أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - من مستلزمات الحضارة : الحلقة الثانية, الانفتاح الثقافي, (الف ليلة وليلة في أوروبا )














المزيد.....

من مستلزمات الحضارة : الحلقة الثانية, الانفتاح الثقافي, (الف ليلة وليلة في أوروبا )


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 00:37
المحور: المجتمع المدني
    


كل مجتمع متحضر, يحرص على الإهتمام بالتراث الثقافي العالمي, وذلك بهدف الاستفادة منه, مع الاحتفاظ له بالفضل, ومدّه بالخلود والبقاء, ونحن العرب دائما نتحدث عن التأريخ والتراث أكثر مما تتحدث بهما الشعوب الاخرى, وهذه واحدة من عللنا حيث يستغرقنا الماضي بكل احداثه, ويأخذنا اليه, ناسين واقعنا المعاش, متشبثين حتى بالصراعات بين الملل والطوائف والقبائل, بل اننا نحييها ونشعلها كلما حاول التقدم والفكر العلمي الحديث طمسها , بذات الوقت الذي ننسى به أن ننتقي من التأريخ والتراث ماهو نافع لنا ولأبناءنا , فهذا كتاب" الف ليلة وليلة" الذي يعتبر من كتب التراث الشرقي التي منحت الشعوب الكثير من الحكمة والمعرفة, وسلطت الضوء على اهمية المحبة والتسامح والصدق والتضحية على لسان شهرزاد, المنقذة لبنات جنسها من ذبح يومي تعرضن له على يد سلطان سادي مريض, كما تحكي الرواية التي يستنتج المرء منها, صرخة بوجه الظلم المسلط على النساء, كما هي موقف رافض للغدر والخيانة وفساد الاخلاق في كل جوانب الحياة .
هذا الكتاب المحتفى به عالميا, والمكتوب مابين القرن الثالث والرابع عشر الميلادي كما يؤكد المهتمون به, ومترجموه الى العديد من اللغات, لايزال يأخذ مكانة مرموقة بين كتب التراث في التاريخ القديم والحديث, ويلهم قارئيه ليكون سببا في اطلاق ابداعات كثيرة في مجال الفن والادب كالمسرح وفن الرواية والخيال, كما كان جذوة انطلقت منها قصائد وقصص واعمال ادبية وفنية خالدة لا تحصى ..
"الف ليلة وليلة " تحفة من كنوز مدهشة مليئة بالخيال والحكمة والتجارب والطرائف والنصائح والمتعة وسواها من كل ماهو ضروري للحياة الانسانية التي أسست الفرق بين بني البشر وسواهم من المخلوقات البهيمية على هذه الارض.
هذا الكتاب الذي يـُعد من روائع الأدب والتراث العالمي , ماكنا لنقرأه في مدارسنا, ولا نراه كقصص اطفال عندما كنا صغارا, انما قرأناه عندما كبرنا وأصبح لدينا اهتمام بالأدب والثقافة, اي قرأناه كنخبة وأقلية, حيث لم يقرأه الملايين من العرب الحافظين لأناشيد التعصب القومي والطائفي, او المقولات التي تحطّ من قيمة المرأة لترسخ في العقول انها ناقصة عقل ودين مثلا. ان الغالبية العربية سمعت بالف ليلة وليلة كجملة يستشهد بها في معرض الحديث عن البذخ والخلاعة والمجنون فقط , وليس على انه كتاب يزخر بالأدب والتراث الممتع والمتنوع, كما ان الغالبية تجهل أن هذا الكتاب, قد صنع الغرب منه, كتبا صغيرة كقصص اطفال يتداولونها في المكتبات والمدارس, وفي كل مكان انتظار يوجد فيه اطفال, وكم رأيتهم يقرأونها وهم مع ذويهم يستقلون عربات القطار, وكم عجبت وانا اجد المكتبة العامة في مدينة لاهاي بهولندا, زاخرة بقصص صغيرة للاطفال احداثها تدور في البصرة وبغداد والكوفة وسواها, وعندما قرأتها عرفت انها من قصص الف ليلة وليلة ذاتها, التي لا تتوفر عندنا لكل قاريء ولا في كل مدرسة ومكتبة, بل نحرم وصولها الى ايدي اطفالنا ,خائفين على اخلاقهم من المجون الكامن بين دفتيه, والذي لم نر- نحن العرب- في الكتاب سواه.
السؤال الذي لابد وان يبرز هنا هو :
لماذا لا يستقي اطفالنا من كل آبار المعرفة والجمال مثلما يستقي منها أطفال الغرب ,ولماذا لا ننتقي من كتاب الف ليلة وليلة مثلا, مانراه ممكنا ونافعا لأطفالنا, لماذا نبعده عن عقول الشباب والأطفال بشكل متعصب لاجدال فيه, معتبرينه مفسدة لهم, دون الاعتراف بما فيه من الحكمة والوفاء والصدق والمحبة, والكثير مما يقوي الطفل ويحذره من الغدر والكذب والتصرفات اللامسؤولة ؟ انه ككتاب اقرب في بيئته لتراثنا من سواه, واحداثه تدور غالبا في العراق, حتى ان هناك من الباحثين والنقاد من يعتقدون ان كاتبه لابد وان يكون عربي اللسان كما نشر ذلك الشيخ "احمد بن محمود شيرواني اليماني" عام 1881م, وهو احد اعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية في كلية فورت وليم, حيث يقول :
"لا يخفى على احد ان مؤلف الف ليلة وليلة شخص عربي اللسان من اهل العراق وكان غرضه من تأليف هذا الكتاب ان يقرأه من يرغب في ان يتحدث بالعربية فتحصل له من قرائته طلاقة في اللسان عند التحدث بها"

