائفي؟
هل ان كل من يستلم اليوم منصبا سياسيا في العراق وطنيا حقا؟
ابدا , ويكون ساذجا من يعتقد عكس ذلك , فهناك عناصر مندسة داخل البرلمان وكل اجهزة الحكومة وحتى داخل الاحزاب والتكتلات الدينية , عناصر لا تظهر ولائها الحقيقي للجهات المعادية للشعب, وهي لا تريد للعراق الديمقراطية والاستقرار بل تريد خرابه .
حينما وجهت ُ - بمقالة سابقة - اصابع الاتهام الى البعث المقبور واعوانه من مجرمي القاعدة الذين توحدوا ضد العراق , كان هناك من اتهمني بانني أسيرة اسطوانة قديمة وبان البعث ليس له امكانية القيام بهذه الأعمال, واعود اليوم لإتهام نفس الجهة وانا مدركة تماما انهم هم الذين تغلغلوا بداخل جهاز الحكومة وان عدم الإهتمام بما يكتب عنهم واهمال مايقوله ويعرفه بعض الوطنيين الحقيقيين, زادهم قوة وإصرارا على الخراب أملا منهم بالعودة التي ينادون بها في وسائل اعلامهم ومواقعهم وادبياتهم ..
ان ماسمعناه ورايناه جميعا على شاشة التلفزيون في نقل مباشر في الاجتماع الطاريء لمجلس النواب والغائب اكثر اعضاءه , حيث قدم احد النواب تقرير اللجنة الامنية الذي حذر من انفجارات الثلاثاء الدامي قبل حدوثها بأيام قليلة, والتي اهملت بدون سبب , مثلما لم يجر اي تبرير لسبب اهمالها وتركها دون التوقف عندها, ولم يتم اية محاسبة للمقصرين باهمال هذه التقارير التي تخص حياة الأبرياء من ابناء الشعب المسكين الذي يقودونه بلا احساس بمعاناته , لم يجر الحديث عن استقالة عضو مقصر , ولم يجر اي توقف عند اهمال هذه التحذيرات او اي استجواب بصددها ..
لماذا جرى اهمال تقارير تحذر من التفجيرات ولم تتخذ التدابير التي تحبط هذه الكوارث مادام اللجنة الامنية لديها معلومات عن حدوثها ؟
ألا يتحمل رئيس البرلمان الجزء الاكبر من المسؤولية باعتباره المسؤول الاول عن ادارة جلسات البرلمان ووضع الاولويات في القضايا التي تناقش , وتقديم الأهم على المهم .
الا يحق للشعب ان يوجه الاتهام لكل هؤلاء المهملين والذين لايسمعون الأصوات الوطنية التي تتحرق خوفا على الوطن وتدمى قلوبها حبا له ؟
الا يحق لنا ان نتهم بعض المندسين داخل البرلمان ونعرف تاريخ بعضهم البعثي ودفاعهم عن البعث وجرائمه في قناة الجزيرة اثناء وبعد الحرب على العراق التي انتهت باسقاط الدكتاتور, هؤلاء الذين كانوا في فنادق الخمس نجوم بدول عربية بعد سقوط النظام وهم يجاهرون بولائهم للبعث و يجلسون اليوم في البرلمان بكل خبث .
الا يحق لنا اتهام بعض اعضاء البرلمان والحكومة الذين يدينون بالولاء لدول مجاورة اكثر من ولائهم للعراق؟
الا يجعلنا هذا الاستهتار بارواح الناس ان نتذكر جرائم البعث من مجازر امثال حلبجة واستعمال السلاح الكيمياوي وتجفيف الاهوار والقسوة الوحشية في المقابر الجماعية وقتل الابرياء دفنا وهم احياء.
اذن, العراقيون قد تخلصوا من حكومة تقتلهم على يد جلاوزتها ومجرميها وحروبها , وتاتيهم حكومة تقتلهم باهمالها وعدم الشعور بمعاناتهم , فآه يا أهلنا وياوطننا المغدور..
9-12-2009




#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يذهبون, ويبقى الحوار المتمدن
- كسوة الكعبة 120 كيلو غراما ذهبا وفضة
- من مستلزمات الحضارة .. الحلقة الثالثة- التعليم الإلزامي
- البعث , يريد العودة على الجماجم
- نوبل للسلام ام رسالة غفران كاذبة؟
- من مستلزمات الحضارة : الحلقة الثانية, الانفتاح الثقافي, (الف ...
- المحبة في مهرجان أيام الرافدين الثقافية العراقية الخامس برلي ...
- سبع ُ لفّات ٍ للشرّ ِ
- رحلت الجميلة ام سلام - سهام علوان-
- عذرا, لقسوة الحقيقة, سفرتي الى الوطن
- مستلزمات الحضارة- الحلقة الاولى- المرأة العراقية العزلاء
- - القامعون- لسميرة المانع، رسالة تحذير من الإنهيار
- قضية المرأة العربية بين التهميش والنفاق
- أين دولة القانون من المادة 41 في الدستور العراقي ؟
- عادت النورس أما ً*
- غوبلز يعيش بين ظهرانينا
- اليكن في آذار بطاقة عيد
- نوارس دجلة , تجربة حضارية رائدة
- فوز الدملوجي خيرٌ, للمرأة والرجل معا
- الأطفال .. الأطفال


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بلقيس حميد حسن - آه, ياوطني المغدور