ولا يعنينا هنا ان يكون الكتاب فارسيا كما اكد اغلب المهتمين به وبما يشبه الاجماع, ام هنديا ام عربيا كما قال بعض النقاد, لكن مايعنينا هو اننا لماذا لم نستفد منه كما استفاد منه سوانا؟
لماذا يوظف الغرب كل ما انتجه العقل البشري شرقا وغربا لصالحه, ونستنكف نحن من قراءة عقول ونتاج الشعوب الاخرى, وان كانت شرقية قريبة لنا وتدور احداثها في بيئتنا الوطنية. ينهل اهل الغرب من كل ما انتجته البشرية من فكر, ويوظفون مايرونه نافعا, وندعي نحن- وباصرار- ان ماعندنا اغنى مما أنتجه الغرب في الفكر والثقافة , متكئين على مفاهيم ماعادت تواكب العصر وحاجات التقنية والاتصالات الحديثة وبيئة وطبيعة المجتمع الحالي . نسأل عن اسباب تراجعنا الحضاري دونما البحث في اسباب العلل, ثم نناقض انفسنا ونقول اننا اصحاب تسامح ومباديء انسانية نادينا بها قبل سوانا من اهل الأرض؟ فلماذا اذن لا يدخل الاهتمام بثقافة الشعوب, وماتنتجه من كتب ثقافية وفلسفية اليوم ضمن مفردة التسامح وقبول الآخر لننفتح على العقل البشري الذي هو ملك كل من في الارض جميعا, والذي نحتاجه اليوم اكثرمن اي زمن مضى ؟






#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحبة في مهرجان أيام الرافدين الثقافية العراقية الخامس برلي ...
- سبع ُ لفّات ٍ للشرّ ِ
- رحلت الجميلة ام سلام - سهام علوان-
- عذرا, لقسوة الحقيقة, سفرتي الى الوطن
- مستلزمات الحضارة- الحلقة الاولى- المرأة العراقية العزلاء
- - القامعون- لسميرة المانع، رسالة تحذير من الإنهيار
- قضية المرأة العربية بين التهميش والنفاق
- أين دولة القانون من المادة 41 في الدستور العراقي ؟
- عادت النورس أما ً*
- غوبلز يعيش بين ظهرانينا
- اليكن في آذار بطاقة عيد
- نوارس دجلة , تجربة حضارية رائدة
- فوز الدملوجي خيرٌ, للمرأة والرجل معا
- الأطفال .. الأطفال
- هل نرتقي بضربة حذاء؟
- كابوس الجلسات البرلمانية
- الهمجية في العراق , تكسر الرقم القياسي
- سمّار برلين
- البرلمان العراقي ومكونات الشعب
- اللهم اصلح وسائل الاعلام!


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - من مستلزمات الحضارة : الحلقة الثانية, الانفتاح الثقافي, (الف ليلة وليلة في أوروبا )